لمحة شاملة عما يدور في ليبيا اليوم
الخميس 1 يونيو 201711:14 م
تدور في ليبيا اليوم مجموعة معقدة من الأحداث والصراعات، فتكثر الجهات المتنافسة على السلطة، على المستويين السياسي والعسكري، كما تدخل بعض دول الجوار في صلب الحرب الليبية الدائرة منذ رحيل معمر القذافي عام 2011.
يشرح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تقرير مفصل عن الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تفاصيل الحرب الليبية، واللّاعبين الرئيسيين فيها، إليكم لمحة شاملة عن الوضع الليبي اليوم.
معلوم أن القوة السياسية في ليبيا مقسومة إلى حكومتين متنافستين بين طرابلس وطبرق، (صيف 2014)، بعد أن اعترف المجتمع الدولي بحكومة طبرق، لكن عدداً من الجهات الأخرى، يتبارى على السلطة كالجماعات المسلحة في غرب وجنوب ليبيا، والقبائل وسط وشرق ليبيا.
كان من المفترض أن يتم إقرار حكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب، ومع أن غالبية أعضاء المجلس مصادقين على حكومة الوفاق الوطني، وعبروا عن ذلك في مناسبتين، ومن خلال بيانات مكتوبة، إلا أنه لم يتم التصويت الرسمي، لما تعرض له أعضاء المجلس من تهديدات من قبل جماعات معادية لحكومة الوفاق، وتم نقل مركز المجلس من طرابلس إلى أماكن أخرى تبعاً لذلك.
المركز الثالث للقوة مكون من السلطات التي مقرها في طبرق والبيضاء، والتي ينبغي لها أيضاً ان تتنازل عن السلطة لصالح حكومة الوفاق الوطني بمجرد أن تم التصويت لها في البرلمان. ويعد المجلس النيابي في طبرق السلطة التشريعية المعترف بها دولياً، وفق الاتفاق السياسي الليبي، في حين تعمل حكومة عبدالله الثيني من مدينة البيضاء شرق البلاد. يحكم السلطات في طبرق والبيضاء، مصري منحاز، يصف نفسه بأنه معادٍ للإسلاميين، وهو الجنرال خليفة حفتار، قائد الجيش الوطني الليبي، ويحاول بعض أعضاء مجلس النواب جر موقف المجلس العام إلى الحيادية تجاه الحكومات الثلاثة.
رغم اعتبار خليفة حفتار قائداً للقوات المسلحة في حور شرق ليبيا، إلا أن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده، غير معترف به كجيش نظامي، وهو مزيج من الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة القبلية، ومن أهم عملياته عملية "الكرامة" التي شنّها على الإسلاميين في أيار/ مايو 2014، ورفض الانضمام إليه فيها شخصيات عسكرية مهمة آنذاك.
اللاعبون السياسيون
المجلس الرئاسي
وهو الهيئة التي تعمل بشكل جماعي كرئيس للدولة وقائد للجيش والقوات المسلحة، ويتمركز مؤخراً، في قاعدة أبو سطاح البحرية، قرب وسط طرابلس. يترأسه فايز السراج، وهو عضو سابق في برلمان طبرق، عن دائرة طرابلس الانتخابية، حيث مثل دائرة طرابلس الانتخابية . ويترأس المجلس الرئاسي، حكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي، بواسطة الأمم المتحدة، في ديسمبر2015 .
حكومة الخلاص الوطني
الحكومة المنافسة لحكومة الوفاق الوطني، بقيادة رئيس الوزراء، خليفة غويل، وقد نشأت انطلاقاً من المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الذي أعيد تشكيله، بعد أن كان قد انتخب أصلاً في عام 2012 ومركزها أيضاً في طرابلس، إلا أنها لم تعد تسيطر على الكثير من المؤسسات الحكومية المهمة.السلطات في طبرق والبيضاء

قوة حكومة السراج (المجلس الرئاسي)
رئيس الوزراء السراج نفسه، ليس بشخصية قوية، ولكن بعض الاعضاء الثمانية الآخرين الذين يشكلون مجلسه الرئاسي لديهم علاقات وثيقة مع أصحاب المصالح القوية، فنائبه أحمد معيتيق، مثلاً، يمثل قوة ولاية مصراته، وهي الداعم الأكبر لحكومة الوفاق الوطني على الصعيدين السياسي والعسكري، ولا يستهان بقوة مصراته العسكرية إذ كانت حاسمة في سقوط القذافي عام 2011.اللاعبون الإقليميون
مصر
اللاعب الإقليمي الأكبر في ليبيا هو مصر، والعلاقة بين طبرق ومصر تتعدى شحنات السلاح الكبيرة، إلى المشروع السياسي المشترك، الذي ينص على القضاء على الإسلام السياسي وتعزيز الحكم الذاتي شرق ليبيا. وبالنسبة لمصر، فإن بقاء المنطقة الشرقية تحت سيطرة حفتار، وهو صديقها، سيجعلها في ما بعد، منطقة عازلة لداعش، ومأوى لمعارضي النظام المصري. ومع ذلك تبنت مصر موقفين مختلفين، الأول داعم للعملية السياسية في ليبيا بقيادة الأمم المتحدة، والآخر مع حفتار، الذي كان واضحاُ أنه ضد عملية الأمم المتحدة.الإمارات
تتشابه أهداف مصر والإمارات في ليبيا، إلا أن الأخيرة كانت قد طرحت موقفاً دقيقاً وأكثر تأييداً لمفاوضات الأمم المتحدة، وأقل انخراطاً في الداخل الليبي، ومع ذلك فإن الأسلحة الإماراتية لا تزال تصل إلى كل من قوات حفتار ومليشيات مدينة الزنتان وفقا للتقرير الصادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة.تركيا وقطر
يعجب كل من تركيا وقطر الاعتقاد بأنهما صاحبتا نفوذ في ليبيا، كالنفوذ المصري والإماراتي في طبرق، إلا أنه ليس صحيحاً، فكل ما في الأمر، أن أسلحة تركية تباع في شرق البلاد لبعض المليشيات، ولقطر علاقة واحدة مع سياسي ليبي ومجاهد سابق.الجماعات المسلحة
حفتار والجيش الوطني الليبي
