12 عاماً مرت على تأسيس حزب العدالة والتنمية، وبزوغ نجم رجب طيب أردوغان، منذ تسلمه رئاسة وزراء البلاد عام 2003، إلى تسلمه رئاسة البلاد في أغسطس 2014، بنسبة أصوات بلغت 51 %. تنوع خلال هذه الفترة معارضو الرئيس التركي، وشملت كتاباً وفنانين ولاعبي كرة قدم، وصولاً لرسامي الكاريكاتور. فسياسة أردوغان مع معارضيه أدت إلى زيادتهم على نحو كبير، نرصد معكم 5 مشاهير أعلنوا عداءهم لأردوغان.
إليف شافاق
صاحب سياسة عدوانية"، "ليس محايداً"، "يستخدم لغة استقطابية"، "مفجر وتيرة العنف في البلاد ومستغلها"، وأخيراً: "أكثر سياسي تركي مفرق للناس". هذا أبرز ما قالته المؤلفة التركية إليف شافاق عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لتأتي في قمة الروائيين الأتراك انتقاداً للسلطة.وكان آخر تصريحات شافاق في شأن أردوغان وحزبه هو حديثها لمجلة " La Repubblica" الإيطالية، وتعليقها على نتائج انتخابات الأول من نوفمبر التي نجح فيها، وحصل على الغالبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة بمفرده. وقالت: "البلاد تعاني كثيراً من سياسة أردوغان العدوانية، فليكفّ عما يمارسه، لن نقبل أبداً سياسته القمعية ضد وسائل الإعلام المعارضة، فكل من يكتب رأيه بحرية يصنف كعدو داخلي".
وأضافت شافاق بحسب موقع "ديكان" التركي الإخباري: "لقد فقد معظم كتاب وصحافيو المعارضة وظائفهم، بل تمت محاكمتهم على أرائهم السياسية، حتى أن بلادنا باتت تحاكم كل من يرسم كاريكاتيراً أو ينشر تغريدة معارضة". وأشارت إلى أن "فوز العدالة والتنمية المفاجىء، مثل ضربة قوية لكل أحزاب المعارضة، حتى أنني بدأت أشعر بأننا في منفى، فنصف الشعب يشعر بالوحدة والإحباط".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها شافاق الرئيس التركي، إذ سبق أن قالت في مقال لصحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية إن "أردوغان ليس رئيساً محايداً، وهو من أفشل كل الجهود لتشكيل حكومة ائتلافية تحكم البلاد، لرغبته في تدشين نظام رئاسي يوسّع نفوذه"، مشيرةً إلى أن "عدد المحبطين من سلطوية أردوغان في تزايد مستمر".
ومن ضمن رواياتها العديدة التي نشرتها، يشار إلى أن رواية "لقيطة إسطنبول" كانت الأكثر إثارة للجدل، وقد تعرضت للمساءلة القانونية بسببها، ووجّهت إليها تهمة "إهانة الذات التركية"، لكن تم إسقاط الحكم عليها.
في "لقيطة اسطنبول" واجهت الكاتبة الشعب التركي بماضيه، وحقيقة تورط أجداده العثمانيين في مقتل أكثر من مليون أرمني عام 1915. فضلاً عن تناولها حالة التيه المستمر للمواطن التركي، فهو ليس شرقياً ولا غربياً، ولم يتمكن من التخلص من ماضيه، ولم يستطع مجاراة الغرب ليصبح منه. ثم تنتقل لحالة القمع الممارس على وسائل الإعلام المعارضة من قبل الحزب الحاكم خصوصاً أردوغان.
بيرين سأت
بابتسامة مشرقة، ظهرت النجمة التركية بيرين سآت، المشهورة بـ"سمر" في عالمنا العربي، أثناء إدلائها بصوتها في الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي. ذلك المشهد لم يتكرر في الانتخابات التي جرت في نوفمبر الجاري. لم توجه سآت نقداً مباشراً لأردوغان أو الحزب الحاكم، حتى أنها لم تعلن صراحة دعمها لحزب الشعوب الديمقراطية ذي الغالبية الكردية، لكن تعليقاتها على الأحداث الجارية في تركيا، ينم عن آراء سياسية معارضة جداً للحكومة، ودعم واضح للحزب الكردي.
في البداية عارضت سآت العنف الموجه ضد مسيرات المثليين خلال الاحتفالات بـ"أسبوع الفخر"، وكتبت على صفحتها الرسمية على انستغرام Instagram، التي تتخطى المليون متابع: "علينا أن نأخذ نفساً عميقاً، ونقارن بين ما تشهده تركيا والبلدان الأخرى في مثل هذا الأسبوع، عليك أن تقف وتنظر من الخارج إلى المشهد كاملاً، قبل أن تقول إن بلدك ديمقراطية، عليك رؤية بلدك الهاضمة للحريات، لقد باتت الأخبار المتعلقة بالعنف الموجه ضد المتظاهرين تخجلنا".
وبحسب ما نقل موقع "ميتروسفار" التركي، فإن سآت، التي لم تفوت فرصة ولا حدثاً سياسياً أو اجتماعياً يشغل الرأي العام من دون التعليق عليه، قالت عن جرائم العنف الموجه ضد المرأة: "المرأة ليس من حقها الحياة في بلادنا، نطالب بتوقيع عقوبة المؤبد على مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة، فلا يوجد مقايضة على هذا".
أما أكثر التعليقات التي فتحت النار على سآت، والتي أعلنت فيها ضمنياً دعمها لحزب الشعوب الديمقراطية على حساب الحزب الحاكم، هو تصريحها الذي قالت فيه: "لقد أحرقوا سائق الحافلة التابعة لحزب الشعوب الديمقراطية، دوماً دوماً تقول الإرهاب، حتى أصبح الشعب إرهابياً، كيف صنعت كل هذا الكره؟ هذه مجرد سياسة انتخابات، سوف تتم محاسبتكم في الدنيا الأخرى التي تخافون منها كثيراً، على مسؤولية دماء الأطفال والصحافيين والسائقين المهدورة".
وفي حين وجدت سآت من يساندها، قرر البعض وعلى رأسهم الصحف الموالية للحكومة وصفها بـ"داعمة الإرهاب الخائنة للبلاد"، نتيجة نقدها الدائم للحزب الحاكم، ودعمها لحزب الشعوب الديمقراطي، المعروف بأنه الذراع التركية لحزب العمال الكردستاني، المصنف "إرهابياً" في تركيا.
أورهان باموق
يعد أورهان باموق من أشهر الكتاب الأتراك المغضوب عليهم من السلطة، هو الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 2006، والذي اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاستبداد، وقمع الحريات، ونقل حرية التعبير في البلاد للحضيض.
قال باموق إنه يشعر بالقلق تجاه سياسة أردوغان الاستبدادية، لأن أردوغان الغاضب من نتائج انتخابات السابع من يونيو، قرر إدخال البلاد مرة أخرى في انتخابات مبكرة، لفشله في كسب أصوات الأكراد، مقحماً البلاد في حالة اضطراب وحرب، بحسب ما نقلت صحيفة "بيرجون" المعارضة.
وأشار الكاتب إلى العلاقة الشائكة لأردوغان مع تنظيم "داعش"، فقال: "لقد فهم الشعب مخطط أردوغان جيداً، ففي البداية لم يرد المشاركة في التحالف الدولي لضرب داعش، ولكن فجأة سمح للأمريكيين باستخدام بلاده لضرب داعش، وفي الوقت نفسه بدأ بضرب الأكراد". وأضاف: "الناس أصبحت في حيرة ودهشة، فكيف نكون في مفاوضات سلام، ونجد أنفسنا في حرب مع الأكراد وداعش في آن واحد، إنني حقاً أشعر بالقلق لأن أردوغان يريد حكم البلاد بمفرده مهما حدث، ومهما كانت النتائج، فهو لا يريد مشاركة السلطة مع أحد".
