تبدأ القصة بإضافة على فيسبوك، وما أن تقبل الفتاة طلب الصداقة، حتى تصلها رسالة على الخاص: "شكراً على قبول الصداقة". يبدأ الطرفان بتبادل الحديث، وتسير الأمور بشكل جيّد إلى أن تسأل الفتاة السؤال المصيري والمرعب: "هل أنت متزوّج؟".
هنا، يستجمع الرجل قواه، وتخاله يبتلع كرشه أو حتى ريقه مع حركة بطيئة لـ"تفاحة آدم"، صعوداً ونزولاً، وإن لم تكن الفتاة تراه، ثم يروح يبتكر أجوبة تحمل النفي والإيجاب في آنٍ واحد. كأن يقول: "يمكنك القول إنني غير متزوج"، أو "الإجابة ليست بسيطة عن هذا السؤال، الأولاد سبب بقائنا معاً"، أو "زواجنا على الورق فقط"، وغيرها من الأجوبة التي تبدو غير مفهومة ومبهمة، في حين أن الإجابة يجب أن تكون نعم أم لا!
هنا، إما أن يتوقف الحديث، أو يستكمل مع غض النظر عن موضوع الزواج، فالأمر كله عبر الشاشة، وما يزال في العالم الافتراضي، مع احتمال تحوله إلى علاقة في العالم الحقيقي.
إضافة فقبول فخيانة
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في زيادة نسبة الخيانة الزوجية، وزادت بدورها في نسب الطلاق. وفي هذا الإطار، أفادت دراسة رسمية أصدرتها إدارة التوثيق الشرعي في وزارة العدل في الكويت، أن شبكات التواصل الاجتماعي كانت السبب بنسبة 33% من المشاكل الزوجية التي أفضت إلى الطلاق. كما كشفت إحصائيات وزارة العدل، أن نسبة الطلاق المسجلة في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي في الكويت بلغت 52.5%، بإجمالي 3751 حالة طلاق، مقابل 7138 حالة زواج، في حين بلغت 51.2% في العام 2014. وقالت الدراسة نفسها إن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، وسوء استخدامها أديا إلى التباعد بين الأزواج، وزادا من عزلة كل منهما. وبينت إحصائيات صادرة عن المحاكم في الإمارات، ارتفاع ظاهرة الطلاق نتيجة خلافات تتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت تقديرات قسم التوجيه الأسري الحكومي أن حالات الخلافات الزوجية زادت العام الماضي عن 5000 حالة. وكان الإدمان على ولوج تلك المواقع سبباً في 50% منها على الأقل، انتهت 1000 منها بالطلاق. وفي الأردن، أشارت إحصائيات دائرة قاضي القضاة إلى "ارتفاع نسبة الطلاق إلى 6.9%، بعد أن بلغت نحو 5599 حالة خلال العام الماضي. لافتةً إلى أن العام 2015 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد قضايا الطلاق، بزيادة أكثر من ألف حالة عن عام 2014". وأرجعت الجهات المختصة ارتفاع نسبة الطلاق إلى اتساع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، التي سهّلت الخيانة الزوجية.واعد زوجته على فيسبوك!
حين نتحدّث عن الخيانة الزوجية، غالباً ما يكون الرجل المتهم الأكبر على اعتبار أن الفكرة النمطية السائدة، أن الرجال يخونون أكثر من النساء، خصوصاً في مجتمعنا. "هناك نوعان من الرجال، خائن ذكي لا تكتشف خيانته، وآخر تكشف خيانته، أما الرجل الذي لا يخون فهو لم يولد بعد"، تحوّلت هذه العبارة إلى عقيدة راسخة عند معظم النساء، لا سيما اللواتي تعرضن للخيانة، واللواتي أصبحت لديهن الخبرة في كشف الخيانة من أول الطريق. تخبرنا إحداهن، وهي أم لطفلين، أنها عندما بدأت تشك بأن زوجها يخونها ويتعرف إلى نساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يقضي ساعات ممسكاً هاتفه، أو جالساً وراء حاسوبه المحمول. قررت أن تتأكد، فأنشأت حساباً وهمياً وبدأت تحادث زوجها، وبعد شهرين أقنعته بأنها تعيش في مصر طالبة منه أن يزورها. فجاء الزوج وقال لزوجته إن لديه رحلة عمل إلى مصر، وهو مضطر للبقاء هناك لأسبوع. بعد أن حجز التذكرة وقبل أن يسافر بساعة، أخبرته زوجته بأنها هي من هو ذاهب للقائها!6 إشارات لتعرفي الرجل الخائن
طبعاً، لا تنفع هذه الحيلة دائماً وهي طريقة ملتوية يُفضّل عدم اللجوء اليها. قد يكون من الصعب كشف الخيانة دائماً، لا سيما إذا كان الشريك يتخذ كل الاحتياطات اللازمة، إلا أن هذه الإشارات الست يمكن للمرأة ملاحظتها على الزوج الخائن (علماً أنها تنطبق أيضاً على المرأة الخائنة).كثرة الاتصالات الخاصة
في معظم الأحيان تكثر اتصالات الرجل الخائن، خصوصاً تلك التي تدفعه إلى ترك الغرفة والحديث في مكان بعيد عن شريكته.مسح الرسائل عن الهاتف
من الطبيعي أن يمحو الشخص الرسائل عن الهاتف حين تمتلئ الذاكرة، لكن بعض الدراسات بينت أن مسح الرسائل بشكل دائم قد يكون إشارة إلى خيانة الشريك.تعدّد حساباته الإلكترونية
إذا اكتشفت المرأة أن لزوجها حساباً إلكترونياً، لا تعرف عنه شيئاً، فهذا مبرر للشك فيه.التململ والغضب السريع
أشارت معظم الدراسات واستطلاعات الرأي إلى أن الرجل الخائن يختلق المشاكل مع زوجته ويثور ويغضب لأتفه الأمور.ترداد الزوج أنه بحاجة إلى الخصوصيّة
وهي غالباً ما تكون حجّة الزوج الخائن، ويردد هذه العبارة بشكل غير مبرر.الاهتمام بمظهره بشكل مفاجئ
من الأمور التي تكررت في بعض الدراسات، هو تغير طريقة ارتداء الرجل لملابسه أو عطره، أو الاهتمام بشكل مبالغ بنظافته الشخصية.الإشارة السابعة والأهم: ممارسة الرياضة حجة جاهزة
يختلق الرجل الخائن غالباً حججاً للخروج من المنزل. وفي هذا الإطار، نشر موقع Illicit Encounters البريطاني، الذي يقدم خدمة التعارف السري للأشخاص المرتبطين، أبرز خمس أكاذيب أو حجج يقولها الرجال الذين يخونون لتبرير غيابهم عن البيت، فجاءت حجة ممارسة الرياضة في المرتبة الأولى. وكشف الموقع، الذي استطلع عينة مؤلفة من 2000 رجل، أن 34% منهم يبررون غيابهم عن المنزل بأنهم يلعبون الغولف، وأن اختيار هذه اللعبة جاء انطلاقاً من كون ممارستها تتطلب وقتاً طويلاً. وإذا كانت لعبة الغولف ليست رائجة في مجتمعنا، فيمكنه استبدالها بأي رياضة أخرى ككرة القدم مثلاً. وقال 27% من الرجال الذين شملهم الاستطلاع نفسه، إنهم يبررون غيابهم بحجّة اجتماعات العمل أو العمل الإضافي لساعات متأخّرة. بينما قال 13% منهم إنهم يتحججون بالذهاب إلى الحانة مع أصدقائهم. كما يبرر 5% غيابهم بحجة انتسابهم إلى نادٍ رياضي، و4% بحجة شراء بعض الحاجيات من السوق أو الدكان.ابتكارات ذكية لكشف الخيانة
طرحت العديد من شركات التسويق ابتكارات تساعد على كشف خيانة الشريك، مثل السرير الذكي الذي ابتكرته شركة إسبانية، ويحتوي على مجسات مخفية داخله تمكنه من كشف أي "تحركات مشبوهة" فوقه، في حال غياب أحد الشريكين عن المنزل. كذلك، الخاتم الذي صممه مصمم المجوهرات البريطاني ستيف بينيت، لمراقبة الشريك في حال وافق على ارتدائه. ويعمل بتقنية البلوتوث، من خلال وضع رقاقة رصد خلف جوهرة الخاتم، ووصل الأمر ببعض الشركات أو المواقع الإلكترونية إلى تأمين خدمة استئجار مقرصن "هاكر" لكشف خيانة الشريك. إلا أن بعض الزوجات لديهن تقنيات أسهل. تروي إحدى السيدات أن رحلة البحث عن دليل تبدأ من مراقبة صفحة الشريك على فيسبوك أو إنستغرام، ورصد الأسماء التي يعلق هو على صورها أو منشوراتها، بالإضافة إلى رصد الأسماء التي تعلّق على صوره ومنشوراته. وفي هذه الحالة، يمكن ملاحظة الاسم الذي يتكرر ويصبح موضع شك، لتضييق دائرة البحث. إلا أن هذا الأمر قد لا يوصل إلى الحسم، فتبدأ السيدة باعتماد أساليب أخرى منها استخدام خاصية Find my iPhone التي صممت للعثور على هاتف آيفون في حال نسيانه في مكان ما، أو في حال سرقته. لكن بعض الزوجات استخدمن هذه الخاصية لكشف الخيانة، من خلال تفعيل الخاصية الموجودة في الإعدادات، وتحميل التطبيق على هاتف الزوج، وربطه بجهاز الكمبيوتر، ما يتيح للزوجة مراقبة خط سير زوجها. من الأمور الأخرى، ملاحظة بعض التطبيقات المخصصة لإخفاء الرسائل أو المكالمات على هاتف الشريك، وهناك الكثير منها مثل Signal أو Private SMS & Call أو تطبيقات تتيح خاصية الرسائل السرية مثل تلغرام. إن استخدمتم طرقاً وابتكارات أخرى، ندعوكم لمشاركتها معنا في قسم التعليقات، مع التأكيد على أن العنصر الأول والأهم في أي علاقة زوجية هو الثقة، وما تفرضه هذه الثقة من مصارحة بين الشريكين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...