شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
صورة العربي بعيون أبناء الأناضول

صورة العربي بعيون أبناء الأناضول

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 6 ديسمبر 201703:42 م

تتأسس نظرة العربي إلى الأتراك على ما يشاهده في المسلسلات التركية التي نجحت في طرق أبواب كل منزل عربي. يذهب العربي إلى تركيا آملاً اللقاء بنور من هنا أو بمراد من هناك. ولكن كيف ينظر التركي للعرب؟

رصيف22 طرح مجموعة من الأسئلة على مواطنين أتراك وعاد بأجوبة مثيرة للاهتمام.

لن يصعب على أي زائر لشارع الاستقلال أو منطقة الأكسراي في اسطنبول، أن يلاحظ الهجمة السياحية التي يشنها العرب على المدينة. فالفواتير في مراكز التسوق والمطاعم تسجل أرقاماً لم تكن لتحلم بها لولا زيارة العرب.

كيف ينظر المواطن التركي للعرب؟

سألنا بعض الطلاب في جامعة اسطنبول: "ماذا تمثل كلمة عربي بالنسبة إليك؟".

كان جواب أوزقي (22 عاماً)، الطالبة في قسم الإلهيات: "العرب هم أهل الرسالة النبوية وأتمنى زيارة مكة لأداء فريضة الحج وأرغب في تعلم لغة القرآن الكريم".

وقال ألكار (28 عاماً)، وهو مساعد باحث وأستاذ في قسم الاقتصاد: "إن العرب تعاونوا مع الإنجليز وخانوا الأتراك في السابق وسيخونونهم في المستقبل لأن الخيانة جزء من تكوينهم".

وردّت مارفي (24 عاماً)، الطالبة في كلية الآداب، قسم اللغة انجليزية: "العرب والأتراك إخوة والإسلام هو رابطهم الأساسي ولن يطول الزمن حتى نقطف ثمار التعاون بين المسلمين ليعود الإسلام قوة مؤثرة في العالم".

وتلقّى مهمت (24 عاماً)، الطالب في كلية الاقتصاد، السؤال بطريقة فكاهية وتحدث عن نظرة العرب الى المرأة. قال: "أريد أن يكون لي حريم كما للعرب". وقال عن شكل العربي: " إنه أدكن البشرة وشعره مجعد" وأضاف أنه سيشعر بالقرف إذا اضطر إلى تناول الطعام من الطبق نفسه مع عربي "لأن العرب لا يستخدمون الملاعق ويأكلون بأيديهم".

ما هي الدول العربية في نظر الأتراك؟

يجهل الأتراك الخريطة الجغرافية للدول العربية. طلبنا من أمل (35 عاماً، ممرضة) أن تذكر لنا الدول العربية التي تعرفها. فأجابت: "السعودية، ودبي، وليبيا، وسوريا". أما أوزقور (24 عاماً) وهو طالب جامعي فقد أجاب: "ليبيا، ومصر، ودبي، وقطر، والسعودية، والكويت". لم يأت أحد من المستفتين على ذكر السودان أو دول المغرب العربي.

يتعاطف الشعب التركي كثيراً مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني. ومن غير المستغرب أن نجد علم فلسطين أو صوراً من القدس معلّقة في هذا الدكان أو على تلك الناصية. ولا تكاد تمر مناسبة إلا يتم ذكر القضية الفلسطينية ومدى الظلم الواقع على الفلسطينين، ولكن هل فلسطين عربية في نظر الأتراك؟

توجهنا بالسؤال عن اللغة التي يتحدث بها الفلسطينيون إلى السيدة قولشان، وهي ربة منزل أربعينية، فكانت إجابتها حاسمة: "إنهم بالطبع يتحدثون الفلسطينية". الجواب نفسه كرّره بضعة أشخاص تراوح أعمارهم بين 20- 40 عاماً مع فرق أن بعضهم أضاف في إجابته اللغة الانجليزية إلى جانب الفلسطينية. ليس كلّ الأتراك يجهلون الإجابة الصحيحة. فعثمان (26 عاماً) وهو بائع خبز متجول، وعلي (23 عاماً)، وهو محاسب في مطعم، وغيرهما أجابوا بأن اللغة العربية هي لغة أهل فلسطين.

كيف ينظر الأتراك إلى زبائنهم العرب؟

في المدة الأخيرة، تعيش تركيا حالة غير مسبوقة إذ اجتاح المنتج التركي الكثير من بيوت جاراتها محققاً سمعة جيدة. فبدءاً بالألبسة والأغذية وانتهاء بالماكينات الكبيرة، تنافس الأناضول بعض الدول المتقدمة والصناعية، وقد احتلت منتجاتها حيزاً لا بأس به من المبادلات في الأسواق العربية.

ذهبنا إلى أمري (35 عاماً)، وهو عامل في دكان لبيع الحلوى التركية في السوق المصرية في اسطنبول ويتحدث العربية بشكل معقول جداً، وسألناه: "ما رأيك في العرب؟".

بعد حديثه عن أصوله العربية كون جدّه يتحدر من مدينة مردين الواقعة في لواء الاسكندرون، أجاب: "العرب هم أهلي وأجدادي ولكن بعض السائحين يتصرفون بطرق سيئة. وغالباً ما يكون الزبائن العرب مُتعبين إذ يتذوّقون من متجري ويشترون من متجر جاري. وهذا ليس سلوكاً حسناً".

وسألنا السيد توقاي (40 عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع الملبوسات الجلدية، عن مقدار مشتريات السائح العربي، فقال: "عند استقبال مشترٍ عربي أشعر بالسعادة فذلك يعني أنني لن أحتاج إلى إكمال نهاري في العمل. فالربح الذي سأجنيه منه كافٍ".

وعن السؤال نفسه، أجابت مارفي (23 عاماً)، وهي مندوبة مبيعات في أحد المتاجر: "الزبون العربي متطلّب جداً. في بعض الأحيان نضطر إلى تخصيص موظف للاهتمام به حصراً مدة ساعتين أو أكثر. ولكن ذلك لا يضمن حصول الموظف على أيّة إكرامية".

لا شك أن نظرة المواطن التركي للعربي تخلو من الحياد، إذ لم ينسَ الكثيرون أن العرب قاموا بثورة عليهم في بدايات القرن الماضي. وفي تفاعل الأتراك مع العرب، يمكن ملاحظة نظرة تتسم بالتعالي اللاإرادي على العرب.

نشر هذا الموضوع على الموقع في 06.01.2015

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image