أرمينيا هي الأم التي أنجبت دون أن تربي، ومصر هي الأم التي ربت دون أن تنجب. هكذا أصبح رد الأرمني المصري على سؤال أيهما تفضل وطنك الأم أرمينيا أم مصر؟ برغم محدودية أعداد أبناء الطائفة الأرمنية في مصر، فقد تركت بصمة واضحة في المجتمع المصري، بل انطلقت أحياناً منه للتأثير على المجتمع العربي كله. فمَن في مصر لا يذكر فوازير الفنانة الأرمينية "نيللي"؟ كانت مشاهدتها أحد الطقوس اليومية في شهر رمضان الكريم، لتكمل مسيرة شقيقتها الطفلة المعجزة فيروز التي استقبلها الجمهور بترحاب.
لمحة عن حياة أرمن مصر

بطريركية الأرمن الأرثوذكس في مصر
أمام بطريركية الأرمن الكاثوليك في منطقة "أبو الدرداء" بالمنشية، وسط الإسكندرية، جلس رافي عادل صايغ، ابن الجيل الرابع لعائلة أرمينية استوطنت الإسكندرية، ليحكي لرصيف22 قصة زواجه. قال: "لم أتزوج إلا في سن الأربعين. قضيت أعوام شبابي باحثاً عن عروس أرمنية. وشقيقتي لم تتزوج للسبب نفسه وعمرها 36 عاماً". وأوضح أنه بحث كثيراً عن فتاة أرمنية ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل. ومنذ أعوام قليلة، تعرّف على فتاة مارونية في كورال كنسي وتزوجها. ولفت إلى أنه لا توجد محاذير حول زواج الأرمن من غير المنتمين لطائفتهم ولكنهم يفضلون الحفاظ على هويتهم. ورفض رافي الذى يمتلك محلاً لبيع الأدوات المكتبية بمنطقة سموحة، شرق الإسكندرية، فكرة ترك مصر والسفر إلى أرمينيا، مؤكداً أنه يكتفي بزيارتها كل بضع سنوات أو متابعة أخبارها من الصحف التي تصدر عن الجالية باللغة الأرمنية، وهي "أريف" و"هوسابير"، كذلك من خلال القسم الأرمني في الإذاعة المصرية الذي يبث عبر شبكة البرنامج الأوروبي ويعمل على تعريف الأرمن بمصر وشعبها وحضارتها وثقافتها. رافي يهتم بالشأن الثقافي ويدير ندوات بمكتبة الإسكندرية. وأشار إلى وجود أربعة نوادٍ اجتماعية للأرمن في القاهرة، هي چوچانيان وهوسابير في مصر الجديدة، ونادي الفن الأرمني في وسط البلد، فضلاً عن نادٍ في سانت تريزا للأرمن الكاثوليك. أما الإسكندرية ففيها ناديان، هما ديكران يرچات، وهاراشتيماسير. وأشار رافي إلى وجود عدد كبير من النوادي الرياضية، في القاهرة والثغر، وعدد آخر من الجمعيات الخيرية ودار للمسنين. لا يكدر حياة رافي في الإسكندرية شيء سوى الأيام التى تحل فيها ذكرى الإبادة الأرمنية لأجداده على يد الأتراك. ويطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاعتراف بتلك المذبحة.
