شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
الأرمن المصريون... معظمهم ترك مصر ولكن الباقين متمسكون بها​

الأرمن المصريون... معظمهم ترك مصر ولكن الباقين متمسكون بها​

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 13 مايو 201606:16 م

أرمينيا هي الأم التي أنجبت دون أن تربي، ومصر هي الأم التي ربت دون أن تنجب. هكذا أصبح رد الأرمني المصري على سؤال أيهما تفضل وطنك الأم أرمينيا أم مصر؟ برغم محدودية أعداد أبناء الطائفة الأرمنية في مصر، فقد تركت بصمة واضحة في المجتمع المصري، بل انطلقت أحياناً منه للتأثير على المجتمع العربي كله. فمَن في مصر لا يذكر فوازير الفنانة الأرمينية "نيللي"؟ كانت مشاهدتها أحد الطقوس اليومية في شهر رمضان الكريم، لتكمل مسيرة شقيقتها الطفلة المعجزة فيروز التي استقبلها الجمهور بترحاب.

لمحة عن حياة أرمن مصر

بطريركية-الأرمن-الأرثوذكس-2

بطريركية الأرمن الأرثوذكس في مصر

أمام بطريركية الأرمن الكاثوليك في منطقة "أبو الدرداء" بالمنشية، وسط الإسكندرية، جلس رافي عادل صايغ، ابن الجيل الرابع لعائلة أرمينية استوطنت الإسكندرية، ليحكي لرصيف22 قصة زواجه. قال: "لم أتزوج إلا في سن الأربعين. قضيت أعوام شبابي باحثاً عن عروس أرمنية. وشقيقتي لم تتزوج للسبب نفسه وعمرها 36 عاماً". وأوضح أنه بحث كثيراً عن فتاة أرمنية ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل. ومنذ أعوام قليلة، تعرّف على فتاة مارونية في كورال كنسي وتزوجها. ولفت إلى أنه لا توجد محاذير حول زواج الأرمن من غير المنتمين لطائفتهم ولكنهم يفضلون الحفاظ على هويتهم. ورفض رافي الذى يمتلك محلاً لبيع الأدوات المكتبية بمنطقة سموحة، شرق الإسكندرية، فكرة ترك مصر والسفر إلى أرمينيا، مؤكداً أنه يكتفي بزيارتها كل بضع سنوات أو متابعة أخبارها من الصحف التي تصدر عن الجالية باللغة الأرمنية، وهي "أريف" و"هوسابير"، كذلك من خلال القسم الأرمني في الإذاعة المصرية الذي يبث عبر شبكة البرنامج الأوروبي ويعمل على تعريف الأرمن بمصر وشعبها وحضارتها وثقافتها. رافي يهتم بالشأن الثقافي ويدير ندوات بمكتبة الإسكندرية. وأشار إلى وجود أربعة نوادٍ اجتماعية للأرمن في القاهرة، هي چوچانيان وهوسابير في مصر الجديدة، ونادي الفن الأرمني في وسط البلد، فضلاً عن نادٍ في سانت تريزا للأرمن الكاثوليك. أما الإسكندرية ففيها ناديان، هما ديكران يرچات، وهاراشتيماسير. وأشار رافي إلى وجود عدد كبير من النوادي الرياضية، في القاهرة والثغر، وعدد آخر من الجمعيات الخيرية ودار للمسنين. لا يكدر حياة رافي في الإسكندرية شيء سوى الأيام التى تحل فيها ذكرى الإبادة الأرمنية لأجداده على يد الأتراك. ويطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاعتراف بتلك المذبحة.

اللغة والتعليم

أرمن-مصريون-بالزي-الارمني-(1)

"الأرمن في مصر هم مواطنون مصريون، يحملون بطاقات هوية مصرية، ويخدمون في الجيش، لكن نادراً ما يشاركون في الشؤون السياسية المصرية. ولا نملك ممثّلين عنّا في مجلس النواب على النقيض من الأرمن في لبنان"، قال الدكتور أرمن مظلوميان، ممثل الأرمن الذي يوصف بأنه الرجل الثاني بعد سفير أرمينيا في القاهرة. ولفت إلى أن معظم الأرمن في مصر لا يزالون يتكلّمون اللغة الأرمنية في الأعمال التجارية التي يملكونها، أو بين الطلاب في الاحتفالات والمراسم الكنسية. وتُعتبَر اللغة عاملاً أساسياً في الحفاظ على هويتهم، "فاللغة همٌّ أساسي بالنسبة إلينا نحن الأرمن في الشرق الأوسط"، أكّد. وتحدث مظلوميان لرصيف22 عن وجود ثلاث مدارس في القاهرة كانت تستقبل أبناء الجالية الأرمنية، لكن عام 2013، اضطُرَّت المدرسة الأرمنية التاريخية بوسط القاهرة إلى إغلاق أبوابها والاندماج مع مدرسة مجاورة نتيجة تراجع أعداد الطلاب. يغيازاريان هي أول مدرسة أرمنية أسست في مصر عام 1818 بمنطقة بين السورين قبل أن تنقل إلى درب الجنينة ويغير اسمها إلى خورنيان نسبة إلى المؤرخ الأرمني موڤسيس خوريناتسي. بينما تعد مدرسة بوغوس يوسفيان بالإسكندرية ثانية المدارس الأرمنية في مصر. وحول أعداد الأرمن فى مصر حالياً، أوضح مظلوميان أنه في عام 1952 تجاوز عددهم 40 ألفاً. ولكن مع القضاء على الملكية الخاصة، وبدء التوجهات الاشتراكية وتأميم المؤسسات الخاصة ونزع الملكيات، رأوا أنهم مهددون فآثروا الهجرة إلى الغرب مما أدى إلى تناقص أعدادهم. وحالياً يُقدّرون بنحو 8 آلاف، أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، ونحو 3 عائلات فقط في الأقاليم.

طقوس الزواج

وتطرق مظلوميان، وهو عضو في لجنة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، إلى الحديث عن طقوس الزواج لدى أرمن مصر، بقوله: "وفقاً لقانون الأحوال الشخصية لطائفة الأرمن الأرثوذكس التي تضمّ أكثر من 83% من الجالية الأرمنية المصرية، يُشترط لعقد الزواج أن يكون العاقدان من الأرمن الأرثوذكس، وألا يقل عمر الرجل عن 18 سنة وعمر المرأة عن 16، ولا بد من رضى العاقدين. عندما تنطبق الشروط السابقة على الراغبين في الزواج، يصرح لهما المطران بالزواج، ويقام سر الزواج علانية في كنيسة الأرمن الأرثوذكس وبحسب طقوسها، وذلك بواسطة كاهن من الطائفة مرخّص له من وزارة العدل وبحضور الاشبين والإشبينة وشاهدين". وأضاف مظلوميان أن الأرمن يفضّلون الزواج من أفراد الجالية فقط نظراً لقلة العدد، وحفاظاً على اللغة، مما قد يدفع أحدهم إلى تأجيل زواجه للأربعين وربما للستين بحثاً عن فتاة الأحلام الأرمينية.

إدارة شؤون الطائفة

وحول كيفية إدارة أمور الطائفة، أشار د. أرمن إلى أنه يُنتخَب مجلس للجالية الأرمنية من 24 عضواً كل ثماني سنوات، وهؤلاء ينتخبون هيئة تنفيذية كل أربع سنوات لإدارة مؤسسات البطريركية الأرمنية بما في ذلك المدارس والكنائس والعقارات والأوقاف الخيرية التابعة لها والمدافن. ولفت ممثل الأرمن إلى وجود العديد من مقابر الأرمن في مصر منها مقابر "مارمينا" بمنطقة مصر القديمة، و"أميناين سربوتس" أي "القديسين" بمصر الجديدة، فضلاً عن مقابر للأرمن الكاثوليك في القاهرة والإسكندرية، ومقبرة جماعية في بورسعيد لأيتام الأرمن الذين أتوا هرباً من ممارسات الإبادة، ووصلوا بورسعيد وأقاموا فى مخيمات اللاجئين. مقبرة

هجرتان طوعية وقسرية

الأرمن جالية عريقة لها تاريخ طويل في مصر لا يمكن أن يُمحَى من الذاكرة. الدكتور محمد رفعت الإمام، عميد كلية الآداب في جامعة دمنهو هو من أوائل الباحثين الذين خاضوا غمار الدراسات الأرمنية في مصر. وثّق عنهم حكايات وأسراراً لا يعرفها الكثيرون. ويرى الإمام أن الأرمن حافظوا على عاداتهم وهويتهم الثقافية برغم انصهارهم في بوتقة المجتمع المصري، مشيراً إلى أن بعض أسماء شوارع القاهرة والإسكندرية خير دليل على ذلك إذ تعد سجلاً حياً لمشاهير الأرمن الذين حرصت الدولة على تخليد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على شوارعها. حارة كنيسة الأرمن

حارة كنيسة الأرمن فمنذ العصر الفاطمي في القرن الحادى عشر، بدأت الهجرة الطوعية للأرمن من سوريا وسائر بلاد الشام إلى مصر حيث تمتعوا بالحريات الثقافية والاجتماعية والدينية. إلا أن عصر محمد علي باشا، بين عامي 1805 و1849، شهد تزايد توافد الأرمن ليصل عددهم إلى 12 ألف و754 ودخولهم في سلك وظائف الحكومة. وثيقة

أما عن الهجرة القسرية إلى مصر، فشرح الإمام لرصيف22 أنها بدأت من عام 1915 هرباً من المذابح العرقية التي قام بها الأتراك. واستقبلت محافظة بورسعيد حتى عام 1919 نحو 8144 أرمنياً، معظمهم من جبل موسى، وأقيم لهم مخيم بمنطقة الكرنتينا يضم 900 خيمة وفرناً ومستشفى ومدرسة ومشغلاً، حتى زالت المخاطر وعاد 84% إلى أوطانهم فيما تبعثر الباقون بين القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. وبحسب د. الإمام، فإن الأرمن ساهموا في تطوير العديد من الصناعات والحرف بمصر، منها صناعة السفن والغزل والنسيج والنجارة والحدادة والسجائر والمعسل والدخان. كما اشتهروا بالعمل في الطباعة والصرافة وصناعة الأحذية. ومن أشهر هؤلاء صانع الأحذية كريكور بابازيان الذي كان يعمل مع العائلة المالكة وكبار القوم.

تاريخي وفاة لـ"بوغوص بك"

وتابع الإمام صاحب كتب "الأرمن في مصر: القرن التاسع عشر"، و"الأرمن في مصر 1896 -1966" و"أرمن الإسكندرية" أن "الأرمن تميّزوا أيضاً في مجال الخياطة وصناعة القمصان، فالخياط المخصوص لمحمد علي كان أرمنياً يدعى حادجي جاربيد، وفي عصر الملك فؤاد الأول كان خياط القصر "أرسين سارافيان". وساعدت الأحداث التي مرت بها مصر والدولة العثمانية في تولي الأرمن مناصب مرموقة ومؤثرة في المصالح والدواوين الحكومية". وروى أن "نوبار باشا نوباريان" يعد أشهر الأرمن المصريين على الإطلاق وشغل أعلى المناصب الإدارية لمدة خمسة عقود، وكان أول رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديث عام 1878. وما زالت قناة الري والأراضي المحيطة بها بمحافظة البحيرة تحمل اسم "النوبارية" حتى الآن تكريماً له ولدوره في تحسين قنوات الري وزراعة القطن عندما تولى وزارة الأشغال العامة عام 1865، كما صُنع له تمثال في ساحة مسرح سيد درويش. وسبق نوبار باشا خاله "بوغوص بك يوسيفيان" الذي تولى عدة مناصب منها ديوان التجارة والأمور الإفرنجية (الخارجية) عام 1837، في عهد محمد علي، واستمر لعقود عديدة رجل دولة مؤثراً في مصر، ووصف بأنه مستشار محمد علي وفيلسوفه وصديقه الوحيد. ولوفاة بوغوص بك حكاية يرويها الدكتور محمد رفعت الإمام فيقول: "توفي بوغوص بك عن عمر يناهز الـ72 عاماً في أواخر عهد محمد علي ودفن في الإسكندرية. وعندما علم محمد علي أن دفن بوغوص باشا تم بدون مراسم عسكرية هاج وأرسل خطاباً إلى حاكم الإسكندرية يوبخه وأمره باستخراج الجثة وإعادة دفنها بمراسم عسكرية بأقصى سرعة". فقد كتب له حرفياً، بحسب ما سجله نوبار باشا في مذكراته: "إلى نجلي المبجل جداً إلى السيد المحظوظ جداً اللواء عثمان باشا. إنك حمار. إنك غبي. كيف لا تصطحب أنت والقوات التي تحت إمرتك الرجل الذي أخلص لك وقام بتربيتك إلى مثواه الأخير! عندما يصلك هذا الأمر توجه في الحال أنت وكل الضباط في حامية الإسكندرية إلى كنيسة الأرمن وقم بإخراج جثمان بوغوص ودفنه مرة أخرى فى جنازة عسكرية وتشريفة. أحذرك أن تعصى الأوامر". ولكن د. الإمام قال إنه لم تتم إعادة دفن الرفات، لكن أقيم قداس مهيب حضره كل عناصر قوات الضباط، واصطف عسكر حامية الإسكندرية في حديقة الكنيسة بكامل أسلحتهم، مستنتجاً أن هذا ما يبرر وجود تاريخين للوفاة على قبر بوغوص بك بحديقة كنيسة الأرمن الكاثوليك بالإسكندرية. وواصل عميد كلية الآداب حديثه عن أبرز الأرمن الذين تولوا مناصب مرموقة في مصر، فذكر "ديكران باشا دأبرو"، وهو من أشهر الأرمن وعُيّن وزيراً للخارجية عام 1881 واختير للتفاوض مع البريطانيين وقتذاك، فضلاً عن يعقوب أرتين باشا تشراكين الذي لقب بـ"الأستاذ الكبير" لاصلاحاته في مجال التعليم المصري، ورسام الكاريكاتير إلكسندر صاروخان.

فيروز ونيلي ولبلبة

خطفت أضواء السينما المصرية بعض الأرمن من عالمهم الخاص المغلق وزجت بهم في دنيا الشهرة. وأشار الكاتب عطا درغام أن "هرانت نصيبيان" أسس عام 1935 الإستديو الذي يحمل اسمه في شارع المهراني بالفجالة، وخرج منه 30 فيلماً. كما أن الأرمني "أوهان هاجوب جوستانيان" قام بصناعة جميع معدات ستديو "الأهرام" السينمائي بالقاهرة. وأمام أضواء الشاشة الفضية للسينما المصرية عملت ممثلاث أرمنيات أبرزهن "بيروز أرتين كالفيان" الشهيرة بـ"فيروز" التي اكتشفها الفنان أنور وجدي وقالت عنها إحدى الصحف: "الفنان السينمائي الأول الذي فاز بثقة الشعوب العربية جمعاء أنور وجدي يقدم بكل فخر اكتشافاً فنياً لم تعرفه السينما من قبل وحدثاً سيهز العالم".

نيللي-575956

نيلي

وأضاف درغام لرصيف22 أن السينما المصرية شهدت ظهور فنانات أرمنيات أخريات هن "نونيا كوبيليان" الشهيرة بـ"لبلبة" التي شاركت في أعمال "ليلة ساخنة"، "عريس من جهة أمنية"، و"معالي الوزير"، فضلاً عن "نيلي آرتين كالفيان"، الشهيرة بـ"نيلي" والتي ظهرت على الشاشة وعمرها لم يكن يتجاوز الأربع سنوات، إلى جانب الفنانة ماري نزار چوليان الشهيرة بـ"ميمي جمال"، والممثلة الأرمنية هدى شمس الدين وأنجيل آرام رابزيان التي اشتهرت في السينما المصرية باسم "أنجيل رام"، وأنوشكا.

اغتيال سعد زغلول شائعة طاردت أرمن الإسكندرية

احتلت الإسكندرية المرتبة الثانية بعد القاهرة من حيث استقطاب الأرمن إذ يقطنها 40% منهم، بحسب علي ثابت صبرى، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب في جامعة دمنهور. وقال صبري لرصيف22 إن عدد الأرمن في الإسكندرية كان الأعلى عام 1937 حين قدروا بـ6867 نسمة معظمهم من منطقة أزمير وضواحيها. ولكن عددهم راح يتقلص منذ قيام الحرب العالمية الثانية، ثم توالت عوامل أخرى أسهمت في هذا التقلص ولكن دون أن يتلاشي وجودهم هنالك. وأضاف سكرتير تحرير مجلة "أريك" التي تصدر عن الجالية الأرمنية في مصر، أن الأرمن منذ استقرارهم بالإسكندرية ربطتهم علاقات حميمة مع المصريين باستثناء فترة وجيزة من الزمن خلال ثورة 1919. فحينذاك، سرت شائعة بأن الأرمن يطلقون النيران على الثوار من أجل كسب ود الإنجليز، فما كان من المتظاهرين إلا أن انقضوا على الأرمن في القاهرة والإسكندرية ما أدى إلى اضطرابات شديدة واعتداءات خطيرة ضدهم ولكنها لم تستمر طويلاً. وما كاد ذلك ينتهي حتى فتح الوشاة باباً جديداً لإثارة الفتنة ضدهم. وأشار صبري إلى أنه أشيع أن الأرمن هم مَن حاول اغتيال الزعيم سعد زغلول في الإسكندرية إبان توليه الوزارة عام 1924، وذلك برغم اعتقال الجاني في مكان الحادث وهو طالب مصري. ولكنّ سعد باشا زغلول أمر بنفي تلك الشائعة وأذاع أن الأرمن هم محبو سلام ويخدمون الوطن. وبعيداً عن الأزمات، روى الباحث صبري أن الموسيقار الأرمني الإيراني "أشود بادماكريان" وزوجته روز وفرقته المكوّنة من أرمن الإسكندرية هم مَن أحيوا حفل زواج الأميرة فوزية بنت الملك فؤاد من ولي عهد إيران شاهبور محمد رضا بهلوي في 24 مارس 1939، وقد أقيم في حديقة البلدية بمدينة الإسكندرية.

لحم بعجين وعيش شوريك

يؤكد روبير ديركران باليان، مدير بطريركية الأرمن الكاثوليك بالإسكندرية، أن غالبية الأرمن لا يفكرون في السفر وترك مصر إلا أن بعض الشباب يحاولون السفر إلى أرمينيا للحصول على الجنسية الأرمنية، خاصة بعد الحديث عن قرب انضمامها للاتحاد الأوروبي. وأضاف لرصيف22: "والدي وصل إلى مصر هارباً من مذابح الإبادة الأرمنية وعمل هنا في البقالة وصناعة السمنة. وعشت عمري كله في مصر وسأموت وأدفن هنا ولا أفكر في العودة إلى أرمينيا". وحول عادات طائفة الأرمن فى الإسكندرية، أشار إلى أن اختلاط الأرمن المصريين بباقي الطوائف ضعيف جداً، فلديهم انتماء للجذور الأرمنية وليس تعصباً، فضلاً عن حرصهم على تعلم اللغة الأرمنية للحفاظ على الهوية، ولهم أيضا أكلات خاصة مثل "لحم بعجين" وعيش "شوريك" الذي يقدم في أعياد رأس السنة والقيامة. وقال باليان إن الأرثوذكس أكثر حرصاً من الكاثوليك على تعلم اللغة الأرمنية، لافتاً إلى أن عدد الأرمن الكاثوليك فى الإسكندرية 90 فقط بينما يتجاوز عدد الأرمن الأرثوذكس الـ200، ومعظمهم يعمل في الصناعات الحرفية والمجوهرات والأحذية والساعات. وحول تكرار حروف "يان" في نهاية ألقاب الأرمن، أوضح مدير بطريركية الأرمن الكاثوليك بالإسكندرية أن "لقب أسرتي مثلاً هو باليان والبال هو العسل".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image