عاصفة من ردود الفعل التي لم تهدأ بعد، أطلقها دونالد ترامب الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين دعا إلى حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، بعد أيام من إطلاق نار دامٍ في كاليفورنيا، في السابع من ديسمبر الجاري.
دعوة ترامب، التي لاقت ترحيباً من أنصاره، أثارت جدلاً واسعاً عربياً ودولياً، وكان لها تبعات عدة عليه شخصياً. إذ قررت سلسلة محالّ لايفستايل التجارية، الواسعة الانتشار في الخليج، إزالة منتجات "ترامب هوم" من متاجرها في الإمارات والكويت والسعودية وقطر، وإلغاء العقد الذي كان موقّعاً بينها وبينه.عالمياً، انتقد البيت الأبيض تصريحاته كذلك فعل سياسيون دوليون بينما وقّع مئات الآلاف في بريطانيا، عريضة تطالب بمنع ترامب من دخول أراضي المملكة المتحدة بعد تصريحاته التي وصفت بأنها "عنصرية".
ليست المرة الأولى التي يطلق فيها أحد السياسيين تصريحاً يعتبر عنصرياً تجاه العرب أوالمسلمين أو اللاجئين، وربما لن تكون الأخيرة. فظاهرة الإسلاموفوبيا في تصاعد مستمر، ويبدو أننا سنشهد على حملات كثيرة مشابهة في المرحلة المقبلة.
Tony Abbott
"على الغرب إعلان تفوقه على الإسلام"
في مقال نشرته صحيفة The Daily Telegraph كتب رئيس وزراء أستراليا السابق طوني أبوت، تعليقات تنتقد الإسلام كديانة. في مقاله دعا أبوت الديانة الإسلامية إلى التحديث، معتبراً أن على الغرب الاستعداد "لإعلان التفوق الواضح لثقافتنا على ثقافة تبرر قتل الناس باسم الله"، قاصداً بذلك ثقافة المسلمين. كما قال أبوت في مقاله، الذي نشر في 9 ديسمبر الجاري، إنه "لا يمكننا الاستمرار في إنكار المشكلة الكبرى في الإسلام. الإسلام لم يعرف يوماً نسخته من الإصلاح والأنوار، ليقبل بعد ذلك بالتعددية والفصل بين الكنيسة والدولة". وأشار أيضاً إلى أن "استطلاعات الرأي أظهرت أن 30% من المسلمين البريطانيين والفرنسيين مع أهداف، إن لم نقل، نهج تنظيم الدولة الإسلامية".
أثار هذا المقال بعض ردود الفعل، خصوصاً بين السياسيين الأستراليين. فقد صرّح رئيس الوزراء الأسترالي الحالي مالكوم ترنبول أن "الغالبية العظمى من المسلمين تعارض التطرف". وقال: ""ما يجب علينا ألا نفعله وأنا واثق أن توني أبوت موافق على ذلك، هو القيام بلعبة أعدائنا والسعي إلى تحميل كل المسلمين جرائم بعضهم".
Geert Wilders
"لو كان القرار في يدي لأغلقت الحدود في وجه الغزو الإسلامي"
لطالما عرف عن السياسي والنائب الهولندي جيرت فيلدرز عداؤه للمسلمين، هو اليميني المتطرف، الذي لا يفوّت فرصة لانتقاد الإسلام. ففي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية في نوفمبر الماضي، قال: "لو كان القرار في يدي لأغلقت الحدود في وجه الغزو الإسلامي"، في إشارة إلى توافد اللاجئين إلى هولندا. كما قال سابقاً، في ما يخص موضوع تدفق اللاجئين إلى بلاده، خلال جلسة للبرلمان الهولندي: "حشود من الشباب الملتحين في العشرين من العمر تهتف الله أكبر في كل أنحاء أوروبا. إنه غزو يهدد رخاءنا وأمننا وثقافتنا وهويتنا".
وفي عام 2007 أرسل مقالاً لصحيفة De Volkskrant الهولندية، وصف فيه القرآن بأنه كتاب فاشيٌ يجب حظره مثل كتاب كفاحي لأدولف هتلر. وأنتج فيلماً عام 2008 يتضمن محاولات للربط بين القرآن والعنف، ما دفع محكمة هولندية إلى المضي قدُماً في محاكمته بتهمة الحض على الكراهية والتمييز ضدّ المسلمين.
Ben Carson
"منع الإرهابيين المحتملين من اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة، أقرب إلى التعامل مع كلب مصاب بداء الكلب"
المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية بن كارسون لم يختلف كثيراً عن زميله دونالد ترامب، بعد أن أعلن في نوفمبر الماضي، أن "منع الإرهابيين المحتملين من اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة، أقرب إلى التعامل مع كلب مصاب بداء الكلب". وأضاف "إذا كان هناك كلب مسعور في الحي، فلن ترى فيه خيراً على الأرجح، وستبعد أولادك عن طريقه، لكن ذلك لا يعني أنك تكره الكلاب". كما دعا إلى "اعتماد آليات تدقيق لتمييز الكلاب المسعورة".
بعد هذا التصريح، الذي أثار ردود فعل رافضة لخطابه المعادي للمسلمين، زار بن كارسون في نهاية شهر نوفمبر، أي بعد أيام على تصريحه، مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يقع في الأردن. زيارة أثارت جدلاً آخر حول الموضوع نفسه، بعد أن صرّح المرشّح الرئاسي، في مقابلات تلفزيونية من المخيم، بأنه وجد اللاجئين يعيشون في منشآت ظريفة، وعليهم إما البقاء فيها أو العودة إلى بلادهم بدل الذهاب إلى أميركا.
Miloš Zeman
"سنخضع للشريعة الإسلامية التي ترجم الزوجات وتقطع أيدي المجرمين"
في أوكتوبر الماضي، واجه الرئيس التشيكي ميلوس زيمان انتقادات واسعة في بلاده وخارجها بسبب اتهامه اللاجئين المسلمين بعدم الالتزام بالقوانين، وقال: "سنخضع للشريعة الإسلامية التي ترجم الزوجات وتقطع أيدي المجرمين"، مضيفاً "لا أتخيل أن أرى مسلمة ترتدي البرقع (النقاب)". وزير حقوق الإنسان التشيكي علّق على تصريح الرئيس، معتبراً أنه "مقزز وغير مسؤول"، كما قالت إيفا دوهنالوفا، من اتحاد المنظمات غير الحكومية لمساعدة اللاجئين: "زيمان غير قادر على مناقشة قضية اللاجئين بشكل مثقف وبنّاء". واعتبرت أن مثل هذه التصريحات "تضرّ بسمعة جمهورية التشيك في الخارج".
Marine Le Pen
"صلاة المسلمين في الشوارع احتلال" شبيه بالاحتلال النازي لفرنسا
مثلت زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان في أوكتوبر الماضي، أمام المحكمة في ليون بتهمة التحريض على الكراهية، بعد أن وصفت صلاة المسلمين في شوارع فرنسا، بسبب نقص المساجد، بالاحتلال النازي لبلدها.
لوبان معروفة بكراهيتها للمسلمين والهجرة، فلم يكن هذا تصريحها الوحيد، الذي اعتبر مسيئاً للمسلمين والعرب. إلا أن هذا التصريح، الذي أدلت به عام 2010 وخضعت بعده للتحقيق، وجردت من الحصانة البرلمانية الأوروبية عام 2013 على أثره، كان سبباً في ذهابها إلى المحكمة.
من بين تصريحاتها المعادية للمهاجرين المسلمين في بلادها، برز أيضاً إعلانها في أبريل الماضي، أن حزبها سيمنع المدارس من تقديم وجبات غذاء مخصصة للطلاب المسلمين في المدن التي فاز فيها في الانتخابات البلدية. وبدأ فعلاً تنفيذ القرار في المدارس فأصبحت المعادلة الوحيدة أمام التلاميذ هي أن يأكلوا لحم الخنزير، أو عدم تناول طعام الغداء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع