كثيرة هي التعقيدات التي يواجهها بعض الشباب العربي في إقامة علاقات مع الفتيات على أرض الواقع، بسبب العادات والتقاليد التي تنتشر في المجتمعات المحافظة. لكن الغريزة البشرية أقوى من الحظر، ما يدفعهم للبحث عن مساحات جديدة للتعارف.
أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مساحة للجنسين، للاقتراب داخل الغرف الإلكترونية المغلقة، ووراء ستار حسابات على هذه الشبكات، لا يعلم أحد ما يدور خلفها. فيسبوك هو من بين هذه المساحات، خصوصاً أن استخدامه بين الشباب كبير جداً في معظم دول العالم العربي. ففي إحصائية نشرها مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ على صفحته قبل نحو عام، وصل عدد الحسابات على الموقع في العالم العربي إلى 110 ملايين مشترك، من أصل نحو 392 مليون مواطن عربي. بينما تجاوز عدد المشتركين في موقع فيسبوك حول العالم الـ1.5 مليار.
وقد انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من الحسابات على الموقع تحمل أسماء لفتيات، بعضها لا يلفت الانتباه، وبعضها ترافقه صور شبه عارية، تميل للإباحية، وكأنها تعطي رسالة أن صاحبة الحساب تبحث عن الإغراء والمتعة.
لكن المفاجأة تكمن في أن أصحاب بعض هذه الحسابات هم في الحقيقة رجال يقبعون خلف هذه الصفحات، ويرغب معظمهم في جذب النساء للتحدث إليهن براحة وصراحة، والإفصاح عن تفاصيلهن الشخصية وإرسال صورهن.
رغبتي هي السبب
تعترف "هناء" بأن سذاجة تفكيرها وضعف شخصيتها في بداية تعاملها مع شبكات التواصل الاجتماعي، وعدم تعاملها مع شباب في الحياة العامة، بسبب العادات والتقاليد المفروضة عليها من أسرتها، كادا أن يحولا حياتها إلى جحيم. فقبل 3 أعوام تعرفت على فتاة عن طريق فيسبوك، كتابةً فقط. مع مرور الوقت، وتطرقهما للحديث في أمور خاصة وجنسية، طلبت منها صديقتها إرسال صورة لها. وبالفعل أرسلت صورتها وأبدت صديقتها إعجابها الشديد في تفاصيل جسدها الأمر الذي بدأ يشغل تفكيرها. طلبت هناء من صديقتها إرسال صورة لها فتمنعت وأقنعتها بالخجل، ثم طلبت منها في ما بعد ممارسة العادة السرية أمام الكاميرا. "لم أفكر وقتها، وتملكتني الرغبة ووافقت دون تردد"، تقول هناء، فخلعت قميصها، وأبقت على ملابسها الداخلية وفتحت الكاميرا، لتفاجأ بظهور شاب عاري الجسد تماماً أمام الكاميرا، وكانت صدمتها. "تملكني الرعب، ودارت في أفكاري جميع أحاديثنا الماضية، وكيف أطلعت شاباً على خصوصياتي"، تضيف هناء، التي أمضت ليلتها خائفة، وقررت إغلاق حسابها بشكل نهائي. بعدها بعدة أشهر عادت هناء إلى فيسبوك بحساب جديد يحمل اسماً غير اسمها الحقيقي، وأصبحت تتعامل بشكل حذر جداً مع الصديقات الجديدات، اللواتي تربطها بهن علاقة افتراضية، بهدف إشباع رغبتها.شخصيات وهمية منتشرة
يرى علي بخيت، رئيس نادي الإعلام الاجتماعي في فلسطين، أن الحسابات الوهمية موجودة في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي وليست مقتصرة على فيسبوك فقط، متوقعاً ازديادها بشكل متواصل. ويطالب فيسبوك مشتركيه عند التسجيل لحساب جديد، أن يكون صاحبه شخصاً حقيقياً، وأن يستخدم معلومات حقيقية غير مزورة، ويشجع بقية المشتركين على الإبلاغ عن الحسابات التي تمثل أشخاصاً مزيفين أو خياليين، لمعاقبة مزوري المعلومات والشخصيات الوهمية بإغلاق حساباتهم. لكن البعض يفضل الانسحاب بهدوء، وإغلاق حسابهم الخاص، كما فعلت هناء. بينما ترى "لينا"، الشاعرة التي تنشر كتابتها الأدبية الجريئة على صفحتها في فيسبوك، أن الحل الأفضل هو "البلوك"، أو الحظر، لأنه أقل تعقيداً وأكثر تأثيراً. "بلوك، كبسة واحدة وانتهى الأمر"، تقول لينا. وتضيف أنه غالباً، عندما يشعر الشاب بافتضاح أمره، يهرب ويغلق الحساب من تلقاء نفسه، أو يقوم بحظر للضحية، ولا يترك فرصة للفتاة للتفكير في اتخاذ أي خطوة.ما هي الأسباب التي تدفع شاباً للتخفي خلف اسم فتاة على فيسبوك؟
كثيرة هي التعقيدات التي يواجهها بعض الشباب العربي في إقامة علاقات مع الفتيات على أرض الواقع، فابتكروا طريقة ملتوية...يقول بخيت إنه من الممكن كشف الصفحات الوهمية بسهولة، بمجرد الاطلاع على إحدى الصفحات الشخصية، إذ يمكن تحديد حقيقة الحساب من خلال الصورة الشخصية، أو الاسم المستعار، والبحث عنهم من خلال الطرق المتاحة عبر محرك البحث غوغل. كما أن معلومات صاحب الحساب على صفحته، وتاريخ انضمامه لفيسبوك والتحقق من قائمة الأصدقاء، وطريقة نشره على حسابه ومنشوراته، يوضح حقيقة مستخدم الحساب، إن كان شخصية حقيقية أم وهمية.
