التعليم في زمن الحرب والتشرد بات رفاهية من الصعب الحصول عليها في ظل الأوضاع الإنسانية الشائكة التي تسود سوريا بشكل عام ومناطق النزاع بشكل خاص. لقد انخفض الاهتمام بالتعليم بشكل كبير لما يصاحبه من خطر في الذهاب إلى المدارس وعبء مصاريف النقل ومستلزمات الدراسة، مع تدهور العملة المحلية والغلاء المتوحش. فالطفل القادر اليوم على الذهاب إلى مدرسته داخل سوريا يعد طفلاً مدللاً، مع العلم أن هنالك الآلاف من الأطفال المحرومين من التعليم بعد التهجير والقتل والقهر.
يشير تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وعنوانه "التعليم في خط النار"، إلى أن "أكثر من 13 مليون طفل لا يرتادون المدارس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتيجة الصراعات في المنطقة”. وتعدّ سوريا من أكثر البلدان إحباطاً في هذا المجال، فقبل العام 2011، كانت من الدول العربية القليلة التي تبدي اهتماماً بقطاع التعليم. وعلى الرغم من سوء المناهج التعليمية ودورها، تمكنت سوريا من فرض نظام التعليم الإلزامي لمرحلة التعليم الأساسي من عمر ست سنوات إلى عمر 14 سنة. ولكن اليوم، مع وصول عدد النازحين داخلياً فيها إلى ما يقارب 7 ملايين، ومع 4 ملايين لاجئ في الدول المجاورة ودول أوروبا، بات نحو 3 ملايين طفل خارج النطاق التعليمي.
هذا ما دفع العديد من المنظمات الخيرية إلى القيام بحملات لجمع التبرعات من أجل تعليم أطفال سوريا خوفاً من نشوء جيل جديد لا يعرف القراءة والكتابة، لكن حملة مميزة كانت من بين أكبر الحملات الناجحة في جمع مبالغ كبيرة لهذا الغرض، هي Hands Up for Syria Appeal التي استطاعت جمع 7,995,856 جنيه استرليني للمساعدة في تعليم أطفال سوريا، أي أكثر من 11.5 مليون دولار.
تمكنت Hands Up for Syria Appeal من جمع 3,997,928 جنيه استرليني من المتبرعين في حفل أقيم في لندن في 9 مايو، وكانت مؤسسة سعيد للتنمية، ومؤسسة الأصفري قد التزمتا بمضاعفة المبلغ الذي سيتم جمعه فأصبح 7,995,856 جنيه، وذلك لمساعدة آلاف المدارس والأطفال المشردين واللاجئين الشباب في سوريا والدول المجاورة في تأمين مستلزمات الدراسة والتعليم والتدريب المهني والمنح الجامعية.
يذكر أن Hands Up Foundation التي جمعت التبرعات كانت قد بدأت عملها منذ بداية أزمة التعليم في سوريا عام 2011، فشجعت جميع الجهات على التبرع عن طريق توضيح أهمية التعليم بالنسبة لأطفال سوريا اليوم، ولجميع سوريا في المستقبل. وانطلقت المؤسسة على يد 4 شباب بريطانيين كانوا يعيشون في دمشق، وذلك عبر إقامة عشاء شهري لجمع تبرعات متواضعة لدعم المتضررين من الأزمة السورية.
وتم تقسيم التبرعات بالتساوي بين ثلاث منظمات تعمل على الأرض: وكالة الأمم المتحدة للاجئين (UNHCR) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) ومؤسسة إنقاذ الطفل، ولدى جميع هذه المنظمات خبرة طويلة في مجال تقديم البرامج التعليمية للأطفال اللاجئين والمشردين داخلياً، ومن المفترض أن تغطي هذه التبرعات جميع الاحتياجات التعليمية سواء الرسمية أو غير الرسمية، ومنذ الطفولة المبكرة حتى الجامعة.
وقد حضر الحدث الذي جرى تنظيمه للإعلان عن المبلغ الذي تم جمعه، كل من رئيس وزراء بريطانيا David Cameron وسفيرة النوايا الحسنة في وكالة الأمم المتحدة للاجئين Cate Blanchett والرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية David Miliband والسادة أيمن الأصفري ووفيق سعيد، الذين شكروا جميع المتبرعين على كرمهم ووعدوا على حرصهم على أن يستخدم هذا الكرم في تغيير حياة آلاف الأطفال والشباب في سوريا والدول المجاورة ومساعدتهم لإعادة بناء حياتهم من خلال التعليم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين