شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
عالجوا اكتئابكم بالصراخ والرقص والأحضان

عالجوا اكتئابكم بالصراخ والرقص والأحضان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 7 نوفمبر 201601:38 م
كم مرة تمنيتم الصراخ من دون أن يسمعكم أحد؟ كم مرة تمنيتم أن يحتضنكم أحدهم بشيء من الحنان؟ هل فكرتم في الهروب من ألمكم النفسي بالرقص؟ جميعنا تخالجنا مشاعر الغضب، وكلنا معرضون للاكتئاب في وقت ما. نرصد لكم 3 طرق للعلاج النفسي، من دون الحاجة إلى زيارة طبيب. تستطيعون تجربتها بأنفسكم، للقضاء على الضغوطات السلبية التي تواجهكم في يومياتكم.

الصراخ

ScreamScream قد لا يخفى على أحد، أن الصراخ يمكن أن يخلص الإنسان من الطاقات السلبية، ويعتبر تفريغاً لتلك الطاقات، ومحاولة ذاتية للعلاج النفسي. غرف الصراخ ليست فكرة منتشرة في مجتمعاتنا العربية، وإن كانت منتشرة عالمياً، ففي أحد الفنادق بطوكيو، تم إنشاء غرفة مخصصة "للبكاء والصراخ". وفي أول تجربة عربية لمثل هذا النوع من العلاجات النفسية، خصص صاحب أحد دور النشر في مدينة 6 أكتوبر في مصر مطلع شهر أكتوبر، غرفة داخل المكتبة "للصراخ". وقال عبد الرحمن سعد مالك المكتبة لرصيف22 إن الفكرة جاءت بالصدفة، بعد أن اقترحها أحد العاملين في قسم التسويق في المكتبة، لتكون وسيلة لجذب الزبائن. ويضيف: "في البداية كانت الفكرة غريبة بعض الشيء بالنسبة إلي، لكن مع تطبيقها وجدنا إقبالاً متزايداً من الزوار عليها". وبالرغم من عدم  وجود إشراف طبي نفسي على الفكرة، إلا أنها لاقت رواجاً كبيراً، ويشعر الشخص بعدها بالراحة النفسية، خصوصاً وسط الإحساس الجمعي بأنه ليس الوحيد الذي لديه طاقات سلبية. وعن شروط "غرفة الصراخ" يوضح سعد: "لا يجب أن يبقى الشخص داخل الغرفة أكثر من 10 دقائق، ولا يوجد تصوير داخل الغرفة، كما أنه لا يجب استخدام الهواتف المحمولة. من ناحيتنا لا توجد أي وسيلة للتنصت داخل الغرفة المهيأة بشكل كامل للقيام بمهمة الصراخ فيها بنجاح، فهي معزولة بمادة مخصصة لعزل الصوت". مؤكداً أنها من دون مقابل مادي. وعن رأي الطب النفسي في هذه التجربة، يقول الدكتور عادل صادق، أستاذ الطب النفسي، لرصيف22، إن الغضب الشديد يولد طاقة الانفجار، التي يمكن إخراجها عن طريق الصراخ، لأن كتم مشاعر الغضب يمكن أن يؤدي لمشاكل نفسجسمانية. والتنفيس عن الغضب بالصراخ يعتبر مفيداً من الناحية الجسمانية والنفسية.