اللغة والتعليم

"الأرمن في مصر هم مواطنون مصريون، يحملون بطاقات هوية مصرية، ويخدمون في الجيش، لكن نادراً ما يشاركون في الشؤون السياسية المصرية. ولا نملك ممثّلين عنّا في مجلس النواب على النقيض من الأرمن في لبنان"، قال الدكتور أرمن مظلوميان، ممثل الأرمن الذي يوصف بأنه الرجل الثاني بعد سفير أرمينيا في القاهرة. ولفت إلى أن معظم الأرمن في مصر لا يزالون يتكلّمون اللغة الأرمنية في الأعمال التجارية التي يملكونها، أو بين الطلاب في الاحتفالات والمراسم الكنسية. وتُعتبَر اللغة عاملاً أساسياً في الحفاظ على هويتهم، "فاللغة همٌّ أساسي بالنسبة إلينا نحن الأرمن في الشرق الأوسط"، أكّد. وتحدث مظلوميان لرصيف22 عن وجود ثلاث مدارس في القاهرة كانت تستقبل أبناء الجالية الأرمنية، لكن عام 2013، اضطُرَّت المدرسة الأرمنية التاريخية بوسط القاهرة إلى إغلاق أبوابها والاندماج مع مدرسة مجاورة نتيجة تراجع أعداد الطلاب. يغيازاريان هي أول مدرسة أرمنية أسست في مصر عام 1818 بمنطقة بين السورين قبل أن تنقل إلى درب الجنينة ويغير اسمها إلى خورنيان نسبة إلى المؤرخ الأرمني موڤسيس خوريناتسي. بينما تعد مدرسة بوغوس يوسفيان بالإسكندرية ثانية المدارس الأرمنية في مصر. وحول أعداد الأرمن فى مصر حالياً، أوضح مظلوميان أنه في عام 1952 تجاوز عددهم 40 ألفاً. ولكن مع القضاء على الملكية الخاصة، وبدء التوجهات الاشتراكية وتأميم المؤسسات الخاصة ونزع الملكيات، رأوا أنهم مهددون فآثروا الهجرة إلى الغرب مما أدى إلى تناقص أعدادهم. وحالياً يُقدّرون بنحو 8 آلاف، أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، ونحو 3 عائلات فقط في الأقاليم.
طقوس الزواج
وتطرق مظلوميان، وهو عضو في لجنة إحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمينية، إلى الحديث عن طقوس الزواج لدى أرمن مصر، بقوله: "وفقاً لقانون الأحوال الشخصية لطائفة الأرمن الأرثوذكس التي تضمّ أكثر من 83% من الجالية الأرمنية المصرية، يُشترط لعقد الزواج أن يكون العاقدان من الأرمن الأرثوذكس، وألا يقل عمر الرجل عن 18 سنة وعمر المرأة عن 16، ولا بد من رضى العاقدين. عندما تنطبق الشروط السابقة على الراغبين في الزواج، يصرح لهما المطران بالزواج، ويقام سر الزواج علانية في كنيسة الأرمن الأرثوذكس وبحسب طقوسها، وذلك بواسطة كاهن من الطائفة مرخّص له من وزارة العدل وبحضور الاشبين والإشبينة وشاهدين". وأضاف مظلوميان أن الأرمن يفضّلون الزواج من أفراد الجالية فقط نظراً لقلة العدد، وحفاظاً على اللغة، مما قد يدفع أحدهم إلى تأجيل زواجه للأربعين وربما للستين بحثاً عن فتاة الأحلام الأرمينية.إدارة شؤون الطائفة
وحول كيفية إدارة أمور الطائفة، أشار د. أرمن إلى أنه يُنتخَب مجلس للجالية الأرمنية من 24 عضواً كل ثماني سنوات، وهؤلاء ينتخبون هيئة تنفيذية كل أربع سنوات لإدارة مؤسسات البطريركية الأرمنية بما في ذلك المدارس والكنائس والعقارات والأوقاف الخيرية التابعة لها والمدافن. ولفت ممثل الأرمن إلى وجود العديد من مقابر الأرمن في مصر منها مقابر "مارمينا" بمنطقة مصر القديمة، و"أميناين سربوتس" أي "القديسين" بمصر الجديدة، فضلاً عن مقابر للأرمن الكاثوليك في القاهرة والإسكندرية، ومقبرة جماعية في بورسعيد لأيتام الأرمن الذين أتوا هرباً من ممارسات الإبادة، ووصلوا بورسعيد وأقاموا فى مخيمات اللاجئين.
هجرتان طوعية وقسرية
الأرمن جالية عريقة لها تاريخ طويل في مصر لا يمكن أن يُمحَى من الذاكرة. الدكتور محمد رفعت الإمام، عميد كلية الآداب في جامعة دمنهو هو من أوائل الباحثين الذين خاضوا غمار الدراسات الأرمنية في مصر. وثّق عنهم حكايات وأسراراً لا يعرفها الكثيرون. ويرى الإمام أن الأرمن حافظوا على عاداتهم وهويتهم الثقافية برغم انصهارهم في بوتقة المجتمع المصري، مشيراً إلى أن بعض أسماء شوارع القاهرة والإسكندرية خير دليل على ذلك إذ تعد سجلاً حياً لمشاهير الأرمن الذين حرصت الدولة على تخليد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على شوارعها.
حارة كنيسة الأرمن
فمنذ العصر الفاطمي في القرن الحادى عشر، بدأت الهجرة الطوعية للأرمن من سوريا وسائر بلاد الشام إلى مصر حيث تمتعوا بالحريات الثقافية والاجتماعية والدينية. إلا أن عصر محمد علي باشا، بين عامي 1805 و1849، شهد تزايد توافد الأرمن ليصل عددهم إلى 12 ألف و754 ودخولهم في سلك وظائف الحكومة.
أما عن الهجرة القسرية إلى مصر، فشرح الإمام لرصيف22 أنها بدأت من عام 1915 هرباً من المذابح العرقية التي قام بها الأتراك. واستقبلت محافظة بورسعيد حتى عام 1919 نحو 8144 أرمنياً، معظمهم من جبل موسى، وأقيم لهم مخيم بمنطقة الكرنتينا يضم 900 خيمة وفرناً ومستشفى ومدرسة ومشغلاً، حتى زالت المخاطر وعاد 84% إلى أوطانهم فيما تبعثر الباقون بين القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. وبحسب د. الإمام، فإن الأرمن ساهموا في تطوير العديد من الصناعات والحرف بمصر، منها صناعة السفن والغزل والنسيج والنجارة والحدادة والسجائر والمعسل والدخان. كما اشتهروا بالعمل في الطباعة والصرافة وصناعة الأحذية. ومن أشهر هؤلاء صانع الأحذية كريكور بابازيان الذي كان يعمل مع العائلة المالكة وكبار القوم.
تاريخي وفاة لـ"بوغوص بك"
وتابع الإمام صاحب كتب "الأرمن في مصر: القرن التاسع عشر"، و"الأرمن في مصر 1896 -1966" و"أرمن الإسكندرية" أن "الأرمن تميّزوا أيضاً في مجال الخياطة وصناعة القمصان، فالخياط المخصوص لمحمد علي كان أرمنياً يدعى حادجي جاربيد، وفي عصر الملك فؤاد الأول كان خياط القصر "أرسين سارافيان". وساعدت الأحداث التي مرت بها مصر والدولة العثمانية في تولي الأرمن مناصب مرموقة ومؤثرة في المصالح والدواوين الحكومية". وروى أن "نوبار باشا نوباريان" يعد أشهر الأرمن المصريين على الإطلاق وشغل أعلى المناصب الإدارية لمدة خمسة عقود، وكان أول رئيس وزراء في تاريخ مصر الحديث عام 1878. وما زالت قناة الري والأراضي المحيطة بها بمحافظة البحيرة تحمل اسم "النوبارية" حتى الآن تكريماً له ولدوره في تحسين قنوات الري وزراعة القطن عندما تولى وزارة الأشغال العامة عام 1865، كما صُنع له تمثال في ساحة مسرح سيد درويش. وسبق نوبار باشا خاله "بوغوص بك يوسيفيان" الذي تولى عدة مناصب منها ديوان التجارة والأمور الإفرنجية (الخارجية) عام 1837، في عهد محمد علي، واستمر لعقود عديدة رجل دولة مؤثراً في مصر، ووصف بأنه مستشار محمد علي وفيلسوفه وصديقه الوحيد. ولوفاة بوغوص بك حكاية يرويها الدكتور محمد رفعت الإمام فيقول: "توفي بوغوص بك عن عمر يناهز الـ72 عاماً في أواخر عهد محمد علي ودفن في الإسكندرية. وعندما علم محمد علي أن دفن بوغوص باشا تم بدون مراسم عسكرية هاج وأرسل خطاباً إلى حاكم الإسكندرية يوبخه وأمره باستخراج الجثة وإعادة دفنها بمراسم عسكرية بأقصى سرعة". فقد كتب له حرفياً، بحسب ما سجله نوبار باشا في مذكراته: "إلى نجلي المبجل جداً إلى السيد المحظوظ جداً اللواء عثمان باشا. إنك حمار. إنك غبي. كيف لا تصطحب أنت والقوات التي تحت إمرتك الرجل الذي أخلص لك وقام بتربيتك إلى مثواه الأخير! عندما يصلك هذا الأمر توجه في الحال أنت وكل الضباط في حامية الإسكندرية إلى كنيسة الأرمن وقم بإخراج جثمان بوغوص ودفنه مرة أخرى فى جنازة عسكرية وتشريفة. أحذرك أن تعصى الأوامر". ولكن د. الإمام قال إنه لم تتم إعادة دفن الرفات، لكن أقيم قداس مهيب حضره كل عناصر قوات الضباط، واصطف عسكر حامية الإسكندرية في حديقة الكنيسة بكامل أسلحتهم، مستنتجاً أن هذا ما يبرر وجود تاريخين للوفاة على قبر بوغوص بك بحديقة كنيسة الأرمن الكاثوليك بالإسكندرية. وواصل عميد كلية الآداب حديثه عن أبرز الأرمن الذين تولوا مناصب مرموقة في مصر، فذكر "ديكران باشا دأبرو"، وهو من أشهر الأرمن وعُيّن وزيراً للخارجية عام 1881 واختير للتفاوض مع البريطانيين وقتذاك، فضلاً عن يعقوب أرتين باشا تشراكين الذي لقب بـ"الأستاذ الكبير" لاصلاحاته في مجال التعليم المصري، ورسام الكاريكاتير إلكسندر صاروخان.فيروز ونيلي ولبلبة
خطفت أضواء السينما المصرية بعض الأرمن من عالمهم الخاص المغلق وزجت بهم في دنيا الشهرة. وأشار الكاتب عطا درغام أن "هرانت نصيبيان" أسس عام 1935 الإستديو الذي يحمل اسمه في شارع المهراني بالفجالة، وخرج منه 30 فيلماً. كما أن الأرمني "أوهان هاجوب جوستانيان" قام بصناعة جميع معدات ستديو "الأهرام" السينمائي بالقاهرة. وأمام أضواء الشاشة الفضية للسينما المصرية عملت ممثلاث أرمنيات أبرزهن "بيروز أرتين كالفيان" الشهيرة بـ"فيروز" التي اكتشفها الفنان أنور وجدي وقالت عنها إحدى الصحف: "الفنان السينمائي الأول الذي فاز بثقة الشعوب العربية جمعاء أنور وجدي يقدم بكل فخر اكتشافاً فنياً لم تعرفه السينما من قبل وحدثاً سيهز العالم".
نيلي
وأضاف درغام لرصيف22 أن السينما المصرية شهدت ظهور فنانات أرمنيات أخريات هن "نونيا كوبيليان" الشهيرة بـ"لبلبة" التي شاركت في أعمال "ليلة ساخنة"، "عريس من جهة أمنية"، و"معالي الوزير"، فضلاً عن "نيلي آرتين كالفيان"، الشهيرة بـ"نيلي" والتي ظهرت على الشاشة وعمرها لم يكن يتجاوز الأربع سنوات، إلى جانب الفنانة ماري نزار چوليان الشهيرة بـ"ميمي جمال"، والممثلة الأرمنية هدى شمس الدين وأنجيل آرام رابزيان التي اشتهرت في السينما المصرية باسم "أنجيل رام"، وأنوشكا.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.