النجم الليبيري جورج وياه ترشح لرئاسة الجمهورية عام 2006
تقتصر حياة لاعبي كرة القدم المصنفين ضمن فئة الـ "سوبر ستار" بعد الاعتزال ضمن ثلاث فئات، الأولى بالذهاب إلى عالم التدريب واستكمال المسيرة المشوقة في الملاعب، الثانية بالابتعاد عن هدير الجماهير والتوجه إلى العمل الإعلامي، أما الثالثة فهي عطلة طويلة الأمد، يختارها من يريد أن ينعـم بـهدوء حرمه منه صخب كرة القدم وضجيجها. قليلون هم من اختاروا طريقاً أصعب من المستطيل الأخضر، وفضلوا استبدال الجري خلف الكرة، بالمشي في كواليس الوزارات، و الانخراط في السلك السياسي.
يذخر التاريخ الكروي - السياسي بعدد لا بأس به من النجوم الذين تحولوا من لاعبين أو مدربين لامعين، إلى سياسيين، وبعضهم من أكمل مسيرة النجاح الكروية بأخرى سياسية، فيما البعض الآخر فشل في ترك بصمة مماثلة لتلك التي وضعها في أذهان عشاق الساحرة المستديرة.
يتصدر اسم الجوهرة السوداء بيليه Pele قائمة أشهر الأسماء الرياضية التي تحولت إلى الممارسة السياسية، وعلى الرغم من أن وزارة الرياضة ليست بذلك المنصب السياسي البعيد عن كرة القدم، إلا أنها تحتاج لعمل دؤوب وخبرة كبيرة شأنها شأن أي منصب سياسي - إداري آخر، وهو الأمر الذي لم يستطع بيليه الالتزام به سوى ثلاث سنوات عندما اخترعت البرازيل منصب "وزير الرياضة" لأجله خصيصاً عام 1995، قبل أن تقوم بإلغائه عام 1998 عبر دمجه بوزارة التعليم، بعد انتهاء مهمة بيليه وتفرغه للعمل كسفير فوق العادة للفيفا خصوصاً ولكرة القدم عموماً.
الهداف روماريو Romário، اسم برازيلي آخر ترك بصمة سياسية مثيرة للجدل في عالم السياسة، حيث انتخب عضواً في البرلمان البرازيلي عام 2010 ووضع على عاتقه محاربة الفساد في الاتحاد البرازيلي والفيفا، منحازاً إلى جانب الفقراء الذين عانوا جراء سعي البرازيل لإرضاء متطلبات الفيفا بالإنفاق على المرافق والتجهيزات المونديالية. روماريو الذي أصبح محط أنظار عدة أحزاب تريد استثمار شعبيته في الانتخابات المقبلة، يسعى في الوقت الحالي للانضمام إلى حزب يسمح له بالترشح إلى منصب عمدة ريو دي جانيرو عام 2016.
بهدف هو الأسرع في تاريخ كأس العالم، سجله في مرمى كوريا الجنوبية، نقش هاكان سوكور Hakan Şükür اسمه بحروف ذهبية في تاريخ الكرة التركية، ليستغل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان Recep Tayyip Erdoğan حبه للكرة ولسوكور خصيصاً، بضمه إلى حزب الحرية والعدالة، قبل أن يغادره سوكور مؤخراً على خلفية الأزمة السياسية التي شهدتها تركيا، علماً أن النجم تعرض خلال فترة نشاطه السياسي إلى انتقادات حادة من قبل المعارضة التركية بسبب امتناعه عن حضور جلسات البرلمان متذرعاً بحجج واهية.
في إفريقيا، لم تشفع الكرة الذهبية التي كان ولا زال النجم الليبيري جورج وياه George Weah اللاعب الافريقي الوحيد الذين فاز بها عندما لعب في صفوف الميلان، لتضمن له الفوز بالانتخابات الرئاسية في بلاده. الهداف الأسمر الذي خسر الجولة الأخيرة من الانتخابات أمام منافسته إلن سيرليف Ellen Sirleaf، لا يزال اسماً لامعاً ورمزاً سياسياً وإنسانياً في بلاده. نجم آخر من نجوم الميلان تحول إلى ميادين السياسة، وهو الأوكراني أندريه شيفشينكو Andriy Shevchenko الذي حاول الحصول على عضوية البرلمان الأوكراني، إلا أنه فشل إلى جانب الحزب الذي انضم إليه، وعلى العكس تماماً، فإن مدرب المنتخب الأوكراني السابق أوليغ بلوخين Oleh Blokhin حقق ما عجز عنه شفشينكو، وحظي بمقعد في البرلمان الأوكراني ممثلاً عن الحزب الشيوعي.
العملاق الإيطالي ميلان، يأبى إلا أن يصبح أكثر الفرق الرياضية تصديراً للسياسيين، فبعد اعتزال مدافعه الجورجي كاخا كالادزه Kakha Kaladze كرة القدم، أصبح وزيراً للطاقة في حكومة بلاده، بالإضافة إلى كونه نائباً في البرلمان، وهو النجم الذي توج بلقب دوري أبطال أوروبا مع الفريق الإيطالي عام 2003.
صاحب الشعر الأشهر في العالم الكولومبي كارلوس فالديراما Carlos Valderrama، وبعد أكثر من عشر سنوات من اعتزاله، قرر أن يخوض المعترك السياسي، فترشح لعضوية مجلس الشيوخ الكولومبي ممثلاً عن الحزب الحاكم الذي يقوده مانويل سانتوس Manuel Santos، وفاز بعضوية المجلس العام الماضي.
أصر إيريك كانتونا Eric Cantona على إثارة الجدل كما اعتاد في ملاعب الكرة الانكليزية عندما كان نجم مانشستر يونايتد Manchester United الأوحد. اللاعب المشاغب والممثل الذي قام ببعض التجارب في هوليوود، حاول قبل عامين الترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية، وهو أمر تطلب منه الحصول على دعم 500 مسؤول منتخب، إلا أنه فشل في ذلك.
إلى جانب كل ما تحمله من شغف و متعة، تؤكد كرة القدم أنها ليست مجرد "لعبة"، فمع الكثير من الأضواء التي تحيط بنجومها، استطاع العديد منهم استغلالها لدخول عالم شهرة أكثر صعوبة، ومع عدد من الوزراء والبرلمانيين، ومحاولتين فاشلتين للوصول إلى الرئاسة، يبدو أن عشاق الرياضة الأكثر شعبية في العالم لن ينتظروا كثيراً حتى يروا أفضل نجومهم رؤساء لبلادهم يوماً ما.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع