كيف يمكن أن تتصرّف امرأة عربية إذا اكتشفت ارتباط زوجها بعلاقة مع امرأة أخرى؟ الحلول معقدة: كثيرات يفضلن الطلاق، بعضهنّ يجبرن على البقاء في منزل الزوجية، لأسباب مادية، وللحفاظ على تماسك العائلة، أخريات يحاولن الانتقام بخيانة مماثلة، وربما هنالك نسبة قليلة قد تجد في مغامرات الرجل خارج الزوجية عنصراً لتقوية العلاقة والحفاظ على توازنها... هذه كلها فرضيات، والأرجح أنّ الغالبية ستبذل جهداً قدر المستطاع كي تستعيد زوجها، وتطرد العشيقة خارج حياته، ومنهنّ من يقبل بوجود زوجة ثانية...
بعيداً عن التحليلات والاحتمالات، وجدت الزوجات الصينيات الحلّ. صحيح أن أزمة الخيانة الزوجية هي أزمة عالمية، لكنّ شركة صينية وجدت طريقة غريبة لـ"مكافحتها".
تدفع الزوجة الصينية الراغبة بصيد عشيقة زوجها أكثر من 60 ألف دولار لشركة مختصة... لو كنتِ مكانها ماذا تفعلين؟
تتولى "صيادات" صينيات محترفات مهمة إقناع العشيقة بترك الزوج بالحسنى، من خلال الهدايا والتبصير، وحتى تعريفها على عشيق آخر إن اقتضى الأمراسم الشركة Weiqing أو "حماة المشاعر" (كما ترجمتها وكالة "فرانس برس" في تقرير تناقلته الصحافة العالمية اليوم). شعار الشركة: "لا تغضبي، اجعلي غريمتك تستسلم راضيةً". توظّف الشركة فرقاً خاصة تعرف بـ"صائدي العشيقات" (على وزن صائدي الساحرات). يهب الصيادون والصيادات المدربون جيداً لنجدة الزوجات غير القادرات على طلب الطلاق خشية خسارة مرتبتهن الاجتماعية أو المالية. وفي معظم الحالات، يعيد الصيادون الزوج إلى بيته خلال أشهر قليلة، وينهون المسألة كمحترفين، ومن دون فضائح وانهيارات نفسية. يجني "صائدو العشيقات، حماة المشاعر" أرباحاً كبيرة، إذ يكون على الزوجة دفع مبلغ يراوح بين 60 و75 ألف دولار. ولكن، إن فشلت العملية، تُردّ الأموال للزوجة. صاحب الشركة هو رجل الأعمال شو كزينShu Xin ، ويعمل لصاله أكثر من 300 "صيّاداً وصيادة"، يتوزعون على 59 مكتباً في ربوع الصين، ويقدمون الاستشارات القانونية للزوجات، ويعطون المحاضرات للمهتمين... وبالطبع يقنعون العشيقات بالانسحاب من حياة الزوج، بوسائل لطيفة وهادئة ومسالمة.
قال شو كزين لـ"فرانس برس" إن هدفه السامي في الحياة، هو "تفادي الطلاق"، مشيراً إلى أنّ فريقه ينقذ نحو 5 آلاف زواج في السنة.
تتألف فرق الشركة الخاصة بمعظمها من النساء، ومن بينهن خريجات حقوق، وعلم نفس، وعلم اجتماع. ولكي يصلن إلى درجة تخولهن القيام بالمهمات الخطيرة والحساسة، يخضعن لتدريبات مكثفة ثلاث سنوات، قبل أن ينزلن إلى الميدان.
خلال العمليات السرية، تتقمص الصائدات أدواراً مختلفة، فيظهرن في حياة العشيقات مثلاً كجارات، أو عاملات تنظيف، أو مربيات للأطفال.
تقول الصيادة مينغ لي (47 عاماً) والتي تعمل في المجال منذ ثلاث سنوات: "أنا أكبر سناً من معظم العشيقات، لذلك يستمعن لي". وتضيف: "نجد دوماً طريقاً لدخول حياة العشيقة، سواءً من خلال صدفة في الحديقة، أو السوبرماركت. وإن كانت لا تخرج من المنزل، أدّعي مثلاً أنّ لدي مشكلة تسرب مياه في شقتي، وأطلب مساعدتها. نجد دوماً وسيلة للتواصل. مرة ادعيت أني بصارة، وطلبت مني العشيقة أن أخبرها عن حياتها. بالطبع كنت أعرف كل شيء عنها من الزوجة، لذلك غادرَت مصعوقة، وكان من السهل إقناعها بترك الزوج".
تشير بعض الإحصاءات إلى ارتفاع نسب الطلاق في الصين، خلال السنوات الماضية. كما أن نصف الزيجات في الصين يشهد حالة خيانة من أحد الطرفين. وفي الثقافة الصينية، ينظر للعشيقات نظرة سيئة جداً، وينبذن من المجتمع، وقد يتعرضن للضرب.
ولكن، في كثير من الحالات، تعيش العشيقات في شقق فخمة، ويقدن سيارات فارهة، ويحصلن على ملابس ومجوهرات ثمينة. فالأزواج الخائنون يكونون غالباً من الأثرياء. لذلك تحاول الصيادات اكتساب صداقة العشيقات بهدايا ثمينة، ويطلبن سعراً عالياً جداً من الزوجة لقاء خدماتهنّ.
لا تعدّ خدمات شركة "حماة المشاعر" غير قانونية في الصين، لكنّها تحمل تعقيدات أخلاقية كثيرة، أبرزها اجتياح خصوصية الأفراد، وخداع العشيقات، وإمكانية جرح مشاعرهنّ وتحطيم قلوبهنّ... لحلّ هذه المعضلة، تقول الصيادة مينغ لي: "أحياناً أتولى مهمة إيجاد حبيب جديد للعشيقة المخدوعة، تلك طريقتي لكي أجعلها سعيدة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...