الرقص

كثيرون منا يحبون الرقص بأنواعه المختلفة، سواء كان ممارسة أو مشاهدة. لكن هل فكرتم يوماً أنه يمكن أن يكون علاجاً نفسياً؟ تحت اسم "مفاصل"، دشنت فتاتان فلسطينيتان، نسرين جيارة وأمان جرايسي، مجموعة مستقلة مختصة بالعلاج النفسي بالحركة والرقص. وعن الحركة، يقول مؤسسوها عبر موقعهم، إنها تقوم ببلورة وتطوير برامج ميدانية مشتركة مع الأطر الاجتماعية، الثقافية، الفنية والجماهيرية العربية المختلفة، لتضيف إليها آليات عمل حركية، جسدية-تعبيرية، جديدة للحث الذاتي والفكري على إخراج المشاعر السلبية داخل الإنسان. وهي مبادرة استثنائية في العالم العربي، حيث يعد الأخصائيون المؤهلون للعلاج بالرقص قلة قليلة، وإن كانت أعدادهم تتزايد سنوياً. وعن الرقص كعلاج نفسي، تقول نسرين جيارة مؤسسة المبادرة، في صفحتها على فيسبوك، إن العلاج بالرقص يعتمد على مبدأ أن النفس والجسد متكاملان، فالحركة والرقص يساهمان فى تغيير المشاعر والطاقة السلبية، ويجعلان الأفراد يستوعبون حالتهم النفسية بشكل مختلف، من خلال لغة جسدهم بشكل ذاتي بحت. فالحركة تساعد على التعبير عن المشاعر التي يصعب التعبير عنها كلامياً. وقد أنتجت المبادرة أغنية داعمة نفسياً للأطفال، اسمها "تك تك بوم"، خصوصاً الأطفال الذين يعيشون في أماكن النزاعات والحروب.
وتم استخدام كلمة "بوم" بالأغنية للدلالة المباشرة على الخطر في حالة الحرب، كصوت الصاروخ والقنابل، أو للإشارة الرمزية للخطر في حالات أخرى مثل: التعرض لاعتداء جنسي، أو اعتداء جسدي أو حادث طريق مروع. وفي موقع آخر للعلاج النفسي بالرقص، صممت مؤسسة المبادرة أمان جرايسي، بالتعاون مع المنتدى النسوي الفلسطيني، رقصة احتجاجية لمكافحة العنف ضد المرأة، والتخلص من الطاقات السلبية، التي يمكن أن تواجهها المرأة في الشارع تحت اسم "بكفي"، لتكون احتجاجاً من الجسد على الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة. وشارك في الرقصة أكثر من 70 رجلاً وامرأة وتم تنفيذها فى ساحة العين بالناصرة.
وعن العلاج بالحركة، يقول الياس مطر، فلسطيني الجنسية، وطالب ماجستير في موضوع العلاج بواسطة الحركة لرصيف22، إن العلاج بالحركة أو الرقص ربما يكون غير منتشر في العالم العربي بنسبة كبيرة، لكن أعداد المعالجين بالحركة في نمو، بعد تزايد الوعي بأهمية الرقص في العلاج النفسي. قد يستمر العلاج لشهر أو أكثر، وقد يستمر عامين بحسب الحالة. ويكون العلاج بشكل فردي أو جماعي.
مبادرات عربية تعتمد وسائل خلاقة لمعالجة الاكتئاب والضغط اليومي: غرفة للصراخ في مصر، وصفوف للرقص في فلسطين
ويضيف مطر: "رغم عدم معرفة العالم العربي بمثل هذا النوع من العلاج، إذ أن هناك علاجات باستخدام الفنون كالدراما والفن التشكيلي، إلا أن هذا العلاج منتشر في فلسطين، وهناك إقبال على استخدامه كعلاج نفسي. وهو كأي علاج عن طريق الفنون ملائم لجميع الأفراد بشكل عام، لكن هناك حاجة لتعديل العلاج والطريقة مع كل شخص. وعادةً يلجأ المعالج لأساسيات العلم النفسي التطويري، لتحليل الحركة وحال الشخص في التمارين الحركية، وأساس العمل هو توفير مساحة آمنة له في أن يكتشف فيزيائيته وحركته وربطها بأحاسيسه في جلسة العلاج. وبحسب الحالة النفسية للفرد، يقوم المعالج بتحديد تمارين الرقص الخاصة به. كما أن الطبيب النفسي يمكن أن يستعين بالمعالج بالرقص، خصوصاً أن المعالجين بالرقص موجودون في عدد من مستشفيات الصحة النفسية".

العناق

HugsHugs في 21 يناير من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للعناق. بدايةً كان الموضوع مجرد حركة أطلقها الأمريكي كيفين زابورني Kevin Zaborney، الذي كان يرى أن الناس لا يرغبون في التعبير عن مشاركاتهم لأحبائهم علانية، إلى أن تطور الأمر وأصبح يوماً عالمياً. ويقول علماء النفس إن الطفل يحتاج إلى 24 ضمة في اليوم، وتتنوع بين الحاجة للمعيشة والبقاء أو النمو الجسدي والنفسي. كما يحتاج البالغ بحسب علماء النفس، إلى 4 أحضان يومية للسعادة، و8 لعلاج المشكلات، و12 عناقاً للنمو والتطور. الدكتورة سهى عيد، خبيرة مصرية في العلاج بالطاقة، نجحت في مساعدة 10 أفراد كانوا يعانون من العزلة والانطواء عن طريق الاحتضان من أحد المقربين لهم، سواء كان حبيباً أو صاحباً أو أخاً، اختاروهم بأنفسهم، في فترة علاج استمرت نحو الشهر. تقول الدكتورة سهى عيد إن "العناق يقوي الجهاز المناعي، ويقلل الشعور بالآلام النفسية، إذ يعمل على تهدئة العضلات عن طريق حاسة اللمس، كما يؤدي لإفراز هرمون السيروتونين المسبب للسعادة". وتضيف لرصيف22: "الإنسان يحتاج إلى الاحتضان مهما بلغ من العمر، وعلى كل من يقرأ هذه المعلومة أن يطبقها".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image