برغم رفض المجتمع العربي لتغيير الأديان، واهتمامهم بصورتهم أمام الرأي العام، إلا أن فنانين ومشاهير كثراً تحدوا المجتمع وتخلوا عن ديانتهم من أجل الحب، وآخرون تخلوا عن العادات وتزوجوا مدنياً متجاوزين عائق الاختلاف الديني.

عمر الشريف وفاتن حمامة

أول لقاء جمعهما كان أثناء تصوير فيلم "صراع في الوادي". ويعد هذا الفيلم بداية عمر الشريف السينمائية. كانت فاتن حمامة حينها على خلاف مع زوجها عز الدين ذو الفقار وتم الطلاق بينهما أثناء تصويرها للفيلم. ارتبط الشريف وحمامة بقصه حب شهيرة في الأوساط الفنية، وغيّر حينها عمر الشريف ديانته إلى الإسلام ليتمكن من الزواج بفاتن عام 1955. كما غير اسمه من ميشيل ديمتري شلهوب إلى عمر الشريف، وأنجبا ابناً وحيداً هو طارق الشريف. انتهت علاقتهما بالطلاق عام 1974، وظل الشريف يتحدث دائماً عن فاتن حمامة على أنها حبه الأول والأخير، ولم يتزوج بعد الطلاق حتى وفاته عام 2015، التي جاءت بعد وفاة فاتن حمامة بـ6 أشهر. يقول الناقد الفني طارق الشناوي: "يفرض المجتمع على الرجل ذلك، فكان لا بد في هذه العلاقة أن يشهر عمر إسلامه وليس العكس، لأن المجتمع لن يقبل بغير ذلك". وتصحيحاً لما ينشر عن ديانة الشريف، فهو لم يكن يهودياً كما يذاع بل كان مسيحياً كاثوليكياً.

ليلى مراد وأنور وجدي

تعرفت الفنانة ليلى مراد، التي اشتهرت بالصوت الملائكي والوجه الجميل، على الفنان أنور وجدي أثناء اشتراكهما في تصوير فيلم "ليلى بنت الفقراء". ثم جمعت بينهما قصة حب وشكلا أشهر ثنائي على شاشة السينما المصرية. تزوجا عام 1945، وأعلنت مراد إسلامها واستمرت عليه عندما انفصلا عام 1953. ولكن بحسب الشناوي، فإن ما يذاع عن أن ليلى مراد غيرت ديانتها للزواج بأنور وجدي غير صحيح. فهي تزوجته وهي يهودية، وأعلنت إسلامها بعد الزواج بثلاث سنوات، وغيرت ديانتها عن اقتناع.

منير مراد وسهير البابلي

تزوج الفنان منير مراد الفنانة سهير البابلي بعد طلاقه مباشرة من زوجته الأولى وأم ابنه الوحيد. ورغم قصة الحب القوية التي جمعت بينهما، إلا أن زواجهما لم يستمر سوى سنوات قليلة وانفصلا. واستمر مراد على إسلامه حتى وفاته عام 1981. ويؤكد الشناوي أنه بالرغم من إعلان منير مراد إسلامه قبل زواجه من سهير البابلي، فهو يظن أنه لم يكن بدافع الحب، أو من أجل الزواج. فمراد أشهر إسلامه بعد إعلان شقيقته الفنانة ليلي مراد إسلامها مباشرة.

رمسيس نجيب ولبنى عبد العزيز

تعدّ قصه حب المنتج السينمائي رمسيس نجيب والفنانة المصرية لبنى عبد العزيز من القصص الأسطورية التي تشبه قصص الحب التي أنتجها نجيب في السينما. وهو تعرف على لبنى عام 1957، وقد تعلق كل منهما بالآخر في وقت قصير، ثم أشهر رمسيس إسلامه ليتزوج بها.

أشهر قصص الحب العربية التي لم يقف فيها الدين عائقاً... من فاتن حمامة وعمر الشريف إلى مايا دياب

ما يحق للفنان بسهولة، على أبناء الطبقات الأخرى خوض معارك طاحنة من أجل تحقيقه...

وأوضح الشناوي أن رمسيس أشهر إسلامه لحبه الشديد للفنانة لبنى ورغبته في الزواج بها. وعاد رمسيس مرة أخرى إلى دينه المسيحي وأكمل حياته كمسيحي حتى توفي عام 1977 ودفن وفقاً لطقوس ديانته.

ماري منيب وفهمي عبد السلام

الفنانه ماري منيب صاحبة أشهر عبارة في السينما المصرية "مدوباهم اتنين"، والتي اشتهرت بخفة الدم في تجسيد دور الحماة، "والدة الزوج/ الزوجة" في السينما. تزوجت من زوج شقيقتها المحامي فهمي عبد السلام عام 1937، بعد وفاة شقيقتها. وأعلنت إسلامها وغيرت اسمها، ونسبته إلى زوجها لتصبح أمينة عبد السلام. ووفقاً للشناوي: "بالرغم أنه لم توجد مشكلة في زواجهما، وهي على ديانتها، إلا أن ماري منيب أشهرت إسلامها في أواخر سنواتها.  

سميرة أحمد وصفوت غطاس

تزوجت الفنانة سميرة أحمد من المنتج صفوت غطاس الذي تخلى عن ديانته المسيحية للزواج منها. وأوضح الناقد الفني رامي العقاد، أنه بالرغم من الصعوبات التي واجهها غطاس ورفض عائلته والمجتمع لتغيير ديانته، إلا أنه لم يهتم بهذه الانتقادات، وأشهر إسلامه وتزوج من سميرة أحمد. وأشار العقاد إلى أنه سبق لسميرة أحمد الزواج أيضاً من المنتج بطرس زريبات عام 1952، أثناء تصويرها فيلم "شم النسيم"، وأعلن إسلامه أيضاً من أجلها. ويوضح الشناوي لرصيف22 أن حب الجمهور للفنان لا يرتبط بديانة أو جنسية أو لون، ولكن لدى الفنان عائلة أيضاً غير جمهوره، وبديهي أن يواجه المشاكل الطبيعية التي يواجها أي إنسان في مجتمعنا العربي حين يعلن تغيير ديانته. ويشير الشناوي إلى أن تغيير الديانة هو حرية شخصية سواء كان من أجل الحب، أو من أجل شيء آخر، وعلى الجمهور أن يعي ذلك، فلا يمكن أن نناقش إنساناً في اختياراته.

وقفوا بوجه الدين والمجتمع ونصروا الحب

لم يتخلوا عن ديانتهم وتمسكوا بحبهم في الوقت نفسه، وقرروا ألا يقف الدين عائقاً، ليتشاركوا الحياة ويتقاسموا الاختلاف. هؤلاء الفنانون تزوجوا رغم اختلاف ديانتهم.

يحيى الفخراني ولميس جابر

تزوج الفنان يحيى الفخراني والكاتبة لميس جابر، وهي مسيحية ما زالت تحتفظ بديانتها حتى الآن. وما زالت قصة حبهما مستمرة، وأثمرت 3 أبناء: طارق وشادي وأحمد. يقول العقاد: "بدأت قصة الحب بين لميس جابر والفنان يحيى الفخراني عندما كان الفخراني يقوم بتجسيد مسرحية "برنارد شو" على خشبه المسرح الجامعي. حدثت بعض المشاكل مع إدارة الجامعة، فغضب الفخراني حتى تدخلت لميس جابر وهدأته، وبدأت بينهما قصة حب توجت بالزواج. ولم يهتم أحد منهما باختلاف الأديان، وزيجتهما من أشهر الزيجات الناجحة في الوسط الفني حتى الآن.

كارول سماحة ووليد مصطفى

تزوجت المغنية والممثلة اللبنانية كارول سماحة، رغم ديانتها المسيحية، برجل الأعمال المصري وليد مصطفى، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "تالا". وأوضح العقاد أن سماحة اضطرت إلى اللجوء إلى الزواج المدني، الذي عقد في مدينة ليماسول بقبرص عام 2013، لاختلاف ديانتهما. فهي مسيحية ووليد مسلم، وما زالت تحتفظ سماحة بديانتها المسيحية.

عاصي الحلاني وكوليت بولس

جمعت المطرب اللبناني عاصي الحلاني وملكة جمال لبنان كوليت بولس قصة حب قوية، رغم أن كوليت تدين بالمسيحية، والحلاني مسلم. وبدأت قصتهما حين تعرف الحلاني على كوليت من إحدى القنوات الفضائية، وطلب منها أن تشاركه في كليب لأغنيته "واني مارق مريت". ومذاك، توطدت علاقتهما حتى عام 1995، وتزوجا، وما زال زواجهما مستمراً وأنجبا 3 أبناء: ماريتا، والوليد، ودانا.

مايا دياب وعباس ناصر

جمعت بين المغنية اللبنانية مايا دياب ورجل الأعمال المسلم عباس ناصر قصة حب، ثم تزوجا. ويقول العقاد: "رغم أن الديانة المسيحية لا تسمح بزواج المسيحية من المسلم، إلا أن مايا تخلت عن ذلك ولجأت إلى الزواج المدني". ولم يستمر زواج مايا وناصر كثيراً إذ انفصلا عام 2015. يشير العقاد إلى أنه في بعض الأحيان تتأثر جماهيرية الفنان بسبب تغيير ديانته أو زواجه من شخص من ديانة أخرى، ولكن مع ذلك، مشاكل زواج الفنانين المختلفي الديانة وردود فعل المجتمع عليه أقل حدة من أفراد المجتمع العاديين.

زيجات مختلطة شائعة

شاعت أيضاً بعض الزيجات بين الفنانات وبعض الأجانب، الذين تخلوا عن دينهم من أجل الارتباط.

سامية جمال وشيرد كينج

هناك شائعات تفيد أن الفنانة والراقصة سامية جمال تزوجت في بداية حياتها الفنية بشاب مسيحي أمريكي، أشهر إسلامه من أجل حبها، وتزوجها، وغير اسمه إلى عبدالله ثم انفصلت عنه بعد أن استغلها مادياً.

تحية كاريوكا وأنطوان عيسى

كما ترددت أحاديث حول زواج تحية كاريوكا من أنطوان عيسى ابن شقيقة بديعة مصابني عام 1939، الذي أشهر إسلامه ليتزوجها. لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، فانفصلا عام 1940. ثم تزوجت كاريوكا من الضابط الأمريكي شبرد ليفي، الذي أشهر إسلامه أيضاً قبل الزواج منها، ثم طلبت الطلاق منه بعد فترة قصيرة من الزواج. هناك حالات أخرى كثيرة تؤكد أن ما يحق للفنان بسهولة، على أبناء الطبقات الشعبية خوض معارك طاحنة من أجل تحقيقه.