أجريت قرعة بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تستضيفها الغابون من 14 يناير حتى 5 فبراير من العام المقبل، في العاصمة ليبروفيل، تحت أنظار وترقب الوفود والجماهير العربية، المتعطشة لكتابة تاريخ جديد يضاف لما كتبه العرب من قبل في البطولات في القارة السمراء.
محاربو الصحراء يبحثون عن الأمجاد في كتاب التاريخ
أسفرت القرعة عن وجود المنتخب العربي الجزائري في الثانية "مجموعة الموت"، التي تضم منتخبات تونس والسنغال وزيمبابوي. وتعد هذه المجموعة الوحيدة التي ستشهد صداماً عربياً. ويبدو أن محاربي الصحراء، بات مقدراً لهم مقارعة الكبار في القارة السمراء. فبعد أن أوقعتهم قرعة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا في صدام مع الكاميرون ونيجيريا وغامبيا، كان القدر قاسياً عليهم للمرة الثانية، بوقوعهم في مجموعة نارية يصعب التنبؤ بالمتأهلين عنها. منتخب الجزائر أو كما يلقبه عشاقه بمحاربي الصحراء أو ثعالب الصحراء أو الخضر، سبق له المشاركة في المونديال الأفريقي 16 مرة، لكنه لم ينل شرف الفوز باللقب سوى مرة واحدة عام 1990، في الجزائر. وتمكن الخضر من الثأر من النسور النيجيرية بهدف شريف، بعد أن حالت النسور بين الجزائر ولقبها الأول عام 1980. كما استطاعت الجزائر أن تحصل على المركز الثالث في مناسبتين بنسختي 1984، على حساب الفريق المصري بنتيجة 3/1، وكان المنتخب خسر مباراة الدور نصف النهائي ضد منتخب الكاميرون بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي، وعُين منتخب الجزائر أفضل فريق في هذه النسخة، وحصل على ثاني أفضل خط هجوم في البطولة بـرصيد 8 أهداف، وأحسن دفاع بهدف واحد. وتوج لخضر بلومي، ثاني أفضل لاعب وثالث أحسن هداف. وفي نسخة 1988 بالمغرب، حصل على المرتبة الثالثة بعد أن خرج في الدور نصف النهائي ضد نيجيريا، في لقاء ماراثوني، حسمته ركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل منهما، لتكون النسور عائقاً أمام وصول الخضر للقب للمرة الثانية بعد نسخة 1980. وتمكنت ثعالب الصحراء من الفوز بالسيناريو نفسه على نظيرها العربي المغربي، في مباراة تحديد المركز الثالث. وتوج لخضر بلومي بجائزة أفضل هداف بالتشارك مع الكاميروني روجيه ميلا، والإيفواري عبد الله تراوري، والمصري جمال عبد الحميد. وتعد نسخة 1990 الأبرز في تاريخ مشاركات الخضر بالبطولة، ليس لأنه توج بها فحسب، بل لأنه كان الأفضل، واستطاع أن يفوز في جميع مبارياته بقيادة نجمه الأسطوري رابح ماجر، اللاعب الأبرز في تاريخ كرة القدم الجزائرية. منتخب الجزائر يمتلك حالياً كوكبة من ألمع النجوم، يمثلون العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، على رأسهم رياض محرز، أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الموسم الماضي، الذي كان مطلولباً بشدة من أرسنال الإنكليزي، لولا تمسك ليستر سيتي به. ويعد العربي الجزائري، أكثر الفرق العربية والأفريقية تناغماً خلال الفترة الأخيرة، نظراً لامتلاكه عناصر مميزه في جميع صفوفه، ما يجعله المرشح الأبرز لنيل اللقب القاري. وهو ما أكده حسين غريب، الناقد الرياضي لموقع "في الجول" الرياضي، لرصيف22. بينما يرى علاء عزت، الناقد الرياضي في الأهرام العربي، أن أقصى دور تستطيع الجزائر أن تصل إليه هو نصف النهائي فقط.تونس، حلم الثنائية يصطدم بصعوبة المهمة
المنتخب العربي التونسي أو كما يلقبه عشاقه بنسور قرطاج، أوقعته القرعة في مواجهة شقيقه العربي الجزائري. سبق لتونس أن شاركت في كأس الأمم الأفريقية في 16 مناسبة، كانت أفضل نتائجها الفوز باللقب في نسخة 2004، عندما تغلبت على نيجيريا في نصف النهائي بركلات الترجيح، وصعدت لمواجهة الشقيق المغربي في النهائي، وفازت عليه بهدفين لهدف، لتتوج بأول لقب لها في تاريخها. وتوج نجم المنتخب التونسي فرانسيلو دو سانتوس، هدافاً للبطولة، بالتشارك مع الكاميروني باتريك مبوما، والنيجيري أوكوتشا، والمغربي يوسف المختاري، والمالي كانوتيه. وفشل نسور قرطاج في التتويج بالبطولة في نسختين لاحقتين، واكتفى بالمركز الثاني والميدالية الفضية، بعدما سقط في المباراة النهائية أمام غانا في نسخة 1965، بنتيجة 3/2، وأمام جنوب أفريقيا في نسخة 1996 بهدفين دون رد. وحصل على المركز الثالث والميدالية البرونزية في النسخة التي استضافتها إثيوبيا عام 1962، بعدما تغلبت على أوغندا في لقاء تحديد المركز الثالث، بنتيجة 3/صفر. وتعد نسخة 1978 من البطولات التي لم تكن رحيمة بالفريق التونسي، فواجه منتخب غانا في الدور نصف النهائي، وخسر بهدف دون رد. وفي مباراة البرونز واجه عملاقاً أخر، هو المنتخب النيجيري، وسقط بهدفين دون رد، ليخرج خالي الوفاض من هذه البطولة. ولم تشارك تونس في 12 مناسبة إلى جانب انسحابها من نسخة 1980. ومن أبرز نجوم المنتخب التونسي على مر العصور طارق ذياب، الذي يعد اللاعب التونسي الوحيد الذي حصل على الكرة الذهبية الأفريقية عام 1977. تمتلك تونس بعض العناصر المميزه التي قد تساعدها للذهاب بعيداً في البطولة، على الرغم من صعوبة المهمة، مثل يوسف المساكني مهاجم لخويا القطري، فرجانس ساسي لاعب وسط الترجي التونسي، علي معلول ظهير أيسر الأهلي المصري، وأيمن عبد النور مدافع فالنسيا الإسباني. واستبعد علاء عزت وحسين غريب، منافسة النسور على اللقب الأفريقي المقبل.نجوم الأطلسي يبحثون عن الذهبية الثانية
يلعب المنتخب المغربي ضمن المجموعة الثالثة، التي تبدو متوازنة إلى حد كبير، وتضم منتخبات ساحل العاج، وجمهورية الكونغو، وتوغو. 15 مشاركة ولقب واحد يرجع إلى نحو أكثر من 40 عاماً، هي حصيلة المنتخب المغربي في سجلات شرف الأميرة الأوروبية. وكانت على حساب غينيا في النسخة التي أقيمت بإثيوبيا، وانتهت بركلات الجزاء الترجيحية. وكانت المغرب حاضرة بقوة وقريبة من حصد اللقب الثاني في نسخة 2004، التي فاز فيها النسور بهدفين لهدف. واكتفت بالمركز الثالث في نسخة 1980، بعدما سقطت في نصف النهائي أمام نيجيريا بهدف دون رد. وفازت على شقيقتها مصر في لقاء تحديد المركز الثالث بهدفين دون رد. ولم تشارك الأسود في 15 نسخة، فلم تشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة في 7 مناسبات، وفشلت في التأهل في مثلها، واستبعدها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم من المشاركة في أخرى. وشهدت نسخة 2004، التي خسرتها المغرب لمصلحة تونس، مباراة درامية وقاسية للغاية، لكنها ليست قاسية على الجماهير المغربية، بل على نظيرتها الجزائرية. إذ واجه الأسود محاربي الصحراء في ربع النهائي، وبعد أن كان التعادل السلبي سيد الموقف، تقدم المنتخب الجزائري بهدف قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، قبل أن يسجل مروان الشماخ هدف التعادل في الوقت البديل، ثم في الأشواط الإضافية، أضاف المغرب هدفين آخرين ليتأهل إلى نصف النهائي. [caption id="attachment_80080" align="alignnone" width="700"] المنتخب الجزائري[/caption] ومن أبرز نجوم المنتخب المغربي تاريخياً محمد التيمومي، الذي سبق له الحصول على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أفريقيا عام 1985. ومن أبرز نجوم الجيل الحالي، أشرف لزعر مدافع باليرمو الإيطالي، مهدي بنعطية مدافع