الكثيرون يحبون الفن، والكثيرون أيضاً يحبون الأزياء وآخر صيحات الموضة. فماذا لو اجتمع الاثنان معاً كما في مشروع الأختين العلوي من البحرين، اللتين فكّرتا في طباعة لوحات فنية لفنانات وفنانين من العالم العربي على أوشحة أنيقة تتحول بدورها قطعاً فنية.
أسست الأختان ندى ونور العلوي العلامة التجارية "الندى" في سبتمبر 2011. تتحدث ندى العلوي عن اكتشافها للفن أثناء أخذها دروساً في الرسم مع الفنان البحريني عباس الموسوي، تقول: "غمرني شعور بالسعادة والجمال، ورأيت كيف أن الفن بدأ يؤثر على مزاجي ومسير يومي، ومع دخول هذا العالم والتعرف أكثر إلى مزيد من الفنانين، اكتشفت أنه عالم جميل ومريح وبعيد عن المآسي التي يحفل بها العالم". تضيف: "من هنا جاءت فكرة جعل الفن جزءاً مهمّاً في حياتنا اليومية، خصوصاً أن الفن العربي، رغم جماله وتنوعه، لم ينل بعد الانتشار الذي يستحقه". أطلقت الأختان مشروع "الندى" وتولّت ندى الجانب الفني والإبداعي منه، في حين تولّت نور جانب اللوجستيات. من أبرز أهداف المشروع، بحسب العلوي، توصيل الفن إلى كل أوساط المجتمع عبر بوابة الأزياء، فلا يعود يقتصر على طبقة معينة من الناس. "خلقنا مدخلاً للفن عبر تحويله قطعةً فنية بإمكان الزبائن الوصول إليها بسهولة". بدأت الأختان بطباعة عدد من اللوحات الفنية للفنان البحريني عباس الموسوي على أوشحة مربعة بحجم 90x90 وقد استوحته ندى العلوي من حجم العلامة التجارية Hermès التي تحبها، أما اليوم، فهناك أحجام مختلفة وأقمشة متنوعة من الحرير والقطن والكشمير. تقول العلوي: "مع الوقت، تبدأ المرأة في اختيار الأقمشة التي تريحها، وتشعرها بالجمال، تصبح أكثر انتقائية للأقمشة التي تقتنيها، لذا نستخدم أقمشة مختلفة طبيعية مثل الحرير والقطن والكشمير". دشنت العلامة التجارية أيضاً أكسسوارات للأوشحة، ومنتجات مخصّصة للرجال مثل مربّعات الجيوب. تقول ندى العلوي: "الموضة الرجالية انفتحت اليوم أكثر. تحرر الرجال من الألوان الرسمية وأصبحت الألوان والفن جزءاً من لباس الرجال. من هذا المنطلق، نسعى إلى زيادة المنتجات التي يستطيع الجنسان ارتداءها". تؤكد العلوي أن الطباعة لا تقلل من قيمة العمل الفني بل ترفعها، خصوصاً إذا "ما كان مطبوعاً بذائقة فنية عالية وبطريقة أنيقة، تعطي العمل حقه". تشارك "الندى" اليوم في أسبوع باريس للموضة، وأسبوع دبي للموضة، كما تشارك في معرض الجواهر العربية كل عام. تعمل مع عدد من المحالّ التجارية التي تعرض منتجاتها المتوافرة أيضاً في بعض المتاحف والأسواق الحرة والمتاحف، ومتاجر الهدايا الثمينة. وقد أصدرت "الندى" كذلك كتاب "الفن هدية" لأنّ "الهدية أمر مهم في الثقافة العربية" كما تقول العلوي لرصيف22، "جميل أن نهدي إلى من يمثّلنا ويمثّل بيئتنا". يضمّ الكتاب التشكيلات التي أصدرها المشروع منذ انطلاقته وجميع اللوحات التي استوحِيَت منها الأوشحة. تقول العلوي: "نحن اليوم بحاجة إلى العودة إلى الذكريات الجميلة وإلى ذلك الزمن الذي كنا سعداء فيه. الوشاح الذي يحمل أبعاداً اجتماعية وفنية وتاريخية يعطي الشخص الذي يرتديه هذا الأحساس، وبعض الأوشحة مستوحاة من أغانٍ أو من أفلام قديمة وأشعار، وقصص طالما سمعناها". عن علاقة العلامة التجارية بالفنانين، تقول العلوي: "الفنانون الذين نتعاون معهم يقدرون عملنا، ويشعرون أنه يحمل تقديراً لأعمالهم الفنية، لا سيما أننا لا نغير من روح العمل الفني عندما نحوله وشاحاً، إلّا نادراً. نحرص على المحافظة على شكله وموازينه وكيفية عرضه". تضيف: "لا نطلب من الفنانين أن يرسموا لنا، ولكن نأخذ من أعمالهم التي كانت نتاج إحساس معين وقصة معينة تجذبنا". على موقع المشروعبروفايل لكل فنان يتم التعاون معه، مع عرض لكافة التشكيلات التي تستند على لوحات الفنان. عمل المشروع حتى الآن مع مجموعة من الفنانين البحرينيين منهم نبيلة الخير، مريم فخرو، عمر الرشيد، والخطاط حسن حيدر، كما فنانين عرب مثل الرسّام العراقي غسان محسن. يذكر أن أسعار الأوشحة والأكسسوارات التي تنتجها "الندى" تبدأ من 80 دولاراً وما فوق.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 10 ساعاتربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ يومينبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي