شهدت السنوات القليلة الماضية معاقبة مؤسسات إعلامية غربية لعدد من صحافييها على خلفية انتقادهم إسرائيل أو دفاعهم عن القضية الفلسطينية ورموزها. بعضهم فصل من عمله وبعضهم سُحبت منه مهمات كانت موكلة إليه وبعضهم "نجا بجلده" بعد مسارعته في تقديم اعتذار عن كلامه. إليكم لائحة بأبرز الحالات:
جيم كلانسي ـ سي أن أن
أحدث الحالات، هي استقالة الصحافي في قناة "سي أن أن" جيم كلانسي Jim Clancy بعد عمله في الشبكة الإخبارية كمذيع لأكثر من 30 عاماً. وأتت الإستقالة على خلفية سجال دار بينه وبين مؤيّدين لإسرائيل على تويتر، الأمر الذي يبدو أنه أثار غضب إدارة القناة الأمريكية. فكانت استقالة كلانسي التي يصفها البعض بأنها "بطعم الإقالة" رغم أن الطرفين لم يوضحا السبب الذي دفعه إلى ترك منصبه.
وكان كلانسي قد كتب على تويتر بعيد الهجوم على "شارلي إيبدو" أن "الرسوم الكاريكاتورية لم تهزأ من النبي محمد بل هزأت من الطريقة التي حاول بها الجبناء تشويه كلامه. انتبهوا". وأضاف أن "الصوت المؤيد لإسرائيل يحاول إقناعنا بأن الرسامين كانوا حقاً معادين للإسلام". هذه التغريدات أدت إلى إثارة سجال بينه وبين مؤيدين لإسرائيل دفعه إلى اتهام بعض منتقديه بأنهم يعملون ضمن البروباغندا الإسرائيلية.
تيم ويلكوكس ـ بي بي سي
بعد طرحه سؤالاً على إحدى المشاركات في تظاهرة التأييد لصحيفة شارلي إيبدو في باريس، وُصف في الإعلام الغربي بالـ"معادي للسامية"، سارع مراسل الـ"بي بي سي" تيم ويلكوكس Tim Wilcox إلى تقديم اعتذار. وكان ويلكوكس قد سأل مواطنة فرنسية يهودية كانت تعيش في إسرائيل عمّا إذا كانت تعلم بأن "منتقدي سياسة إسرائيل يشيرون إلى أنه يتم تعذيب الفلسطينيين بشكل كبير على يد اليهود".
أيمن محي الدين ـ أن بي سي
في يوليو 2014، قامت محطة "أن بي سي" NBC الأمريكية بسحب مراسلها في غزة أيمن محي الدين "لأسباب أمنية" واستبدلته بمراسلها في تل أبيب ريتشارد إنجيل Richard Engel. حينها، أكدت مصادر صحافية أن السبب الحقيقي لسحبه هو جملة كتبها وسخر فيها من موقف وزارة الخارجية الأمريكية المنحاز ضد الفلسطينيين أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة ما أزعج القناة الأمريكية. فقد كتب محي الدين على صفحته على فايسبوك: "المتحدث باسم الخارجية الأمريكية يقول أن حماس هي المسؤولة عن القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة أربعة أولاد عم تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة وذلك لأن حماس لم تقبل بوقف إطلاق النار. حلل وناقش".
ديانا ماغناي ـ سي أن أن
في تغريدة لها على تويتر، عام 2014، وأيضاً أثناء حرب غزة الأخيرة، وصفت مراسلة قناة "سي أن أن" ديانا ماغناي Diana Magnay مجموعة من الإسرائيليين تجمعوا في مستوطنة سيديروت لمشاهدة القصف الإسرائيلي على غزة بـ"حثالة المجتمع". فقام 200 من متابعيها بإعادة نشر تغريدتها قبل أن تقوم بحذفها. على خلفية هذه الحادثة، قامت القناة بسحب ماغناي من مهمتها في تغطية أحداث الحرب الإسرائيلية على غزة ونقلهتا إلى موسكو. ثم قالت المتحدثة باسم القناة أن المراسلة "تشعر بالندم العميق" على العبارة التي استخدمتها في التغريدة وقدّمت اعتذاراً باسمها وباسم الـ"سي أن أن".
هيلين توماس ـ هيرست نيوز سيرفيس
عام 2010، اضطرت الصحافية الأمريكية اللبنانية الأصل هيلين توماس، التي عملت مراسلة مختصة في شؤون البيت الأبيض لنحو 50 عاماً، إلى الاستقالة من مجموعة هيرست نيوز سيرفيس Hurst News Serviceوالتقاعد عن العمل، وذلك بعد الانتقادات الواسعة التي وجهت لها على خلفية انتقادها الحاد لإسرائيل.
فقد طلبت توماس من الإسرائيلين الخروج من فلسطين والعودة إلى مواطنهم في بولندا وألمانيا والولايات المتحدة، وأضافت: "تذكروا أن أرض هؤلاء (الفلسطينيين) محتلة. هي أرضهم". وبعد انتشار فيديو كلامها فُصلت من مهمتها في البيت الأبيض. وفي مقابلة لها عام بعد اقالتها من المنصب قالت إن اليهود "يملكون البيت الأبيض" .
ساني خالد ـ إذاعة WYPR-FM
عام 2012، أقالت إذاعة WYPR-FM ومقرها مدينة بالتيمور الأمريكية الصحافي ساني خالد Sunni Khalid، وذلك بعد وصفه تصرفات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وسوريا بالـ"وحشية". وقال خالد أن الكلام عن الحرب على إيران يغض الأنظار مرة جديدة عن الوحشية العسكرية التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان.
أوكتافيا نصر ـ سي أن أن
عام 2010، طُردت الصحافية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط أوكتافيا نصر من الـ"سي أن أن" بعد أن غردت على تويتر قائلة أنها حزنت عند سماع خبر وفاة السيد محمد حسين فضل الله. وقد وصفت نصر رجل الدين الشيعي الراحل بأنه "أحد العمالقة الكبار في حزب الله والذي كنت أحترمه كثيرا". بعيد كلامها، شنّ مناصرو إسرائيل حملة ضدّها وواجهت صعوبات في مؤسستها كون إسم فضل الله يرد على اللائحة الأمريكية للشخصيات الإرهابية ما دفعها إلى تقديم اعتذارها. ولكن الانتقادات العنيفة التي كالتها لها الصحف الإسرائيلية ونعتها إياها بأنها "بوق لحزب الله" حالت دون إيجاد تسوية تحفظ مصالح الجميع.
بغض النظر عن جنسيتك وانتمائك الديني، من الصعب أن تعمل مع وسيلة إعلامية غربية وأن تبدي علناً رأيك السلبي بإسرائيل. هذا ما تؤكده تجربة كل الصحافيين الذين قدموا اعتذارات أو أقيلوا أو دُفعوا إلى الاستقالة عند قيامهم بذلك. والأمر لا يتوقف على المؤسسات الإعلامية بل يتجاوزه إلى كل مؤسسة لها تأثير على الرأي العام. وتأتي تجربة المغني المصري وائل منصور، الذي كان يؤدي صوت الشخصية الكرتونية الشهيرة "البطة دونالد" Donald Duck، في نفس السياق. فمنصور طرد من عمله في شركة وولت ديزني Walt Disney بعدما غرّد قائلاً أنه "يكره الصهاينة". وبعد إقالته، رد منصور على الشركة بتغريدة قال فيها: "أنا فخور".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه