هل العالم العربي صديق للبيئة؟

معروف أن مؤشر الأداء البيئي Environmental Performance Index EPI هو مؤشر عالمي يشرف عليه قسم القوانين والسياسات البيئية في جامعة Yale، والمركز العالمي لأبحاث الأرض في جامعة Colombia العريقة. وهو تقرير سنوي يعطي قيمة رقمية تعكس أداء ونتائج سياسة كل دولة تجاه بعض القضايا البيئية الأكثر إلحاحاً على المستوى العالمي. العوامل التي دخلت في حساب المؤشر في نسخته لهذا العام عالجت محورين، المحور هو حماية الصحة البشرية، والثاني هو حماية النظام البيئي أو ما يعرف بـEcosystem.

تسعة عوامل شملها تقرير عام 2016 احتوت على عشرين مؤشراً فرعياً تعطي بمجموعها قيمة المؤشر العام للأداء البييئي في دولة ما (تجدونها مفصلة في آخر الموضوع).

على المستوى العالمي حلت فنلندا في المرتبة الأولى كأكثر دولة صديقة للبيئة في العالم، وحسب التقرير يعود ذلك بسبب أساسي إلى خطتها المدروسة التي وضعتها لعام 2050 وتقضي بأن تكون دولة غير منتجة لغاز الكربون بنسبة أكثر من النسبة العادية الموجودة في الطبيعة، ولكونها تنتج حالياً أكثر من ثلثي طاقتها الكهربائية من مواد قابلة للتجديد أو من مصادر نووية. تلت فنلندا أيسلند والسويد والدانمارك.

في المرتبة الأخيرة جاءت للسنة الثانية الصومال، سبقتها مدغشقر وأفغانستان والنيجر. واستنتج التقرير أن الدول التي تعاني من مشاكل سياسية أو اقتصادية يتعدى تأثيرها السلبي في كل منها ليتجاوز حدود الدولة ويشمل البيئة المحيطة بها. كما أن التقرير عزا المشاكل البيئية في الدول بالدرجة الأولى إلى الحكومات فيها، ورأى أن الدول ذات الحكومات المستقرة تستطيع أن تحقق الاستقرار البيئي لشعوبها وأرضها.

أين تقع دول العالم العربي ضمن هذا المؤشر:

Environment Index Table

إليكم في ما يلي ما تطاله العوامل التي احتسب على أساسها المؤشر البيئي (4 من أصل 9):

عامل الصحة العامة

يقيس مدى تأثر صحة الإنسان سلباً أو تعرضه للموت أو المرض الشديد بسبب تنفسه هواء ملوثاً، أو شربه مياهاً ملوثة، أو بسبب عدم وجود نظام صرف صحي آمن. بالإضافة إلى عيشه في بيئة تتعرض لتلوث كبير في الأوزون. يعتبر هذا العامل من أهم العوامل الداخلة في الدراسة، نظراً للعدد الكبير من الأشخاص المتأثرين به حول العالم. عام 2013 مثلاً كان تلوث المياه مسؤولاً عن موت 1.24 مليون شخص حول العالم، كما أن جودة الهواء المنخفضة كانت مسؤولة عن موت 5 ملايين شخص.

عامل جودة الهواء

يقيس مقدار تلوث الهواء من خلال نسبة ثاني أوكسيد النتروجين فيه (غاز ثاني أوكسيد النتروجين من أهم الغازات الملوثة للهواء، ومصدره الأساسي عوادم السيارات والمصانع). كذلك من خلال حساب مقدار التلوث الناتج عن المحروقات المنزلية المستخدمة للتدفئة أو للطبخ.

عامل المياه النظيفة والبنية الآمنة للصرف الصحي

يقيس النسبة المئوية لعدد السكان في الدولة الذين لديهم مصدر أساسي صالح لمياه الشرب. ويعرف مصدر مياه الشرب الصالح بأنه الآليّة التي تشرف على تنقية مياه الشرب وحمايتها من التلوثات الخارجية، ثم إرسالها إلى المواطنين للشرب. أما عامل نظام الصرف الصحي فيُعرف بأنه نسبة المواطنين في الدولة الذين لديهم نظام يمكًنهم من التخلص من المخلفات البشرية بكفاءة وسرعة، بشكل لا يسبب أي تلوث أو تأثير على صحتهم أو صحة من حولهم. ويُعرًف نظام الصرف الصحي الجيد بأنه النظام الذي لا يسمح بلمس الملفات البشرية عند التخلص منها، كما أنه غير عمومي أو مشترك مع الآخرين.

عامل الطاقة النظيفة

يقيس جهود الدولة المبذولة في التخفيف من الانبعاث الكربوني، والاستهلاك الكهربائي لكل شخص.