خطر يهدد الشابات الصغيرات
تتعامل إيمان، التي تعمل مسؤولة عن النشاطات الترفيهية في مركز خاص بالأطفال، مع صفحتها على فيسبوك بشكل جدي وحذر جداً. وقد تسلّمت إيمان طلب إضافة جديدة من حساب يحمل اسم فتاة، قبلت الإضافة لأنها شعرت بجدية صاحبة الحساب، ولكن بمجرد قبولها الإضافة فوجئت بتجول الصديقة الجديدة داخل حسابها، رأت جميع صورها الشخصية، وقرأت منشوراتها، ووضعت عليها جميعاً علامة الإعجاب بالإضافة إلى تعليقات غزلية. استغربت من صاحبة الحساب، خصوصاً من تعليقاتها الغزلية، بحكم أنها لا تعرفها مسبقاً، وثارت حفيظتها حين وصلتها رسالة منها، تسأل عن تفاصيل حياتها وعملها ومكان سكنها، ما أثار ريبتها وجعلها تشك في كونها شاباً ينتحل شخصية فتاة. لم تختبر شكها وحذفت هذه الصديقة وحظرتها مباشرة. تشرف إيمان على عدد من الطالبات في سن المراهقة، ما يجعلها قريبة من حياتهن اليومية. وهن يخبرنها عن معرفتهن لفتية يختبئون وراء حسابات نسائية، ويحاولون التحدث معهن. تضحك طالباتها الصغيرات، وتكملن الحديث مع هذه الحسابات الوهمية، على الرغم من ثقتهن أن المتحدث شاب وليس فتاة، عن طيب خاطر، وقلة خبرة ومعرفة. وقد يطلب أصحاب الحسابات صور الفتيات، اللواتي هن في معظم الأوقات قاصرات. "توجهت بالحديث مباشرة مع الأخصائية في المركز لإجراء محاضرة مع الأهل حول مخاطر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بهدف توعيتهم ومراقبتهم لأبنائهم"، تقول إيمان، التي صُدمت من تعرض تلميذاتها لهذا النوع من التحرش المبطن. وهي ترى أن مخاطر الانترنت تزيد ليلاً، حين يسهر الأبناء وينام الآباء.احترسوا أيها الرجال
قد يتعرض الرجال لهذا النوع من الخداع تماماً كالفتيات، بغرض الإغواء والابتزاز لاحقاً. وقد تصلهم طلبات صداقة من حسابات تحمل صوراً مثيرة لفتيات جميلات. وهو ما حصل مع فهد، الذي يستخدم حساباً حقيقياً يحمل اسمه الأول، ومعلومات حقيقية عن نفسه، للبحث عن علاقات عابرة. وقد وصلته إضافة من فتاة، اكتشف من خلال الحديث معها أنها رجل. فما كان من فهد إلا أن التقط صوراً لهذه الأحاديث، ونشرها على الحساب للانتقام.حسابات وهمية لأسباب مختلفة
تختلف وتتفاوت أسباب وأنواع الحسابات الوهمية. فهي ليست دائماً لأسباب غرائزية أو جنسية، كذلك ليست تصرفاً فردياً في جميع الحالات. يقول بخيت إن أجهزة المخابرات مثلاً، كالموساد، تستخدم هذا النوع من الحسابات الوهمية، للإطاحة ببعض الشباب أو تجنيدهم مثلاً. واستخدمت هذه الحسابات الوهمية من قبل مخبرين في أجهزة المخابرات السورية بدايات الربيع العربي للبحث عن المتظاهرين ومعرفة أسمائهم ونصب كمائن لهم، واعتقالهم. وقد يستخدم بعض الأشخاص هذه الحسابات للشتم والسب وإطلاق شعارات ضد الجهات الحاكمة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع