منذ قرابة عامين، تظهر المرأة المسلمة، والمحجبة خصوصاً، في ومضات مختلفة عن النظرة التقليدية السائدة عنها في الإعلام الغربي. فعلى الرغم من كثرة الفيديوهات والقصص المنتشرة عن الإساءة لنساء محجبات في دول غربية، أو الجدل الطويل حول خلع الحجاب أو حرية ارتدائه، استطاعت بعض النساء المحجبات إثبات وجودهنّ في مجالات عدة. من بينهنّ شخصيّات ناجحة، أثبتن أنّ الحجاب ليس عائقاً أمام تقدمهن أو اندماجهن في مجتمعاتهن، وفرضن إعادة النظر بالأفكار النمطية السائدة عن النساء المسلمات.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه العالم العربي بمناقشة أزياء اللاعبات العربيات بشكل عام في أولمبياد ريو دي جانيرو، تحتفل الولايات المتحدة بابتهاج محمد، أول لاعبة أميركية محجبة، تفوز بميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية. محمد واحدة من المحجبات اللواتي سلّطت الأضواء عليهنّ في الاعلام الغربي خلال الأشهر والأعوام الأخيرة، هنا إطلالة على أشهرهنّ.
تحدّت نور طاغوري وابتهاج محمد الأفكار المسبقة عن المحجبات في أميركا، وتصدرتا المشهد الاعلامي في البلاد
ماريا ادريسي أول محجبة تشارك في اعلان لعلامة ملابس، وناديا حسين أول محجبة تخبز كعكة عيد ميلاد للملكة اليزابيث
ابتهاج محمد
تكتب المجلة الأميركية الأسبوعية "يو أس ويكلي" في مقال لها، أن ابتهاج محمد (30 عاماً)، لم تفز بالميدالية البرونزية لنفسها فقط، بل فازت للولايات المتحدة، وحققت خطوة عظيمة لأنها المحجبة الأولى التي تفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية عن الولايات المتحدة. وكان آخر فوز للولايات المتحدة بميدالية في مجال المبارزة لفريق السيدات العام 2008 في بكين. وتنقل المجلة عن بطلة المبارزة بالسيف قولها إن "كثيراً من الناس يعتقدون بأن النساء المسلمات لا صوت لهنّ (...) المشاركة في الأولمبياد، ليست فقط لكسر النظرة المعتادة في المجتمعات الخارجية، بل في المجتمعات المسلمة أيضاً". قبل أن تنضم لفريق المبارزة الأميركي الوطني، كانت محمد بطلة جامعة "ديوك" العام 2005 في أولمبيات اليافعين في الولايات المتحدة. وقد تخرجت من الجامعة العام 2007 باختصاصين هما العلاقات الدولية، والدراسات الأميركية الإفريقية.أماندا صعب
في الحلقة الافتتاحية من برنامج "ماستر شيف" في موسمه السادس قالت أماندا صعب (27 عاماً): "أريد أن أشارك في "ماستر شيف" لأثبت للأميركيين، أنّ المسلمين الأميركيين أناس عاديون كبقية الأميركيين تماماً، نحن نحب المرح، والأكل، وبالتأكيد نحن قادرون على الطبخ". أماندا صعب هي المحجبة الأميركية الأولى التي تشارك في برنامج طبخ أميركي، ومع أن صعب الأميركية من أصل لبناني، لم تنجح في الوصول إلى نهائيات البرنامج على قناة "فوكس"، فقد نجحت في إثارة قضية المرأة المحجبة وقدرتها على المشاركة العادلة في كل تحديات الحياة كغيرها من النساء. كما أنها تركت في إعداد طبق التبولة الموروث عن جدتها، وثقافتها اللبنانية، بصمة لطيفة تحدث عنها الإعلام الغربي ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً العام الماضي.ناديا حسين
لم تكن ناديا حسين (32 عاماً) اسماً عابراً في الإعلام البريطاني منذ أكتوبر 2015، بعد فوزها بمسابقة The Great British Bake off، وهي المسابقة البريطانية الأشهر للمخبوزات والكعك. نالت حسين النسبة الأعلى في تصويت الحلقة الأخيرة أمام رجلين، وحقَّقت فوزاً ساحقاً بكعكة مخبوزة بالليمون. عادت حسين لتظهر بقوة في الإعلام، كامرأة محجبة هي صانعة الكعك الأشهر في بريطانيا حالياً، في عيد ميلاد الملكة اليزابيت التسعين، في 21 ابريل الماضي، عندما خبزت للملكة الكعكة الخاصة بالمناسبة. ناديا حسين، البريطانية من أصل بنغالي، وأم لثلاثة أطفال، أبكت كثيراً من المسلمين البريطانيين، في خطاب فوزها الذي اختتمت به الحلقة الأخيرة من البرنامج، ثم عادت لتظهر مصافحة الملكة بالقرب من قصر ويندسور الملكي.ماريا إدريسي
في حملة إعلانية لمتاجر H&M، لمعت ماريا إدريسي (23 عاماً) كأول بريطانية محجبة تدخل عالم عرض الأزياء. وقد أثارت الحملة الموجهة للمحجبات والأزياء الخاصة بهن، موجة عارمة من التعليقات السلبية منها والمشجعة، في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عام 2015. إدريسي التي ولدت ونشأت في لندن، لأب مغربي وأم باكستانية، بدأت مسيرتها في مجال عرض الأزياء، عندما حثتها إحدى صديقاتها على العمل في إحدى دور الأزياء في لندن. تقول إدريسي إنّ أزياء المحجبات تفتقد التنوع، وإن المحجبة تعاني كثيراً لانتقاء ما ترتديه بحيث يتناسب مع العصر ومع حجابها. قصة إدريسي أثارت ضجة ليس فقط في الصحافة الغربية، بل في العالم العربي الذي انقسم بين المؤيد والمعارض لامرأة محجبة تعرض الأزياء، إذ يتنافى ذلك في نظر البعض مع الدين، بينما يرى البعض الآخر أنّ خطوة ماريا ساهمت أخيراً في لفت النظر إلى الموضة الخاصة بالمحجبات.نور الطاغوري
تريد الصحافية الأميركية العشرينية أن تغير الصورة العالقة في أذهان البعض عن المرأة المسلمة، وأن تبرهن لهم أنها ليست مهمشة أو مسلوبة الإرادة كما يعتقدون. نور الطاغوري الأميركية الليبية الأصل كانت قد أطلقت حملة قبل أربعة أعوام بعنوان Let Noor Shine عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف جمع أكبر دعم ممكن لتحقيق حلمها بأن تصبح مقدمة أخبار في التلفزيون الأميركي، وتصير أول مقدمة أخبار محجبة تظهر على شاشة تلفزيون رسمي في أميركا. لم تكن الطاغوري تعلم أنها عندما تنشر صورة لها بالحجاب خلف المايكروفون في استوديوهات قناة "اي بي سي" الأميركية، ستنتشر تلك الصورة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، وقد وصلت إلى 100 ألف مشجع ومعجب على فيسبوك العام 2015. وتقول إنها عندما ارتدت الحجاب في سن الخامسة عشرة، كانت تعلم أنها ستكون مختلفة عمن حولها، لكنها أصرت على أن تدرس الصحافة وتصبح مراسلة صحافية. تنشط الطاغوري بكثافة على مواقع التواصل، وتحظى بمتابعة كثيفة على تويتر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...