يوفنتوس الإيطالي، نبيل درار مدافع موناكو الفرنسي، أشرف حكيمي مدافع فريق ريال مدريد الأسباني، عمر القدوري لاعب وسط نابولي الإيطالي، ونور الدين أمرابط لاعب وسط واتفورد الإنكليزي. بالإضافة إلى ثلاثي الهجوم المحترف بالدوري الفرنسي سفيان بوفال وأسامة طنان وخالد بوطيب، إلى جانب يوسف العربي لاعب غرناطة الأسباني. ورشح الناقد الرياضي حسين غريب المنتخب المغربي للوصول بعيداً، والمنافسة على اللقب، نظراً للكوكبة الكبيرة التي يضمها بين صفوفه من محترفين، يلعبون لكبار الأندية الأوروبية. بينما يرى علاء عزت، أن أقصى ما يستطيع العرب تحقيقه في البطولة الوصول لنصف النهائي، ورشح منتخبين لتحقيق ذلك، هما المغرب والجزائر.الفراعنة يعودون فهل تعود الأمجاد؟
"اللي يخاف من العفريت يطلعله"، مثل مصري ينطبق على ما شهدته قرعة الجولة الأولى. المصريون دعوا الله أن يجنبهم مواجهة منتخب غانا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فوقعت معهم. ثم تكرر المشهد في قرعة كأس 2017، فأسفرت القرعة عن وجود مصر في المجموعة الرابعة، بجوار مالي وغانا وأوغندا. مصر تمتلك سجلاً مشرفاً في كأس الأمم، شاركت في 22 مناسبة، واستطاعت أن تتوج بالبطولة 7 مرات، لتصبح أكثر الدول تتويجاً لها، وكان ذلك في أعوام 1957 على حساب إثيوبيا بنتيجة 4/صفر، و1959 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وكانت على حساب السودان بنتيجة 2/1، و1986 على حساب الكاميرون بركلات الجزاء الترجيحية، و1998 على حساب جنوب أفريقيا بنتيجة 2/صفر، و3 مرات على التوالي كأول دولة أفريقية تفوز باللقب لـ3 مرات متتالية. وكانت أعوام 2006 على حساب ساحل العاج بركلات الجزاء الترجيحيه، و2008 على حساب الكاميرون بنتيجة 1/صفر، والنتيجة نفسها عام 2010 على حساب غانا. وحاز الفراعنة المركز الثالث في 3 مناسبات، عام 1963 و1970 و1974، والمركز الثاني والميدالية الفضية في مناسبة وحيدة عام 1962. لم تتأهل مصر للبطولة في 5 مناسبات، وانسحبت في 3 مناسبات. ويعد نهائي 2006 من أقسى المباريات التي مرت على الجمهور المصري، إذ تلاعب المنتخبان المصري والعاجي بمشاعر الجماهير، التي احتشدت بقوة لمؤازرة فريقها، لاستعادة اللقب الأفريقي، بعدما احتكما لركلات الجزاء الترجيحية، بعد أن تفنن نجوم ساحل العاج في إضاعة الفرص أمام مرمى الفراعنة. أكثر من 80 ألف مشجع في استاد القاهرة كتموا أنفاسهم مع ركلات الترجيح، التي ابتسمت للمصريين ومنحتهم اللقب السادس. وشهدت هذه البطولة مولد نجم جديد للكرة السمراء، هو محمد أبو تريكة، لاعب الأهلي، الذي بات واحداً من أفضل من أنجبت الملاعب المصرية، إلى جانب محمود الخطيب النجم الذهبي، وصاحب جائزة أفضل لاعب في أفريقيا، وهو اللاعب المصري الوحيد الذي فاز بهذه الجائزة. ومن أبرز نجوم الجيل الحالي للفراعنة، محمد صلاح لاعب روما الإيطالي، ومحمد النني لاعب وسط أرسنال الإنكليزي، ورمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الإنكليزي. منتخب مصر تأهل بسهولة كبيرة للبطولة، ورشحه حسين غريب للمنافسة على اللقب، الذي غاب عن المنافسة عليه، في أخر 3 منافسات، فيما استبعده علاء عزت من المنافسة والوصول للمربع الذهبي.البطل يغيب عن المشهد
تشهد النسخة المقبلة من المونديال الأفريقي، غياب المنتخب السوداني، أحد المنتخبات التي وجدت لنفسها مكاناً في سجلات المنتخبات الفائزة باللقب الأفريقي، في نسخة 1970، بعدما فشلت في التأهل للغابون 2017.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ ساعةعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.