شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الانتصار بالفلافل على إسرائيل

الانتصار بالفلافل على إسرائيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 9 مايو 201603:44 م
بالنسبة إلينا نحن الشباب، وطلاب الجامعات في حوض المتوسط، أن تأكل فلافل، يعني أنك مفلس تماماً. هو الخيار الأخير، شبه اليومي، قبل أن تتأكد أنك لا تحتمل تكاليف طعام آخر. أما بالنسبة إلى هيئة الأمم المتحدة، التي أعلنت أن عام 2016 سيكون عاماً للبقوليات من أجل دعمها وإبراز ضرورة الاعتماد عليها كمصدر رئيسي للبروتين في العالم، فإن الأمر أعقد من ذلك، لأن "الطعمية" فنّ وذوق وتعبير حقيقي عن ثقافة شعوب المتوسط، من خلال أطباقهم الشعبية. من كان الفائز الأول بكأس العالم للفلافل؟ وكيف حسمت الحرب الدائرة حول أصل الفلافل وأرض مولدها قبل أن تصبح للجميع؟ أقيمت يوم الأحد 2 مايو المسابقة العالمية للفلافل، أو ما سمي في وسائل الإعلام، بكأس العالم للفلافل، برعاية اتحاد البقوليات العالمي في لندن، لتتنافس 4 جهات رئيسية على ألذ أطباق الفلافل مدة أربع ساعات، من الواحدة ظهراً حتى الخامسة مساء. ثم جرت تسمية الفلافل الأكثر جودة، في الشكل والطعم، والإقبال، تحت إشراف لجنة من المختصين. انتهت المعركة في النهاية بفوز الفريق المصري، المنافس من سلسلة مطاعم زوبا في مصر، وقائده الشيف مصطفى الرفاعي. إذ أعلن رئيس اللجنة المحكمة، الكاتب والناقد في مجال الطعام دانييل يانغ، أن الفلافل الأفضل في الشرق الأوسط، وبالتالي في العالم، هي الطعمية المصرية. وقد ربح الفريق المصري بفارق صوت واحد على منافسه الفريق الإسرائيلي، وقائده أوري ديناي، من سلسلة مطاعم بيلبل. الطعمية المصرية التي تنافست على اللقب مع فلافل أخرى من بلدان متوسطية أخرى، كفلسطين وسوريا، تميزت بمكوناتها، التي تجمع الفلافل التقليدية المصرية وبعض الإضافات الجديدة من روح الفريق المنافس. فمن المزج التقليدي بين الحمص والفول إلى الحشوة غير الاعتيادية بالباذنجان المقلي، ومقدمة مع بابا غنوج وطحينية خاصة.

الحق لأصحابه

قد تكون الحرب المتعلقة بالفلافل، أقدم من المسابقة العالمية التي أقيمت الأسبوع الماضي. وقد تكون أيضاً حرباً لا تتعلق بالفلافل وحده، بل تتعلق بتفاصيل الصراعات الكثيرة القديمة الدائرة في المنطقة. وهي ليست المرة الأولى التي يتصارع فيها العرب مع الإسرائيليين تحديداً، حول هوية طبق ما، ومخترعه الأول. عام 2008، رفع مطعم لبناني دعوى على مطاعم إسرائيلية، بعد تصريح الأخيرة أن الحمص، هو طبق إسرائيلي، معتبراً أن الحمص من الأكلات الشعبية اللبنانية، وأن في الادعاء الإسرائيلي إساءة إلى الثقافة الشعبية اللبنانية. لكن بعض نقاد الطعام الآخرين، في حكمهم على مسألتي الحمص والفول، اعتبروا أن إسرائيل دولة متوسطية أيضاً، وثقافتها الطعامية، ستكون مشابهة حكماً لبقية دول المنطقة. فهناك فلافل وحمص في تركيا أيضاً، وحتى في اليونان، ومعظم الدول في حوض المتوسط. وتم اختراع الحمص منذ نحو 900 سنة، فلا يمكن رده إلى أصل ثابت ودولة واحدة، بل إلى منطقة كاملة. أما في البطولة العالمية للفلافل، فقد "بان الحق" بالنسبة إلى المصريين، بعد أن "حاول الإسرائيليون سرقة أصول أكلتهم الشعبية". وقد عنى ذلك للكثيرين، حتى أن سفير مصر في لندن غرد على حسابه على موقع Twitter قائلاً: "عملوها الرجالة". ولكن الاحتفال الأكبر كان حين اعترف الشيف الرئيسي في الفريق الإسرائيلي أن "الإسرائيليين لم يخترعوا الفلافل".

أصل الفلافل

قيل إن الفلافل لبنانية في البداية، ثم خرجت بعض البحوث التاريخية، لتقول إن أصله فرعوني، لكنه انتشر بشكله الحالي على يد أقباط مصر الذين كانوا يستخدمون الفول، واستبدل حين وصل إلى بلاد الشام قبل 3000 عام بالحمص، فأصبح بشكله الحالي الذي يعرف اليوم في منطقة سوريا ولبنان وفلسطين، والشكل الذي يعرف في العالم غير العربي على أنه الفلافل الكلاسيكية.  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image