لا يخفى أن العرب بشكل عام، والرجل العربي بشكل خاص، يعشقون السيارات التي يتباهون بها على الطرقات. ولا شك أن بعض السيارات أقرب إلى قلوبهم من بعضها الآخر. وقد لا يكون اختيار السيارة استناداً إلى عشق طراز معيّن، لأن الماديات لا تسمح دائماً، بل اعتماداً على علامة السيارة التجارية التي تجمع الشكل وقوة المحرك والثمن المناسب.
إذا أخذنا أربع دول عربية، مصر وتونس والجزائر والمغرب كمثال، تكشف لنا الأرقام علامات السيارات الأكثر رواجاً. فقد ظلّت دول المغرب العربي وفية الفرنسيين، من خلال استحواذ سيارات بلد نابوليون على حصة الأسد. أما مصر، فتصدرّت علامة "شيفروليه" الأمريكية قائمة مبيعات السيارات الجديدة فيها.
المغرب: صدارة فرنسية وحضور إيطالي
حطّم سوق بيع السيارات الجديدة في المغرب كل التوقعات، فبلغ إجمالي المبيعات 131 ألفاً و935 سيارة، أي بزيادة 8.07% مقارنة بعام 2014. وبحسب محمد أمال كديرة، رئيس جمعية مستوردي السيارات في المغرب، فإنه حتى شهر يوليو الماضي، لم يكن الخبراء يتوقعون تحقيق مثل هذه الطفرة، خصوصاً بعد الركود الذي عرفته السوق العام الماضي. وكان أوضح في تصريحات إعلامية، أن الشهر الأخير من السنة المنصرمة كان حاسماً، إذ تم بيع أكثر من 17 ألف سيارة، بزيادة 25.74% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفق المعطيات التي قدمها رئيس الجمعية، استحوذت علامة "داسيا" التي تقوم "رينو"المغرب بتركيبها وتسويقها، على أكثر من ربع حصة المبيعات، محققة نسبة 28.34% من المبيعات، وبالتالي تصدرها ترتيب السيارات الأكثر مبيعاً. وفي المركز الثاني، حلت علامة "رينو" ببيعها 13002 سيارة، أما العلامة الإيطالية "فيات" فقد جاءت ثالثة ببيعها 11500 سيارة، والمركز الرابع كان من نصيب "فورد" بـ10 ألاف سيارة. بينما باعت الكورية الجنوبية "هيونداي" 9315 سيارة، محققة تقدماً بنسبة 2.86%.
وعزا مهتمون الإقبال الكبير على علامة "داسيا" بكونها من السيارات ذات الكلفة المنخفضة، ما شجع الشريحة ذات الدخل المتوسط على شرائها.
الجزائر: الكلمة للعلامة الفرنسية
شهد سوق السيارات الجديدة في الجزائر العام الماضي انخفاضاً ملحوظاً، فتم بيع نحو 255 ألف وحدة. وبحسب المصادر نفسها، كان السوق الجزائري شبيهاً بنظيره المغربي، الذي عرف هو الآخر ريادة علامتي "رينو" و"داسيا". والاختلاف البسيط بين السوقين هو أن علامة داسيا في المغرب احتلت المركز الأول متبوعة برينو، بينما شهد السوق الجزائري العكس. فباعت علامة رينو 494 ألفاً و94، بانخفاض بلغ 5%، بينما قفزت مبيعات سيارة داسيا بنسبة ضئيلة هي 3%، بـ40 ألفاً و688 وحدة. أما المراتب الثلاث المتبقية، فتوزّعت على التوالي بين علامات بيجو الفرنسية (36 ألفاً و323)، وهيونداي الكورية (31 ألفاً و306)، وتويوتا اليابانية (19 ألفاً 627). ويتبين من خلال هذه المعطيات أن المراكز الخمسة الأولى في السوق الجزائرية تهيمن عليها العلامات الفرنسية.
طرقات أي دولة عربية هي الأكثر ازدحاماً؟
تونس: زعامة فرنسية مهددة بالكورية
ثورة الياسمين التي أطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي، زجت بالاقتصاد التونسي في بحر الركود. وتشير التقارير الإعلامية إلى أن هذا الانكماش وضعف النمو أثّرا سلباً على سوق السيارات طيلة السنوات الخمس بعد الثورة. وأكدت الإحصائيات أن مؤسسة "ستافيم" المروجة للسيارت من ماركة "بيجو" في تونس، تتصدر سوق المبيعات في النصف الأول من 2015 ببيعها 369 وحدة، ليكون نصيبها من سوق المبيعات بنسبة 10.5% وهي نسبة لم تشهدها أي مؤسسة أخرى.
ومنذ بداية العام الجاري، تصدرت ماركة "بيجو" السوق التونسية بنسبة 9.1% من جملة المبيعات، برقم وصل إلى 2732 سيارة، منافسة بذلك العلامة الكورية "كيا" التي حلت ثانية ببيعه 1400 سيارة، أي بنسبة 8.18%.
تمكن سوق السيارات في تونس من بيع نحو 35 ألف وحدة، وواصل بذلك انخفاضه بنسبة 5.9% مقارنة مع عام 2014.
غير أن ختام السنة الماضية منحت الصدارة لعلامة رينو، التي باعت 4224، متغلبة على علامة كيا بفارق 14 وحدة. بينما جاءت في المركز الثالث علامة فولزفاكن بحصة 4130 سيارة. أما بيجو فتراجعت إلى المركز الرابع ببيعها لـ3693 وحدة، والمرتبة الخامسة كانت من نصيب علامة السيتروين بمجموع 3291.
مصر: هيمنة أمريكية ومطاردة كورية ويابانية
أمام غياب معطيات رسمية عن حصيلة مبيعات السيارات الجديدة العام الماضي في مصر، أظهرت بيانات صادرة عن المجلس المصري لمعلومات تسويق السيارات، ارتفاع نسبة مبيعات السيارات الجديدة الخفيفة في الربع الأول من 2015، أي بنسبة 2.7%. وتصدرت العلامة الأمريكية "شيفروليه" القائمة مواجهةً بذلك الكوريين، إذ تمكنت من بيع 13,584 سيارة بارتفاع بلغت نسبته 9.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم. بينما حلت علامة هيونداي الكورية في المركز الثاني
بمجموع 11,647 وحدة. أما المركز الثالث، فكان من نصيب تويوتا اليابانية ببيعها 7362 سيارة. وعاد المركزان الرابع والخامس على التوالي لكل من نيسان وسوزوكي. أما العلامة الفرنسية رينو، فكان نصيبها المركز السابع ببيعها 2692 وحدة.باستثناء حب السائقين المغاربة للسيارات الفرنسية، عكست الأرقام في الدول الأربع النزعة العالمية السائدة في شراء السيارات، وهي اختيار سيارة متينة واقتصادية. نزعة تمتدّ أيضاً إلى الدول العربية الأخرى، حتى لو أن بعضها، لا سيما الخليجية، تعجّ بالسيارات الفاخرة والرياضية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين