شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
نجوم الإعلان الأوائل في مصر

نجوم الإعلان الأوائل في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 31 مايو 201705:06 م

منذ بدأ الصوت والصورة يغزوان عالم الترفيه، جعلا من التسويق مهمّة صعبة، فكان على الإعلانات أن تتطور وتستخدم أساليب مشوّقة حتى تسترعي اهتمام المستهلكين. من أجل تسويق الشركات منتجاتها وخدماتها، ابتُكرت طرق كثيرة- وصلت حتى الخُدع- لربط المنتج بالمستهلك وإخراج نقوده من جيبه. أكثر تلك الطرق قدماً وتأثيراً استخدام المشاهير في الدعاية، فمع بداية السينما ولمعان نجومها بدأت الاستعانة بهم في الإعلانات المطبوعة التي كانت تُعلّق في الشوارع  وفي المحال التجارية.

نجوم كثر في مصر صنعوا الإعلانات، كما أن الإعلانات صنعت عدداً كبيراً منهم. رأينا مثلاً في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، النجمة فاتن حمامة على إعلان للصابون، والنجمة هند رستم تسوّق زيتاً للشعر، في حين استُخدم توقيع السيدة أم كلثوم وصورتها على إعلان لأحد العطور.

أما عن  الشركات الكبرى التي استطاعت أن تنتج إعلانات مصورة سينمائياً، فلم تدخر مجهوداً في استخدام أكثر الأساليب جذباً في ذاك الوقت، وهو الغناء والاستعراض. كانت الكليبات الغنائية الصغيرة تُعرض على شاشات السينما قبل عرض الأفلام وتميّزت بوقتها الطويل مقارنة بوقت الإعلانات اليوم. مهابة صوت الفنان حسين صدقي مثلاً لم تمنعه من أداء مهمة تسويقية لشركة كوكا كولا في إعلان سينمائي شاركت فيه الممثلة عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية.

زادت المساحات الإعلانية مع دخول التلفزيون إلى العالم العربي وأصبح النجوم زوّار الأمسيات يروّجون للمنتجات عبر الشاشات الصغيرة. استغل المعلنون الوصول السهل إلى الزبائن المستهدفين الجالسين في منازلهم لإعطائهم جرعة مكثفة من التسويق عبر نجومهم المفضلين.

استكمالاً لاستخدام حبّ الجمهور لإعلانات النجوم، جرى اللجوء إلى بعض المشهورين وحثّهم على الاشتراك في حملات التوعية الصحية والاجتماعية، مثل حملات تنظيم الأسرة للفنانة فاطمة عيد "حسنين ومحمدين" ومحاربة الجفاف  للفنانة كريمة مختار ومكافحة البلهارسيا للفنان محمد رضا وحملات تنظيم الأسرة التي ظهر فيها الفنان أحمد ماهر، والتي اشتهرت بشعار "الراجل مش بس بكلمته".

ارتبطت الإعلانات بالترفيه القصير بعد اعتمادها على النجوم، فأصبحت القصة أساسية والتشويق فيها عنصراً مهماً حتى لو كلف ذلك المزيد من المال. النجم حسن عابدين كان صاحب أحد أشهر الحملات الدعائية الأولى التي تعتمد على ذلك في إعلان "سر شويبس".

لم يكن نجوم السينما والغناء وحدهم القادرين على اجتذاب الجمهور، فتمّ استغلال نجوم الرياضة لتسويق السلع والمنتجات المتنوعة، مثل إعلان "انجرام للحلاقة" الذي ظهر فيه أشهر نجوم الكرة في الثمانينات فاروق جعفر وطاهر الشيخ وحسن شحاتة والخطيب، كما ظهور نجمي الكرة وائل جمعة والحضري، لاحقاً في إعلان للبسكويت.

وفي مواسم الصيف والأعياد عند انطلاق الأعمال الجديدة من الألبومات والأفلام، تتهافت شركات الإعلانات على الذين يتربعون في صدارة المشهد الشعبي، فتستخدم جزءاً من العمل الفني الذي لاقى رواجاً كإعلان، نجد مثلاً الفنان حسن الأسمر يغني في إعلان "شاي العروسة" على كلمات ولحن أغنيته الشهيرة "اعملك إيه حيرتني". كما ظهر النجم عمرو دياب بعد نجاح ألبومه "أيامنا" مطلع التسعينات، في إعلان عن شامبو للشعر.

لم يتراجع المعلنون عن استخدام نجوم الصف الأول ودفع مبالغ ضخمة في حملات تكلف الملايين، حتى وصل الأمر بهم إلى استخدام النجم في الرقص والغناء لملابسه الداخلية، مثل إعلان هاني رمزي لقطونيل.

الجدير ذكره أن هناك عدداً من النجوم اتخذ الإعلانات سُلماً للصعود لأنها تتيح لهم أن يعرضوا مواهبهم على الجمهور والمخرجين، فيحصلون على فرص أكبر. هذا تحديداً ما حدث لـشيرين رضا، وياسمين عبد العزيز ونيرمين الفقي. ومثلهن هيفاء وهبي التي لم تولد في عالم الفن نجمة، بل في سوق الإعلانات أوّلاً، فقد ظهرت في إعلان لمسحوق للغسيل، وفتح لها هذا الظهور نافذة على جانب من الشهرة. كذلك محمد هنيدي، في إعلان قديم قبل أن يلمع نجمه، وياسمين عبد العزيز وميس حمدان وشيري عادل في إعلان واحد قبل 20 عاماً، لماركة شوكولا.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard