هناك فرحة كبرى ينشدها كل التلامذة: التفوّق على الأستاذ! إذاً، كيف يكون الشعور بالفرح لحظة تكرار انتصار المصنوع على صانعه؟
للمرّة الثالثة، كرّر الكومبيوتر انتصاراته على الإنسان، أستاذه وصانعه. وكانت لعبة البوكر هي الساحة التي شهدت تلك الهزيمة القاسية. إذ تناقلت وسائل الاعلام أخيراً خبراً مثيراً عن تمكّن فريق من اختصاصيي المعلوماتية في جامعة Alberta الكنديّة من صنع برنامج ذكي للعبة البوكر، جعل الكومبيوتر قادراً على هزيمة منافسيه من المحترفين في مجالاتهم.كانت الهزيمة على طاولة البوكر الثالثة في نوعها. كرّت أولى حبّات سُبحة الهزائم مع تفوّق الكومبيوتر Deep Blue صنعته شركة IBM، على بطل الشطرنج الأسطوري غاري كاسباروف في العام 1997. وكانت الهزيمة قاسية إلى حدّ أن الجولة الأخيرة لم تضمّ سوى 19 نقلة كانت كافية لإعلان انتصار Deep Blue! وفي تلك المواجهة، لاحظ كاسباروف أن بعض نقلات الكومبيوتر تضمّنت نوعاً من المناورة التي يمارسها أبطال الشطرنج من البشر.
وجرت الهزيمة الثانية أمام شاشات التلفزة الأميركيّة. إذ تمكّن الكومبيوتر- الروبوت Watson من هزيمة منافسيه البشر في مسابقة الألعاب الترفيهيّة الشهيرة Jeopardy.
أنجز Watson انتصاره في العام 2004، ثم كرّره في العام 2013 بفوز حمل مذاقاً خاصاً، لأنه جاء من عالم المال. إذ أدخل ذلك الفوز الكومبيوتر Watson إلى موسوعة غينيس باعتباره الأكثر جمعاً للأموال الآتية من مسابقات تلفزيونيّة.
والطريف أن ذلك الفوز ضمن للكومبيوتر Watson دخول إحدى كليّات الطب المرموقة في بريطانيا، ضمن برنامج لجعله طبيباً ينافس نظراءه البشر. هل يتفوّق مستقبلاً في ذلك الحقل؟ مجرد سؤال.
لم يَحُل الانتصاران الكبيران دون تمتّع خبراء الكومبيوتر بطعم الانتصار في لعبة البوكر، بل اعتبروا أن له مذاقاً نوعيّاً.
وعقب كسب جولة البوكر، صرّح البروفسور مايكل بولينغ، وهو اختصاصي في المعلوماتية في جامعة Alberta قاد فريق صنع البرنامج، أن الانتصار في البوكر يمثّل نقلة نوعيّة في الذكاء الاصطناعي.
وبرّر بولينغ رأيه بالإشارة إلى أن لعبة البوكر فيها استخدام أشياء غير المعلومات والذكاء الحسابي. إذ يفترض في لاعب البوكر أن يخمّن الأوراق التي يحملها الخصوم، مع ملاحظة أنه لا يراها، وأن يكون لديه حدس ما عن طريقتهم في اللعب.
وفي المقابل، كثيراً ما يمارس لاعب البوكر نوعاً من المخادعة و"البلف" كي يوحي لخصومه بقوة الأوراق التي يملكها. وأشار بولينغ إلى أن ذلك النوع من العمليات الذكيّة هي أشياء لم يكن يُظن أن الذكاء الاصطناعي للكومبيوتر يستطيع الوصول إليها.
استطراداً، تجدر الإشارة إلى وجود مجموعة من الانتصارات "الصغيرة" التي حقّقها الكومبيوتر على البشر، كالتفوّق في لعبة الداما الشهيرة، وامتلاك "عضلات" اصطناعية أقوى من تلك التي يملكها البشر، كما هو الحال في الروبوت العسكري Hal.الصورة من أ ف ب
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 8 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...