شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
كانت الخيانة أول مسببات الطلاق سابقاً، أما اليوم... 

كانت الخيانة أول مسببات الطلاق سابقاً، أما اليوم... 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 25 يونيو 201604:23 م
لم تعد الخيانة أول مسببات انتهاء العلاقة الزوجية في مجتمعاتنا. قصص كثيرة تدور في أروقة المحاكم تكشف الأسباب المثيرة للجدل وغير المنطقية للطلاق، خصوصاً في الإمارات العربية المتحدة. أسباب يدور معظمها حول سيطرة النمط المعيشي الاستهلاكي. وقد أكدت لرصيف22 موزة سيف العامري، مديرة إدارة التنمية الأسرية بالإنابة في وزارة الشؤون الاجتماعية الإماراتية، أن حالات الطلاق في الزيجات الحديثة تضاعفت خلال الأعوام الخمسة الماضية، رغم عدم وجود إحصائية دقيقة عن الطلاق في الزيجات الحديثة، بسبب تعدد الجهات المشرفة على الطلاق.

الإنفاق المفرط

جولات الباحثات الاجتماعيات، وما يتم تداوله في المجالس، يكفي للقول إن هناك مشكلة حقيقية يجب تطويقها، لا سيما في ما يتعلق بالأسباب غير المنطقية التي قد يتم لأجلها الطلاق. فقد أنفقت مطلقة مثلاً 1700 دولار على حنتها، المبلغ الذي وجده زوجها كبيراً مقارنة بالكلفة المتعارف عليها للحنة في الإمارات، ما دفعه إلى طلاقها، قبل ليلة الدخلة، متهماً إياها بالإسراف وعدم تقدير الظروف المادية. كما وجدت إماراتية نفسها مطلقة، بعد زواجها بفترة وجيزة، لإنفاقها 150 ألف درهم (ما يعادل 40 ألف دولار) على فستان زفافها، ما اضطرها للاستدانة لتنظيم حفل الزفاف من دون علم زوجها إلا بعد مواجهة صعوبات في سداد مبلغ الدين. فأنهى الزوج الزواج وسط شعوره العارم بالغضب، خصوصاً أنها أخفت عنه الأمر لمدة طويلة، مشدداً على أنها كانت ستواصل إخفاء الأمر لولا حاجتها إلى السداد.

عقدة الحماة

روت المستشارة والخبيرة في الشؤون الأسرية، فوزية طارش ربيع، قصصاً عن حالات طلاق بسبب ما أسمته عقدة "الحماة"، لأن النساء اليوم لا يحتملن أي علاقة للزوج بأهله. وأشارت إلى أن دراسة أسباب حالات الطلاق تظهر اللامبالاة والتسرع في التعاطي مع العلاقة الزوجية من قبل الطرفين، كاشفةً أن هنالك مطلقة لم تتمكن من متابعة حياتها الزوجية، بسبب تغيير حماتها بطاقات العرس من دون استشارتها. وسردت ربيع قصة أخرى للطلاق، سببها إنفاق الرجل على والدته التي كانت تسكن وأسرته معه بعد وفاة والده، فرفضت الزوجة الاستمرار، ولجأت إلى المحكمة وطلبت الطلاق بعد رفض الزوج تأمين مسكن مستقل لها. وقالت ربيع إن خلاف الحموات في صالون تجميل قبل العرس كان كافياً ليُطلق الزوج زوجته عبر رسالة نصية، على الرغم من أن الزوجة لا علاقة لها بالمشكلة بين الوالدتين. إلا أن دموع أم العريس كانت كفيلة بإنهاء الزواج!

المحمول مصدر كل الشكوك

ومن القصص الغريبة التي واجهتها الخبيرة الأسرية، أن يكون الهاتف المحمول سبباً في جملة من حالات الطلاق، لافتةً إلى أن إحدى المطلقات اشترطت على زوجها عدم العبث بهاتفها المحمول قبل حفل زفافهما، فما كان منه إلا أن طلقها ليلة عرسها بسبب الشك الذي راوده نتيجة طلبها هذا الحيز من الخصوصية. في حين أدت مشكلة بين مطلقة وزوجها حول الرقم السري في هاتفه المحمول إلى الطلاق، بعد أن طلبت منه حذف الرقم السري ورفضه لذلك، ما حوّل حياتهما اليومية إلى كوابيس بسبب المشاكل المستمرة التي انتهت بالطلاق. كما كانت رسالة نصية سبباً في قرار مطلقة إنهاء علاقتها مع زوجها في شهر العسل، بعد أن اكتشفت علاقاته السابقة، من خلال الرسائل النصية التي وجدتها في هاتفه من فتيات عرفهن قبلها، علماً أنه أنهى هذه العلاقات.

سطحية المجتمع

عبرت المحامية مها الياس عن أسفها من أسباب الطلاق التي اعتبرتها ناتجة عن سطحية التفكير. وأوضحت: "هناك حالات طلاق كان سببها عدم تقديم الزوج هدية لزوجته في عيد الحب، أو بسبب كلمة صباح الخير، أو تصبحين على خير". ولفتت إلى أن القانون المنظم لعملية الطلاق يجعلها سهلة، لأن وجود بند علة الضرر أو استحالة العيش يحمل الكثير من المعاني القابلة للتأويل. وأكدت الباحثة القانونية في مركز حماية المرأة حصة سالم محمد الكندي استسهال الطلاق عند الشباب. ففي إحدى الحالات، طلبت مطلقة من القاضي إلزام زوجها بحفلة عرس لها، ومن ثم تطليقها، وكانت قد اتفقت مع زوجها على الزواج من دون حفلة، وتم زواجها غير أن صديقاتها بدأن معايرتها، وزرع الشك في عقلها حول حب واحترام زوجها لها، كونه لم ينظم حفل زفاف، ما دفعها إلى اللجوء للقضاء.

الزواج وسيلة للانتقام

كما وصل الأمر بالبعض، وفقاً للكندي، إلى استخدام أحد الرجال الزواج وسيلة للانتقام، كونه حاول التقرب من الفتاة مرات عدة قبل الزواج، غير أنها رفضت ولم تعره أي اهتمام. ولكن، حين غيرت رأيها وقبلت الزواج منه، كان يتعمد إثارتها ويتركها وشأنها ويذهب إلى زوجته الثانية. فتقدمت بشكوى إلى المحكمة لإصلاح الحال ووصل الأمر إلى الطلاق، وتبين أنه تزوجها انتقاماً منها على رفضها له قاصداً إذلالها.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image