شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
لمحة شاملة عما يدور في ليبيا اليوم

لمحة شاملة عما يدور في ليبيا اليوم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 1 يونيو 201711:14 م
تدور في ليبيا اليوم مجموعة معقدة من الأحداث والصراعات، فتكثر الجهات المتنافسة على السلطة، على المستويين السياسي والعسكري، كما تدخل بعض دول الجوار في صلب الحرب الليبية الدائرة منذ رحيل معمر القذافي عام 2011. يشرح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تقرير مفصل عن الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تفاصيل الحرب الليبية، واللّاعبين الرئيسيين فيها، إليكم لمحة شاملة عن الوضع الليبي اليوم. معلوم أن القوة السياسية في ليبيا مقسومة إلى حكومتين متنافستين بين طرابلس وطبرق، (صيف 2014)، بعد أن اعترف المجتمع الدولي بحكومة طبرق، لكن عدداً من الجهات  الأخرى، يتبارى على السلطة كالجماعات المسلحة  في غرب وجنوب ليبيا، والقبائل وسط  وشرق ليبيا.

اللاعبون السياسيون

المجلس الرئاسي

وهو الهيئة التي تعمل بشكل جماعي كرئيس للدولة وقائد للجيش والقوات المسلحة، ويتمركز مؤخراً، في قاعدة أبو سطاح البحرية، قرب وسط طرابلس. يترأسه فايز السراج، وهو عضو سابق في برلمان طبرق، عن دائرة طرابلس الانتخابية، حيث مثل دائرة طرابلس الانتخابية . ويترأس المجلس الرئاسي، حكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي، بواسطة الأمم المتحدة، في ديسمبر2015 . علي سراجAli-Sarraj_AFP كان من المفترض أن يتم إقرار حكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب، ومع أن غالبية أعضاء المجلس مصادقين على حكومة الوفاق الوطني، وعبروا عن ذلك في مناسبتين، ومن خلال بيانات مكتوبة، إلا أنه لم يتم التصويت الرسمي، لما تعرض له أعضاء المجلس من تهديدات من قبل جماعات معادية لحكومة الوفاق، وتم نقل مركز المجلس من طرابلس إلى أماكن أخرى تبعاً لذلك.

حكومة الخلاص الوطني

الحكومة المنافسة لحكومة الوفاق الوطني، بقيادة رئيس الوزراء، خليفة غويل، وقد نشأت انطلاقاً من المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الذي أعيد تشكيله، بعد أن كان قد انتخب أصلاً في عام 2012 ومركزها أيضاً في طرابلس، إلا أنها لم تعد تسيطر على الكثير من المؤسسات الحكومية المهمة.

السلطات في طبرق والبيضاء

Protesters-carrying-poster-of-Khalifa-Haftar_AFPProtesters-carrying-poster-of-Khalifa-Haftar_AFP المركز الثالث للقوة مكون من السلطات التي مقرها في طبرق والبيضاء، والتي ينبغي لها أيضاً ان تتنازل عن السلطة لصالح حكومة الوفاق الوطني بمجرد أن تم التصويت لها في البرلمان. ويعد المجلس النيابي في طبرق السلطة التشريعية المعترف بها دولياً، وفق الاتفاق السياسي الليبي، في حين تعمل حكومة عبدالله الثيني من مدينة البيضاء شرق البلاد. يحكم السلطات في طبرق والبيضاء، مصري منحاز، يصف نفسه بأنه معادٍ للإسلاميين، وهو الجنرال خليفة حفتار، قائد الجيش الوطني الليبي، ويحاول بعض أعضاء مجلس النواب جر موقف المجلس العام إلى  الحيادية تجاه الحكومات الثلاثة.

قوة حكومة السراج (المجلس الرئاسي)

رئيس الوزراء السراج  نفسه، ليس بشخصية قوية، ولكن بعض الاعضاء الثمانية الآخرين الذين يشكلون مجلسه الرئاسي لديهم علاقات وثيقة مع أصحاب المصالح القوية، فنائبه أحمد معيتيق، مثلاً، يمثل قوة ولاية مصراته، وهي الداعم الأكبر لحكومة الوفاق الوطني على الصعيدين السياسي والعسكري، ولا يستهان بقوة مصراته العسكرية إذ كانت حاسمة في سقوط القذافي عام 2011.

اللاعبون الإقليميون

مصر

اللاعب الإقليمي الأكبر في ليبيا هو مصر، والعلاقة بين طبرق ومصر تتعدى شحنات السلاح الكبيرة، إلى المشروع السياسي المشترك، الذي ينص على القضاء على الإسلام السياسي وتعزيز الحكم الذاتي شرق ليبيا. وبالنسبة لمصر، فإن بقاء المنطقة الشرقية تحت سيطرة حفتار، وهو صديقها، سيجعلها في ما بعد، منطقة عازلة لداعش، ومأوى لمعارضي النظام المصري. ومع ذلك تبنت مصر موقفين مختلفين، الأول داعم للعملية السياسية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة، والآخر مع حفتار، الذي كان واضحاُ أنه ضد عملية الأمم المتحدة.

الإمارات

تتشابه أهداف مصر والإمارات في ليبيا، إلا أن الأخيرة كانت قد طرحت موقفاً دقيقاً وأكثر تأييداً لمفاوضات الأمم المتحدة، وأقل انخراطاً في الداخل الليبي، ومع ذلك فإن الأسلحة الإماراتية لا تزال تصل إلى كل من قوات حفتار ومليشيات مدينة الزنتان وفقا للتقرير الصادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة.

تركيا وقطر

يعجب كل من تركيا وقطر الاعتقاد بأنهما صاحبتا نفوذ في ليبيا، كالنفوذ المصري والإماراتي في طبرق، إلا أنه ليس صحيحاً، فكل ما في الأمر، أن أسلحة تركية تباع في شرق البلاد لبعض المليشيات، ولقطر علاقة واحدة مع سياسي ليبي ومجاهد سابق.

الجماعات المسلحة

حفتار والجيش الوطني الليبي

Pro-goverment-forces-patrolling-area-near-Benghazi-fighting-militants_AFPPro-goverment-forces-patrolling-area-near-Benghazi-fighting-militants_AFP رغم اعتبار خليفة حفتار قائداً للقوات المسلحة في حور شرق ليبيا، إلا أن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده، غير معترف به كجيش نظامي، وهو مزيج من الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة القبلية، ومن أهم عملياته عملية  "الكرامة" التي شنّها على الإسلاميين في أيار/ مايو 2014، ورفض الانضمام إليه فيها شخصيات عسكرية مهمة آنذاك.

فجر ليبيا السابق

تشكل تحالف فجر ليبيا رداً على عملية الكرامة التي شنها حفتار، وقد أزال أي دعم لعملية الكرامة من الزنتان وحتى طرابلس. ويتكون الائتلاف من الإسلاميين والمليشيات غير الإسلامية والجماعات المسلحة من طرابلس وميناء مدينة مصراتة ومقاتلين من غرب ليبيا ومن الأقلية الأمازيغية، وتم حلّه قبل التوقيع على اتفاق ديسمبر العام الماضي.

طرابلس

تصنف القوى العسكرية في طرابلس اليوم، تبعاً لدعمها لحكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج أو عدمه، ومن أهم الداعمين لحكومة السراج، عبد الرؤوف كارا، قائد قوى الردع، التي تميل إلى السلفية، وتوثق الآن علاقتها بداعش، وتتألف من 1500 شخص،وبينما يتردد في دعمه للحكومة، هيثم تاجوري، قائد أكبر مليشيا في المدينة، وتميل المليشيات الإسلامية، المتصلة بالجماعة الإسلامية الليبية، إلى أن تشكك بحكومة الوحدة الوطنية، إلا أنها لم تترجم ذلك بالعمل المسلح بعد.

مصراته

يعد ميناء مصراته موطناً لأكبر وأقوى المليشيات المسلحة في ليبيا، منها ألوية محجوب، لكن الورقة الرئيسية في مصراته هي صلاح بادي، عضو البرلمان السابق، وقائد المليشيا المثير للجدل، والذي يعارض حكومة وطنية برعاية الأمم المتحدة، وكان قد شكل مع بعض رفاقه مجموعة فجر ليبيا، ليرد عملية الكرامة للجيش الوطني الليبي صيف 2014.