ووفقاً لما نقلت صحيفة "زمان" المعارضة، فإن باموق سبق أن اتهم حزب العدالة والتنمية باهتمامهم بجني الأموال، أكثر من اهتمامهم بالدين، مشيراً إلى استخدامهم كلمة الإسلام لتزيين خطبهم. وقد كانت تصريحات باموق خلال عام 2003، الخاصة بمقتل مليون أرمني و30000 كردي في تركيا، بداية لفتح النار عليه من قبل الأحزاب الإسلامية والقومية، تلك النار التي امتدت لسنوات ووصلت إلى درجة تهديده بالقتل، ليقرر الفرار إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتمت ملاحقته قضائياً بتهمة "إهانة الهوية التركية"، واتهم بالانضمام إلى "لوبي الأدب العالمي"، الخاص بتجنيد المنظمات الغربية للأدباء لانتقاد حكومتهم.
فاتح أكين
كانت الرسالة التي أرسلها المخرج التركي فاتج أكين، للرئيس التركي السابق عبد الله غول، أصدق دليل على رفضه سياسة أردوغان "القمعية والبعيدة كل البعد عن المبادىء الديمقراطية". فخلال تظاهرات جيزي بارك عام 2013، كتب أكين لغول رسالة قال فيها: "سيدي الرئيس، أصيب المئات نتيجة العنف المفرط لقوات الأمن، أصيب طفل في الـ14 عاماً من عمره بنزيف في المخ نتيجة الغازات والرصاص الحي، سيدي الرئيس تم اعتقال الأطباء المتطوعين لعلاج المصابين على أنهم إرهابيون، حتى أنه جرى اعتقال المحامين المدافعين عن حقوق المتظاهرين".
وجاء في الرسالة التي نشرها موقع "صنديقا 7" الإخباري التركي: "سيدي الرئيس، الشرطة تستخدم أطناناً من الغازات والرصاص من دون تمييز، وأنتم صامتون، أليس من حق الشعب أن يفهم ما يحدث الآن، وما تفعلوه أنتم وحزبكم الذي دافع قبل 10 سنوات عن مبادىء الحرية والديمقراطية".
مقالات أخرى
تجارب ثقافية سورية بارزة في اسطنبول
قصص المعتقلين تعسّفاً في سجن مطار إسطنبول الدولي
علماً أن فيلم "THE CUT" الصادر عام 2014 لمخرجه أكين، الذي ينحدر من أصول تابعة لحزب الحركة القومية المعارض، كان ضمن الحرب غير المعلنة بينه وبين الحكومة التركية، إذ تناول الفيلم المجازر التي تعرض لها الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى على يد العثمانيين، في الوقت الذي علت تصريحات الحكومة ورفضت الإقرار بارتكابها.
وافتتح مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي، بالفيلم نفسه، وهذا ما اعتبره حينذاك سياسيون وكتّاب "صفعة مصرية" على وجه أردوغان بسبب سياساته العدائية ورفضه للنظام المصري.
هاقان شوكور
في البداية جمعت لاعب كرة القدم التركي المعتزل هاقان شوكور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علاقة قوية جداً، أسفرت عن انضمام شوكور إلى صفوف الحزب الحاكم، وترشحه عن الحزب في الانتخابات البرلمانية عام 2011.
إلا أن الوضع لم يبق هكذا طويلاً، إذ قرر شوكور الاستقالة من صفوف الحزب أواخر عام 2013، بسبب قوانين سنّها ضد الداعية الإسلامي المعارض فتح الله غولن، وفضائح الفساد والرشوة التي تورط فيها أردوغان ونجله، ومنذ ذلك الحين بدأت حرب معلنة بين شوكور وأردوغان.
وتعرّض "الملك" كما يطلق عليه الأتراك، عقب هذه التغريدة لمنع إذاعة أهدافه على التلفزيون التركي الرسمي خلال أسبوع "المباريات القومية" في أكتوبر الماضي، كما تعرض للمساءلة القانونية في الشهر نفسه، بتهمة إهانة الرئيس التركي، من خلال تغريدات على صفحته الرسمية على Twitter.
يشار إلى أن شوكور كان من أبرز المعارضين لترشيح أردوغان لرئاسة البلاد، وعبّر عن ذلك في تغريدة، قال فيها "مرشح رئاسي يستغل الدين، مرشح رئاسي يمنع الحديث عن الرشوة والسرقة في المساجد، مرشح رئاسي ينشر الكراهية بدلاً من احتضان الشعب بالحب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع