تحت شعار "ملتقى الحياة”, احتفى أكثر من ربع مليون زائر عربي لسوق عكاظ بالثقافة العربية، للعام العاشر على التوالي منذ أن تم إحياؤه في العام 2007، بعد أن توقّف نحو 13 قرناً! سوق عكاظ الذي اتخذه العرب مسرحاً للمباهاة في الأدب والتجارة والحياة الاجتماعية شكّل أحد الروافد المفصلية في حياة العربي القديم، وهو عاد متكئاً على هذا الإرث مع محاولة جادة لتخليصه من النعرة والمشاحنة وتقديم صورة تعايشية حديثة، صورة للحياة كما يأملها العربي الحديث.

ربما لم تسمعوا بسوق عكاظ في السنوات الماضية، كما يحدث الآن في دورته العاشرة، نظراً لأن السوق بدأ يتبلور في هيئته المتكاملة هذا العام، متخطياً البدايات البسيطة.

يقام سوق عكاظ في المنطقة التي كان يقام فيها قديماً، في طريق مدينة الطائف، غرب المملكة العربية السّعودية، على ارتفاع شاهق لجبال السّروات في طقس صيفي معتدل (معدل 20 درجة مئوية) الأمر الذي شكل حاضنة ملائمة لفكرة "مسرح الشارع"، فتم نقل المسرح العكاظي السنوي، الذي يحاكي قصص سوق عكاظ وأهم مشاهد المنطقة التاريخية، إلى الشارع بين روّاد السوق، حيث راح الممثلون يستعرضون مواجهات عبس وذبيان، التي اختيرت لهذه الدورة.

جوائز سوق عكاظ

تشكّل جوائز سوق عكاظ الواجهة الرمزية الأكبر للاحتفالية، وهي جائزة مُحكّمة لا تخضع للتصويت الجماهيري. قام نحو 40 مُحكِّما متخصصاً من مختلف الدول العربية باختيار الفائزين من بين 500 مرشّح في فروع الأدب والثقافة والفنون كالرسم والتصوير والفلكور الشعبي، وريادة الأعمال. وبلغت الجوائز نحو نصف مليون دولار.
جائزة "شاعر سوق عكاظ" تعدّ الجائزة الأبرز، إذ يحصل الفائز بها على "بُردة شاعر عكاظ” و80 ألف دولار بالإضافة إلى استعراض قصيدته العكاظية أمام الحضور.

حضور غير مسبوق للمرأة في سوق عكاظ في السعودية، ومشاركتها في عروض الفولكور الشعبي جنباً إلى جنب مع الرجال

في الدورة الحالية تم استحداث جائزة في "فن السّرد" وجائزتين في ريادة الأعمال وفي الابتكار. ويتم تكريم الفائزين في حفل الافتتاح في اليوم الأول، وغالباً ما يقوم الفائزون في الدورات السابقة بتسليم الجوائز.

[caption id="attachment_70793" align="alignnone" width="700"]روضة الحاج تسلّم جائزة عكاظ الشّاعرة روضة الحاج من السودان تسلّم جائزة عكاظ[/caption]

"بانَت سعادُ..."

كان حضور المرأة السعودية والعربية لافتاً وتقدمياً في هذه الدورة، مقارنة بالدورات السابقة، بدءاً من دعوة إعلاميات وأديبات عربيات لتشريف حفل الافتتاح وتقديم الجوائز، مع المشاركة الرسمية في الندوات الأدبية والأمسيات الشعرية التي قدمها نحو 24 شاعراً وشاعرة من 10 دول عربية، وصولاً إلى المشاركة الشعبية من خلال المعارض المرافقة ونشاطات الفولكور الشعبي، وذلك للمرة الأولى.

سوق عكاظ بالأرقام