"بيت الكرامة" هو الاسم الذي اختارته فاطمة القدومي، لأول مدرسة متخصصة في تعليم الطهو بفلسطين، في مدينة نابلس تحديداً في البلدة القديمة. المدينة التي اشتهر شارعها النابلسي بأكلاته الفاخرة رغم بساطتها.
تقول القدومي: "كان حلمي أن أخدم قضيتي الفلسطينية، وأعمل على تغيير نظرة العالم تجاه بلادي، بأي طريقة ممكنة". وتضيف: "جاء هذا المشروع خلاصة لحلم جميل تمنيته ولم أكن أعرف الطريق لبلورته بالشكل المناسب".
فاطمة قدومي، مؤسسة مركز "بيت الكرامة"، خريجة إدارة الأعمال من جامعة النجاح الوطنية بنابلس، تعرفت إلى فتاة إيطالية وأصبحتا صديقتين، فاقترحت عليها فكرة فتح مدرسة طهو للطبخ الفلسطيني. لكن فاطمة استغربت الفكرة كثيراً، لأنها كانت ترغب في القيام بمشروع متخصص بالدفاع عن قضية فلسطين بالدرجة الأولى. واعتبرت الفكرة "سخيفة"، ولا تلبي طموحها. لكن بعد تفكير عميق، تبنت الفكرة لتسخيرها في خدمة فلسطين.
تشير فاطمة إلى أن إيجاد مكان مناسب للفريق النسوي كان تحدياً، لكن عدداً من أهالي البلدة أخبروها بوجود بيت أثري قديم، فقمن بإعادة إعماره، وبدأن الطبخ. تقول فاطمة: "كنا أول فرع في فلسطين التابع لمنظمة Slow food Italy، التي تعنى بالأكل الشعبي والصحي، البعيد عن الأكل السريع". وتكمل: "زارنا مسؤول المنظمة الإيطالية، وأشاد بالفكرة وبالفريق العامل عليها جداً".
جولات فن الطهو
ذاع صيت "بيت الكرامة" في أوساط مدينة نابلس، والمدن المجاورة. وشهدت هذه المدرسة تفاعلاً كبيراً من الأجانب، الأمر الذي دعا القدومي لأن تقرر القيام بجولات سياحية للسياح من أجل تعريفهم إلى البلدة القديمة في نابلس، وتاريخها وجمالها. وتوضح: "تمكننا من القيام بدروس خاصة بالطبخ الفلسطيني، عبر السكايب، مع الدول والشعوب الأخرى، وشرحنا لهم قضيتنا وأحقيتنا الشرعية في كل ذرة تراب فلسطينية، وكيف أن الطهو الفلسطيني يتحدث عن حقنا". وتضيف: "اختلاطنا مع الشعوب الأخرى جعلنا نفكر بأسلوب إبداعي بغية استيلاد أفكار جديدة. فتوسعنا إلى الحلويات وطبقنا عادات الطهو في المدن الفلسطينية البعيدة عنا". وتلفت إلى قيامها بابتكار أقسام جديدة في المدرسة، كقسم خاص بالتجميل، وقسم خاص بالمتطوعين يهتم بأمورهم ويلبي احتياجاتهم."بيت الكرامة" أداة للتغيير
يعتبر تمويل مدرسة بيت الكرامة تمويلاً ذاتياً. تقول القدومي: "أردت أن يكون المركز مستقلاً وذاتياً، فلم أرد له أن يتبع لأي مؤسسة، سياسياً أو مادياً. وبالرغم من صعوبات تمويله، اعتمدت على أموال الدورات والجولات السياحية وغيرها، فحافظت على هويته الخاصة". تؤكد القدومي أن هناك الكثير من الفتيات تغيرت حياتهن بعد انضمامهن للبيت. إذ زادت هذه التجربة من ثقتهن بأنفسهن، وبعضهن تعلمن القليل من اللغة الإنجليزية بسبب زيارة السياح.فريق المدرسة النسوي
الشيف الرئيسية نضال صبح قالت لرصيف22: "عملي في البيت ساعدني في إثبات ذاتي، وتقوية شخصيتي، والخروج من قوقعتي للتعرف إلى العديد من النساء والسياح الأجانب، كما عرفني على ثقافتهم وأكلاتهم". وتقول المتطوعة نتا كمال، وهي باحثة كندية عاشت في فلسطين 16 عاماً: "تعرفت إلى البيت من خلال صديقتي، فأحببت النساء العاملات فيه، وتعاملهم اللطيف لدى تعليمي فنون الطبخ الفلسطيني، وهذا ما شجعني على الاستمرار".آراء السياح
الخوري chrisseay من هيوستن تكساس الولايات المتحدة، قال: "سمعت عن فاطمة وعن بيت الكرامة، فأعجبتني الفكرة، وقررت أن أتردد دوماً مع أشخاص جدد من ولاية تكساس، للتعرف إلى المكان وإلى التراث الفلسطيني". أما جينيفر هيوز، فتعبر عن سعادتها لخوضها هذه التجربة: "هذه أول رحلة لي هنا، أجدها تجربة جدًا رائعة من ناحية كرم الشعب الفلسطيني وأكله، كما ألهمني مدى قوة وجمال روح نساء بيت الكرامة".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 5 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي