الشائع عادةً أن نسرق الألحان الغربية ونؤلف عليها أغانينا، بعد أن نلبسها كلماتنا العربية ونرفقها ببعض اللمسات الموسيقية الشرقية. في الحقيقة، أنتجنا بدورنا قطعاً موسيقية لم ينسها العالم، وسرقها فنانون من غير العرب، وألفوا عليها أغانيهم مع تعديلات طفيفة. بعض المغنين العرب الذين تمت سرقة أغانيهم، دخل في محاكمات طويلة لأجل تلك السرقات، ما جعل الأمر أكثر شهرة وإثارة للجدل. إليكم مجموعة من أشهر الأغاني العربية التي استولى عليها فنانون أجانب.
حبيتك بالصيف- فيروز
من يعرف الأخوين رحباني جيداً، أو يتعمق بعائلة الرحباني المشهورة بفنها المتكامل، يعرف أن "الرحابنة" قاموا ببعض السرقات أو ما يمكن تسميته بالاقتباسات الموسيقية، كأغنية "كانوا يا حبيبي" المأخوذة من لحن روسي. ويعتقد الكثيرون ممن يعرفون هذه المعلومة، أن أغنية "حبيتك بالصيف" من مسرحية ميس الريم، هي واحدة من تلك الأغاني التي أخذ لحنها الأخوان رحباني من لحن أجنبي. العكس هو الصحيح، فقد غنت فيروز الأغنية للمرة الأولى عام 1971، بينما أدى المغني الفرنسي الشهير Jean Francois Michael أغنيته Coupable على اللحن نفسه عام 2000.خسارة- عبد الحليم حافظ
في الخريف الماضي، عام 2015، عقدت الجلسة الأخيرة من محاكمة استغرقت نحو ثمانية أعوام. إذ قام ورثة الموسيقار المصري بليغ حمدي برفع دعوى قضائية على مغني الـHip hop الأميركي Jay Z عام 2007، لسرقته لحن أغنية خسارة، التي لحنها حمدي وغناها عبد الحليم حافظ عام 1957. ومع أن أغنية Big Pimpin التي تمت فيها سرقة اللحن، قد أطلقت عام 1999 إلا أن القضية لم تفتح إلا بعد أعوام. وتضمنت الدعوى مجموعة من الاتهامات إضافة إلى سرقة اللحن، منها تشويه صورته وصورة الملحن الراحل بليغ حمدي، بوضع اللحن في سياق أغنية إباحية، وعلى كلمات متدنية المستوى وخليعة.تملي معاك- عمرو دياب
الكل يعرفون "تملي معاك"، أغنية عمرو دياب التي وصلت إلى قلوب الملايين من العرب، حتى اعتبر نجاحها واستمرارها ضرباً من الجنون، عندما صدرت عام 2000. وقد تم تدويرها وإعادة غنائها بكلمات إنجليزية عام 2005، حين أصدرت الفرقة الدانماركية Outlandish أغنيتها الشهيرة أيضاً، I'm Calling you، على اللحن نفسه.إنت عمري- أم كلثوم
ليس جديداً استخدام المقدمة الموسيقية الشهيرة لأغنية إنت عمري، للرمز المصري أم كلثوم، في الموسيقى العربية والغربية. فهي واحدة من أشهر الأغاني العربية على الإطلاق، وكثيرةٌ جداً الـ"ميكسات" الموسيقية العالمية التي تستخدم فيها. لكن فنانة الـpop الأميركية بيونسي استخدمت الأغنية بطريقة مختلفة بعض الشيء، إذ رقصت عليها في مقدمة أغنيتها "Naughty Girl" في جولتها "On the run" العام الماضي. هذا الأمر أثار جدلاً على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ومحوره أن السياق الذي تستخدم فيه الفنانة الأميركية اللحن لا يشبه كلمات الأغنية الأصلية وسياقها. فهي برقصتها واللحن الشرقي في أغنيتها، تضيف إيحاءات جنسية شرقية على عرضها. واتهمت من بعض المواقع بأنها تشوه صورة الأغنية، وتقدم صورة عن المرأة الشرقية كما تراها هي، امرأة بشعر أسود طويل، مهمتها إسعاد الرجال فقط.بتونّس بيك- وردة الجزائرية
عام 1992، قام الملحن المصري صلاح الشرنويي بإعطاء المغنية الجزائرية الراحلة وردة، واحداً من أهم الألحان التي غنتها في حياتها. إذ أصبحت أغنية بتونس بيك، رمزاً عربياً للموسيقى، وليس فقط مصرياً. أخذت المطربة الأميركية Aaliyah اللحن نفسه، لتؤدي عليه أغنية Don't know what to tell ya عام 2001. ومع أن الموسيقي المسؤول عن هذه الفعلة، قام بعمل جيد لتعديل اللحن وإضافة المؤثرات الصوتية عليه، وتحديثه، لإخفاء الأساس الذي أخذت منه الأغنية، إلا أن اللحن الرئيسي يبدو واضحاً في الأغنية الجديدة.اليوم علّق على خشبة- فيروز
أصبحت أغاني ألبوم "أسبوع الآلام" للسيدة فيروز من أهم القطع الموسيقية الشرقية الدينية في العالم. عام 1993 قامت فيروز بمقاضاة مغنية الـpop الشهيرة مادونا بتهمة سرقة لحن أغنية اليوم علق على خشبة. وكانت مادونا سرقت لحن الترنيمة المذكورة مرتين، الأولى في أغنية The Best within عام 1990، والثانية في أغنية Erotica بعد عامين. لكن فيروز لم تقاضِها بسبب الأولى بل بسبب الثانية، إذ تحتوي أغنية Erotica على معان إباحية، والجملة نفسها التي تقول فيها فيروز "اليوم علق على خشبة" مشيرة إلى المسيح، تقول مادونا "all over me". في النهاية، سويت القضية بين الطرفين ودياً وبشكل سري، إلا أن Erotica منعت من لبنان أغنيةً وألبوماً.مين ده اللي نسيك- نانسي عجرم
وصلت نانسي عجرم إلى العالمية بطرائق عدة، فقد غنت منذ انطلاقتها بداية الألفية الجديدة، إلى اليوم، على مجموعة كبيرة من المسارح العربية والعالمية الشهيرة. بالإضافة إلى تحويل الكثير من أغانيها المشهورة إلى أغان غير عربية. وأكثر تلك السرقات شهرة، أغنية Yunsin Dunya للفنان التركي Ozan، والمؤلفة على لحن أغنية مين ده اللي نسيك، من ألبوم "بتفكر في إيه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...