زنتان والجيش القبلي

تمتعت القرية الجبلية زنتان بتأثير يفوق حجمها في غرب ليبيا بين 2011 وصيف عام 2014 الذي شهد دحر المليشيات التابعة لها من طرابلس على يد فجر ليبيا. نتيجة لذلك، خسرت قوات زنتاني مواقع إستراتيجية مفتاحية، من ضمنها مطار طرابلس الدولي الذي تم تدميره خلال القتال.انضم بعض مقاتليها لاحقاً إلى ما يسمى الجيش القبلي، الذي يشمل مقاتلين من قبائل غرب ليبيا.

بنغازي

يستمر القتال في بنغازي بين القوات التي انضمت لـ "عملية الكرامة" التابعة وخصومهم، على الرغم من أن الآنفي الذكر تم دحرهم إلى مناطق محدودة بعد أن أدى هجوم كبير من عملية الكرامة في فبراير إلى السيطرة على عدة أحياء. المكون الرئيسي للمعسكر المضاد لعملية الكرامة، هو مجلس شورى ثوار بنغازي، وهو مجموعة تشمل فصائل إسلامية، منها أنصار الشريعة المدرجة على قائمة الإرهاب للأمم المتحدة،  ويقاتل مجلس شورى ثوار بنغازي إلى جانب داعش ضد قوات حفتر.

الجهاديون

الجماعة الإسلامية المقاتلة

منذ ثمانينيات القرن الماضي، قاتل جهاديون ليبيون مع أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، وقد أعادت بعض تلك المجموعات تشكيل نفسها، في بداية القتال مع القذافي ، ولعبت دوراً رئيسياً في الحراك الليبي عام 2011، وكان أكبرها المجموعة التي تعرف باسم الجماعة الإسلامية المقاتلة، وقد حلت نفسها في ما بعد وتوجهت للعمل السياسي، وتشكيل الأحزاب الإسلامية، لكن هذا الجيل من الجهاديين، لم يعجب الجيلين الثاني والثالث، اللذين انضما لاحقاً إلى داعش، ومجموعات جهادية جديدة، وكان آخر قائد للجماعة الإسلامية المقاتلة، عبد الحكيم بلهادي.

الدولة الإسلامية داعش

ساهم العائدون من سوريا بتشكيل أول كتيبة موالية لداعش في مدينة درنة، عام 2014، ولطالما كان قادة داعش من جنسيات غير ليبية، فالقائد الحالي يدعى عبد القادر النجدي، ويبدو اسمه أنه من أصل سعودي، وسلفه كان عراقياً. أعلن أبو بكر البغدادي عام 2014، الوجود الداعشي في ليبيا، بثلاث ولايات، هي درنة وبرقة وطرابلس، مع مدينة سرت، ومدينة فزان، لكنه بدأ يخسر مدنه شيئاً فشيئاً، فاستدرج إلى خارج درنة العام الماضي، على يد مقاتلي الشرق، وتعتبر سرت اليوم، مسقط رأس القذافي، حجر أساس قوة داعش في ليبيا، وأهم معسكراته، وقد كان له وجود في مدن أخرى كسبرطة على الساحل، إلا أنها خسره في غارات جوية للولايات المتحدة، وهجمات برية من فصائل محلية.

أنصار الشريعة

تم تشكيلهم في عام 2012 من قبل المقاتلين الثوريين السابقين، ويدعون للفرض الفوري للشريعة الإسلامية، وقد ظهر أول فرع لهم في مدينة بنغازي ثم ظهرت فروع أخرى في مدن مثل درنة وسرت وأجدابيا. وسعت قيادة أنصار الشريعة إلى أن تكون مستمدة من الجيل الثاني من الجهاديين في ليبيا، علماً أن الغالبية العظمى كانت من الجيل الذي جاء بعد ذلك. وضعت الأمم المتحدة أنصار الشريعة على قائمة المنظمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في عام 2014 واصفة إياها بأنها مرتبطة بفروع التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي وآل المرابطون. ولكلتا الجماعتين وجود في ليبيا في المناطق الوسطى والشرقية وفي الجنوب وعمل معهما عدد كبير من الليبيين مرة على الأقل في أماكن أخرى، خاصة في الجزائر قبل عودتهم إلى البلاد بعد الإطاحة بالقذافي. قام أنصار الشريعة بإعداد معسكرات تدريبية للمقاتلين الأجانب، بما فيهم عدد كبير من التونسيين المسافرين إلى سوريا والعراق ومالي، وشارك الأفراد المرتبطون بأنصار الشريعة في هجمات سبتمبر 2012 على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي.  
إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image