شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
تعرفوا على أغرب وسائل تهريب المخدرات في السجون اللبنانية والمصدر: الأهل

تعرفوا على أغرب وسائل تهريب المخدرات في السجون اللبنانية والمصدر: الأهل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 9 يونيو 201703:24 م
"هل تصدقون أن سعر ملعقة مربى الفاكهة ملغومة بالمخدرات يصل داخل سجن رومية المركزي إلى 50$" يسأل علي (27 عاماً)، متحدثاً لرصيف22 عن عمليات التهريب التي كانت تحصل داخل السجن من قبل أهالي المسجونين، بالتعاون مع المسؤولين عن مراقبة المساجين، وبطرق لا تخطر على بال أحد. فالمدمن على المخدرات والتاجر والمروج، الذي يسجن بهدف الإقلاع عن تلك الآفة، ينقلها معه إلى داخل السجن، وبمساعدة الأهل والحراس أحياناً. علي واحد ممن تعرضوا لمغريات التعاطي، فالسجن كما يصفه: "بؤرة فساد، وعلى عينك يا تاجر، ومبدأ الواسطة حاضر بقوة". هذه الظاهرة الخطيرة عمرها من عمر تأسيس السجون في لبنان، وتكمن خطورتها ليس فقط في تفكك الدولة وغياب سلطتها في مركز ضبط الجريمة، بل في مشاركة الأهل في عمليات التهريب، بدل التعاون ومساعدة الشخص على الشفاء والإقلاع عن المخدرات. IMG_5080IMG_5080 تضج الصحف اللبنانية يومياً بأخبار عن ضبط عمليات تهريب مخدرات، كتلك التي حصلت في سجن زحلة في البقاع منذ نحو عامين. حينها ضبط عناصر درك السجن كمية من حشيشة الكيف، على شكل حبيبات دائرية صغيرة. 116 حبة مخبأة داخل قطع "صفيحة بعلبكية"، وموضبة ضمن "كرتونة" تحتوي على 3 كيلوغرامات من الصفيحة، أحضرها ج. ك، 28 عاماً، لأحد أقربائه. سجن القبة في طرابلس شمال لبنان، حاله ليس أفضل. فهناك تهرب الحشيشة بالـ"شحاطة". عناصر درك سجن القبة ضبطوا حذاء يحتوي على كوكتيل من المخدرات وهي: 1.7 غرام من بودرة الكوكايين، و1.5 غرام هيرويين، و8.5 غرامات من حشيشة الكيف، و65 حبة "بنزكسول"، و60 حبة "كبتاغون"، بحسب مازن (28 عاماً)، سجين سابق في سجن طرابلس. مازن كان يحظى بفرصة النوم على ظهره، بينما كان يمنع ذلك على الآخرين، بهدف توفير المساحة لبقية السجناء، والاتصال بذويه مرة كل أسبوع، من خلال رشوة الشاويش بالمال والسجائر. حادثة أخرى روتها صحيفة الأخبار عن قاض لاحظ أثناء جلسات المحكمة، أن السجين كان تحت تأثير المخدر. عند سؤاله، اعترف الأخير أنه تعاطى المخدرات، وحصل عليها من أحد الضباط الموكلين حماية السجن. IMG_5079IMG_5079 البطاطا لم تكن بعيدة عن حوادث التهريب، فإفراغها من الداخل وحشوها بمادة الحشيش، وإعادة إحكام الجزء الظاهر منها، أسلوب اعتمده أب أتى ليزور ابنه في سجن رومية. والمربيات والمشمش أيضاً لم تسلم من التهريب، فتمت حشوتها بالحبوب والكوكايين والهيرويين، هذا ما حصل في سجن زحلة. IMG_5082IMG_5082

شريعة الغاب خلف القضبان

هذه شهادات حصل عليها رصيف22، تروي حياة السجن بعيون المساجين. "فالمخدرات في السجن هي الحل الأنسب لتمرير الوقت، وعدم الشعور بكل ما يدور حول السجين من ضجيج أو تعذيب قد يتعرض له هو أو أحد زملائه"، يقول مازن. ويضيف أن حبة Tramadol كانت كفيلة بجعل زميله يقضي يومه متأملاً جدران السجن العتيقة، إذ ليس أمامه حل آخر لاستثمار وقته في غياب النشاطات الترفيهية وتحمل الممل والوحدة التي يشعر بهما. لم تطل الرشوة فقط نطاق المخدرات، فلإجراء "مكالمة فائتة" Missed Call للأهل مثلاً، يجب إرسال كارت تشريج إلى الشاويش أو السجين الذي يملك الهاتف. أما أسعار المنامة فقد تتعدى الـ1000$ للنوم في زاوية الغرفة، مع ترك نحو نصف متر فراغ حول السرير. في داخل غرفة من غرف سجن القبة مثلاً، يوجد أكثر من 50 سجيناً في مساحة لا تتعدى 35 متراً مربعاً، أي أن المساحة المخصصة لكل سجين، أقل من متر مربع. ينام أصحاب النفوذ إلى جانب الجدران، أما الآخرون فينامون على الأرض وسط الغرفة، حيث تتشابك الرؤوس بالأرجل. ويمنع السجناء من النوم على ظهرهم أو بطنهم لتوفير مساحة للآخرين. كل تلك الظروف تشكل بالطبع ضغطاً نفسياً كبيراً على السجين، وهي لا تساهم في إصلاحه، بل تعزز داخله روح التمرد والتذاكي على القانون، للحصول على أدنى متطلبات العيش الكريم، تماماً كما كان يفعل خارج السجن. واختلاط أنواع الجرائم والتعديات داخل غرفة السجن الواحدة خطير، لأنه يفتح المسجونين على الجريمة وأساليبها، ويضعهم في بيئة غير سليمة وظروف يمكن أن تحولهم تحت تأثير الضغط والاستسلام إلى مجرمين أو مروجين ومتعاطين، حتى وإن لم يكونوا كذلك من قبل.

أغرب طرق التهريب

IMG_5081IMG_5081 إليكم أغرب الوسائل لتهريب المخدرات إلى داخل السجون اللبنانية بمعاونة الأهل والمسؤولين أحياناً:
  • الحبوب المهلوسة والمهدئة هي أبرز الأنواع المستعملة، وتدخل بطريقتين: ممزوجة مع الطبخ والمربيات، أو بشكلها العادي أي حبوب. تعتبر الطريقة الأولى سهلة نسبياً، إذ يصعب على الأجهزة الأمنية تذوق كل الطعام الداخل إلى السجن. أما المرسل فيكون غالباً من أفراد العائلة الذين يدخلون الحبوب إلى أبنائهم، تحت طلبهم للاستعمال الشخصي أو للتجارة ورشوة الآخرين.
  • الحبوب التي تسمى "الناشف"، تدخل بالتواطؤ مع القوى الأمنية المكلفة حراسة السجن، إلى مروجين محميين، وتباع للمساجين في أماكن وغرف محمية بأسعار خيالية. مثلاً حبة الـRivotril  التي تستخدم إجمالاً كعلاج للكآبة، تباع داخل السجن مقابل 20 علبة دخان United بسعر 13 دولاراً. أما خارج السجن، فسعر الـ100 حبة Rivotril، إذا كنت تملك وصفة طبية، 5 دولارات فقط. هذه الأرباح الضخمة تقسم بين المروج والشاويش (المسؤول عن الغرفة) والقوى الأمنية التي تؤمن استبدال الدخان خارج السجن بالأموال.
  • المخدرات الشائعة، أي الحشيش على أنواعه، والكوكايين والهيرويين: إفراغ لوح الشوكولا من محتواه واستبداله بورقة حشيش، وكمية من الكوكايين، وإعادة ختمه بإحكام، وإدخاله مع كمية من الشوكولا العادية، عبر معبر تسليم الطعام، من خلال أحد عناصر القوى الأمنية. طريقة كلاسيكية، تحصل يومياً في سجن رومية وسجن القبة. إضافة إلى تهريب سيجارة الحشيش بالتواطؤ مع بعض الحراس وسعر مبيعها في السجن خيالي. يراوح سعر سيجارة الحشيش بين 50 و80 علبة دخان Marlboro، بما أن الدخان هو العملة المستخدمة في السجن.
  • فك درزات الألبسة وحشوها بالمخدرات على أنواعها، وإعادة درزها بطريقة أخرى.
  • يعتبر الدكان المخصص للسجن، والملزّم لأحد الأشخاص النافذين، المعبر الأساسي للممنوعات في السجون اللبنانية. فأحد أصحاب دكان سجن روميه أصبح سجيناً بعد رفع الغطاء عنه من قبل شركائه الأمنيين لخلاف بينهم. والأغراض الداخلة من دكان السجن لا تخضع للتفتيش.
  • الاحتيال على جهاز الـScanner، بلف الأغراض الممنوعة بورق الكاربون، ما يخفي الشكل الحقيقي للأغراض. وتستعمل هذه الطريقة لإدخال الهواتف الخلوية، ما يشير إلى ضعف أجهزة التفتيش في السجون.
  • من الطرق المعتمدة أيضاً، بلع كمية من المخدرات خلال لقاء السجين بأهله عند خضوعه للجلسات في المحكمة، ثم يقوم باستخراجها عند عودته إلى السجن، بعد أن يتقيأها عمداً. ويقوم بعد ذلك ببيعها مقابل الشاي أو السكر، أو طاعة أحد السجناء غير الميسورين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image