حين تجتمع هذه المصطلحات: سيارة، صحراء، سرعة، سباقات، لا شك أننا نتحدث عن معادلة قد تتكلّل بالنجاح في الإمارات العربية المتحدة، التي تتميّز بصحرائها الواسعة، وبحب مواطنيها للسيارات والسرعة. إنها المعادلة التي اعتمدها مؤسسو شركة "زاروق موتورز" لإطلاق سيارة سباقات الرمال، زاروق.
يقول إيانيس مارديل Iannis Mardell، المدير التجاري وأحد مؤسسي الشركة، إن الفكرة بسيطة جداً: "أردنا تطوير السيارات الرياضية المحلية. لا شك أنّ الأمور في الإمارات تتّجه نحو الطريق الصحيح، خصوصاً مع تنظيم سباقات الفورمولا 1 في أبوظبي، لكننا نرى فرصة إضافية لتحسين الوضع في ما يتعلق بالرياضة المحلية، والاستفادة من الشغف المحلي بسباقات Offroads. نظرنا إلى كل المعطيات، وأدركنا أننا نملك كل شيء لتصنيع سيارة سباقات في الإمارات وللإمارات، وبمواهب محلية".
مطلع العام الجاري، انطلقت مغامرة المؤسسين الثلاثة، إيانيس مارديل ومحمد القاضي وبرونو لافيتي Bruno Laffite (ابن شقيق جاك لافيتي، سائق الفورمولا1 الفرنسي). وهم ليسوا غرباء عن عالم السباقات والسيارات الفائقة السرعة، وبدأ العمل على نموذج أولي لسيارة زاروق لتلبيّ حب سباقات سيارات السفاري الرياضية، وسباقات الكثبان الرملية في الإمارات، إذ إن أداء السيارات اليابانية والأمريكية لم يعد جيداً على قدر المطلوب، بحسب ما صرّح القاضي. وشرح في بيان: "توجد سيارات الدفع الرباعي الكبيرة الضخمة والعربات المكشوفة، التي لا تعد الأكثر أماناً وعمليةً، أو المركبات الترفيهية مثل بولاريس، التي لم تُصنع في الأساس لاستخدامها في السباقات".
وأكّد مارديل أن "السيارة التي تخضع لآخر التعديلات والتجارب، ستُصبح متوفرة بداية العام المقبل مع 20 سيارة تشكل إصداراً افتتاحياً خاصاً، وستجمع الأناقة والعصرية والسرعة". وشدّد على أن "أبرز ميزاتها تكمن في أن صاحبها يستطيع قيادتها على الطرق العادية". وقال: "هي سيارة سباقات إلا أننا قمنا ببعض التعديلات لتصبح قيادتها على الطرق قانونية، لأن نقلها إلى الصحراء في مقطورة ليس عملياً، خصوصاً أننا نريد أن تكون سيارة للمحترفين والهواة على السواء".
ما هي ميزات هذه السيارات؟
قبل الغوص في التفاصيل التقنية، لا بد أن نتوقّف عند اسم سيارات السباقات الرملية "زاروق"، الذي اُستلهم من ثعبان زاروق Schockari Sand Racerالذي يُعدّ من أسرع الثعابين في الشرق الأوسط.
وصمّم أنطوني جاناريليAnthony Jannarelly ، مصمم سيارة Lykan، أول سيارة عربية فائقة السرعة، سيارة زاروق ليكون الهيكل عالي الأداء، واضعاً المحرك في وسط الجزء الخلفي منها، لتسهيل مهمة عبور الكثبان، بالإضافة إلى ضمان التوازن خلال عملية القفز. تزن السيارة 950 كيلوغراماً، وقوتها 200 إلى 500 حصان والمحرك V6 3.5L. وشدّد مارديل على أن "كل من يشتري السيارة يستطيع تخصيصها وإجراء العديد من التعديلات، على أدائها أو أجهزة المعلومات الترفيهية، أو هيكل السيارة". مشيراً الى أن "ثمن زاروق يراوح بين 70 و160 ألف دولار، بحسب التعديلات المطلوبة".
لا تكتفي شركة زاروق للمحركات، بالعمل على سيارة سباقات الرمال، بل تريد أن تنظّم هذا النوع من السباقات في الصحراء الإماراتية. يقول مارديل: "نريد بناء مسار السباق الرملي على مشارف دبي، ليتمكن الناس من حضوره والتمتّع بأداء السائقين. لكن يجدر بنا أن نفكّر ملياً في هذه الحلبة، لتكون جذابة للجمهور، وليتمكن المتفرج من رؤية السيارات طوال مدة السباق. نريد حلبة جذابة للسائقين والجمهور معاً".
لا شك أن اختيار الإمارات لإطلاق هذه السيارة، قرار استراتيجي، بسبب الطلب المتزايد عليها في منطقة الخليج بشكل عام وفي الإمارات والسعودية وقطر بشكل خاص. تريد الشركة أن تتوسّع إلى هذه الأسواق، لكن مارديل لا يستبعد التوسّع إلى أي مكان آخر في العالم، خصوصاً أن السيارة تجمع صفات سيارات السباقات، والشكل الجميل، ويمكن قيادتها أينما كان.
مقالات أخرى
دبي تقترب من أن تكون "المدينة الأذكى في العالم"
روائع الطبيعة في أبوظبي
إلا أن هذا التفاؤل لدى المؤسسين لم يكن من دون مواجهة بعض التحديات، التي يعتبر مارديل أبرزها "غياب بنية سلسلة التوريد في الإمارات"، يقول: "نحن نبني كل شيء من الصفر، مع غياب صناعة محلية للسيارات". لافتاً إلى أن "الجانب التقني كان سهلاً نسبياً بسبب فريق من المصممين والمهندسين، الذين يتمتعون بخبرة واسعة، لكن هل تنجح وهل يشتريها الزبائن؟ هذا سؤال المليون دولار الدائم".
علماً أن صناعة السيارة تشهد اهتماماً متزايداً في الإمارات، ولم يستبعد مارديل ظهور العديد من اللاعبين الجدد، الذين يستهدفون أسواق سيارات محددة Niche markets. مشيراً إلى أن "هناك دائماً فسحة للاعبين آخرين، ما دامت مشاريعهم من جهة الأعمال والمقترحات التقنية سليمة". لكنه استبعد تطوّر صناعة السيارات التقليدية المحلية، بسبب غياب المهارات والمواهب، مواهب محلية يريدها في قلب فلسفة زاروق، إذ رأى أن "نجاح المشروع يعتمد على المزيج المناسب من الوافدين الأجانب والمواطنين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع