#حجب_برنامج_سوما، هاشتاغ انتشر على تويتر قبل أيام في السعودية، متضمناً الكثير من المشاركات والتغريدات الساخطة على هذا الحجب. قد لا يبدو كل ذلك السخط منطقياً بادئ الأمر، خصوصاً أنه يطال حجب برنامج رديء للمكالمات المرئية، يستهلك معدلاً كبيراً من طاقة الجهاز، ويتضمن كماً هائلاً من الإعلانات، فضلاً عن الجودة المنخفضة للصوت والصورة. ولكن الأمر قد يكسب صبغة منطقية إذا ما قرأناه في السياق الحالي، لكونه أفضل المتاح داخل المملكة العربية السعودية.
على كلٍ، فإن هذا الحجب لم يكن الأول على القائمة، فمن البرامج المُدرجة في قائمة الحجب بالكامل: Facetime، برنامج المكالمات المرئية الخاص بمستخدمي آيفون ومنتجات آپل، والذي بحجبه اتجه العامة إلى البديل السيىء "سوما" SOMA. ومن ضمن البرامج المحجوبة بشكل كامل: Viber وPopcornBuzz وGoogleDue وTeamSpeak، بالإضافة إلى خاصية WiFi Calling، التي تتيح للمستخدم إجراء مكالمات صوتية مجانية عن طريق شبكة واي-فاي. وبالرغم من أن أحد مشغلي الخدمة قد أعلن مسبقاً تقديمه لهذه الخاصية، إلا أنه تراجع عن ذلك بصمت في نهاية الأمر. كما مُنعت قابلية الاتصال باستخدام بعض البرامج المتاحة، مما جعل استخدامها يقتصر على المحادثات النصية فقط. ومن أبرز هذه البرامج Whatsapp، وتطبيق Hangout الذي تقدمه شركة Google، بالإضافة إلى Line. حتى فيسبوك لم يسلم من ذلك، إذ طال حجب المكالمات برنامجه Fb Messenger.
أما القائمة الأخيرة فتتكوّن من برامج تعاني من الحجب الجزئي Throttling. وهي عملية تضييق وتحديد من سرعتها، سواءً بشكل كامل، أو حصراً على بعض الخصائص. برنامج الاتصال المرئي الشهير Skype مثلًا، أو برامج TelegramوSnapchat وDiscord، بالإضافة إلى متجر التطبيقات Appstore، وبرنامج iCloud لمستخدمي منتجات Apple. ويمكن التأكد من هذا الحجب الجزئي باستخدام “الشبكة الخاصة الافتراضية” أو ما يُعرف باسم VPN، إذ يُلاحظ على التطبيق عمله بشكل طبيعي بعد ذلك، وبسرعة معتدلة.
لا يمكن نكران فعالية هذه التطبيقات، وأهمية ما تقدمه من مكالمات مرئية وصوتية في حياة الفرد، خصوصاً في ظل ابتعاد عدد كبير من الشباب والشابات عن عوائلهم وأصدقائهم بالفترة الحالية، سواءً كان ذلك لقصد العمل أو الدراسة، في داخل المملكة أو دول أخرى. ومع توفر هذه الخاصيات مسبقاً للمستخدم السعودي، أو وعيه بوجودها في دول مجاورة، يصبح عدم قابليته لاستخدامها بمثابة الحرمان من التواصل مع أولئك الذين يهتم بأمرهم، مما يسبب غضباً تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الأحاديث على أرض الواقع.
يعتقد البعض بأن هيئة الاتصالات السعودية هي وراء تلك الحجوبات، بينما يُرجعها آخرون إلى مزودي الخدمة، أي الشركات الأربع: STC، موبايلي، زين وVirgin، مع إمكانية التغاضي عن الأخيرة في ظل عدم تشغيلها بشكل كامل حتى الآن. وتبقى كل هذه مجرد تكهنات، فلا يُعرف لهذه الحجوبات سبب ولا متسبب.
فقد تكون الدوافع أمنية، في ظل محاربة المملكة للإرهاب وأهله، ومحاولتها لاستقراء التهديدات قبل وقوعها، عبر مراقبة وسائل التواصل، ومنع بعضها. إلا أن البعض يعتقد بأن الأسباب مادية، ليس إلا، مبرراً بأن مزودي الخدمة يحاولون منع هذه الخدمات المجانية، في مقابل الخدمات ذات المردود المادي على الشركة. ويُرجع آخرون أسباب هذه الحجوبات إلى جانب تقني، موضّحين بأن الطاقة الاستيعابية المتاحة حالياً، لا تحتمل كل هذا الكم من البيانات التي تتطلبها البرامج، مما يدفع المتسبب المجهول إلى منعها من الأساس. كما هو الحال مع قانون "الاستخدام العادل" الذي تطبقه الشركات المزوّدة للخدمة. إذ تُحدد للعميل سرعة إنترنت منخفضة جداً، في اليوم الذي يتجاوز فيه استخدامه 1 غيغابايت. وبالرغم من عدم اعتراف أي من الشركات بتدخلها في سرعة الإنترنت اليوم، فقد اعترفت بذلك مسبقاً، كما أضحى الأمر معروفاً عند جميع العملاء، إثر التجربة وتصفحهم للإنترنت والتطبيقات المختلفة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...