قد تكون صفة "القيادة" محفورة في جينات بعض النساء والرجال، إلا أن الأكيد أنها صفة تُصقل مع مرور الوقت لتحملنا إلى النجاح والقيادة في حياتنا المهنية أو الشخصية.
وإذا أردتم الغوص أكثر في المهارات والعوامل التي تسمح بتمكين المرأة ودفعها إلى الأمام، وإذا أردتم أن تكونوا محاطين بجمهور مؤلف من النساء بامتياز (باستثناء عدد قليل من الرجال)، فلا شك أن "قمة المرأة العربية في القيادة وقطاع الأعمال" بنسختها الثانية، التي انعقدت في 9 و10 من الشهر الجاري في دبي، كانت الموعد الذي لا يُفوّت.
كان الجمهور حصرياً من النساء، وكانت المنصة أيضاً مفتوحة لعدد منهن، إماراتيات، عربيات، وحتى غربيات، للبحث في قصص نجاح السيدة العربية، وتوفير الإرشاد والاستراتيجيات لتعزيز دورها وتنميته في المنطقة العربية.
مقالات أخرى
لولو الخازن باز وتجربة تأسيس موقع Nabbesh لتبادل المهارات
أغرب العادات المتعلقة بالمرأة في العالم العربي
يقول دانيش شايخ، نائب رئيس شركة "مايس كوشنت" Mice Quotient، المؤسسة المنظّمة للفعالية والمتخصصة في الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض: "عام 2013، قررّنا تنظيم فعالية خاصة بنساء المنطقة، لأن غالباً ما تواجه الكثير من الشركات تحديات كبيرة، حين تبحث عن توظيف المهارات المحلية. هي منصة جيدة لتشجيع المرأة من خلال دعوة نساء حققن الكثير في حياتهن للحضور والتحدث عن قصصهن وتجاربهن، ليشكّلن مصدر إلهام للسيدات من أجل تشجيعهن على الانضمام إلى القوى العاملة كما من أجل تشجيع النساء العاملات على أن يطمحن إلى مناصب قيادية".
المرأة الإماراتية... قدوة للمرأة العربية
لا شك أن تنظيم الفعالية في دبي، كان فرصة لتسليط الضوء على نجاحات عدد من السيدات الإماراتيات. بالإضافة إلى الكشف عن الجهود المبذولة على صعيد القيادة لتمكين المرأة من التقدم. وغاصت أميرة عبد الرحيم بن كرم، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، في تفاصيل هذه الجهود، فأكّدت أن "القوانين تحفظ حقوق المرأة، من تلك التي تحرص على أن يكون راتبها متوافقاً مع راتب الرجل، إلى تلك التي تحفظ لها حق إجازة الأمومة".
وشدّدت على أن "المرأة تضطلع بدور مهم في المجتمع، مقتبسة ما قاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبي: "أي مكان بلا امرأة، هو مكان بلا روح". فقد منح القادة الإماراتيون، بالنسبة إلى بن كرم، "صوتاً لنا"، حتى على صعيد الدولة. وذكرت أن "مجلس الوزراء وافق، عام 2008، على تعيين بضع نساء سفيرات". فكانت لانا نسيبة أول سفيرة لدول الإمارات لدى الأمم المتحدة عام 2013، بالإضافة إلى سفيرتين في إسبانيا ومنتينغرو.
لانا نسيبة، سفيرة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة عام 2013
ما هي عوامل النجاح؟
على الرغم من أن المرأة العربية بدأت تخطو، في بعض الدول، أولى خطواتها في مناصب القيادة والأعمال، لا تكشف الإحصاءات أن وضع المرأة في دول أخرى أفضل حالاً، لا سيما أن 22% فقط من المناصب القيادية في العالم هي من حصتها، في حين أن 32% من الشركات في العالم لا تضمّ امرأة في منصب متقدّم.
إحصاءات كشفتها د.عائشة عبدالله، الرئيسة التنفيذية لـكليات التقنية العليا في الإمارات. وأضافت أن "روسيا تضم أكبر عدد من النساء في مناصب القيادة (40%)، في حين أن اليابان لا تضمّ إلا 9%".
واتّفقت المتحدثات على أن أهم عامل للنجاح هو التعليم المتواصل لتطوير المهارات. كما فعلت مريم السويدي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والإصدار والبحوث في هيئة الأوراق المالية والسلع، التي كانت من أولى الإماراتيات اللواتي درسن الحقوق. وقالت: "لا بد أن لا ننسى أن اليوم الذي نتوقّف فيه عن التعلّم، هو اليوم الذي نموت فيه"، كما قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات.
وأكدت زينة سليمان، مديرة مشاركة في العلاقات المؤسساتية وشؤون الخريجيين في برنامج إنسياد للمعرفة أنه "لا بد أن نتحلّى دائماً بالفضول لنتعلّم شيئاً جديداً عن شخص أو ثقافة أو صناعة ما، لأن التعليم يحملنا إلى عامل ثانٍ مهم هو الثقة بالنفس".
كذلك شدّدت أمران بيبا، رئيسة قسم الموارد البشرية لمنطقة آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة "بيبسيكو"، على "أهمية العائلة في رحلة المرأة إلى القيادة، لأنّها تقدّم لها الدعم والتشجيع، والفرصة للتعلم". وأضافت أن "العائلة الثانية مهمة أيضاً، أي اختيار الزوج المناسب، ليكون السند والدعم". وأشارت إلى "أهمية المساعدة على أنواعها، لا سيما في ما يتعلّق بالمساعدة المنزلية أو رعاية الأطفال، التي يجب أن تكون في متناول اليد، على صعيد التكاليف أو وفرتها. ففي أستراليا رعاية الأطفال مكلفة جداً، ما يدفع النساء إلى التخلّي عن مناصبهنّ".
"العامل الأكيد والأهم هو بيئة العمل التي لا بدّ أن توفّر المساحة اللازمة لتقدّم المرأة، والتي لا بد أن توفّر لها مجموعة من الخيارات"، بحسب نيرة أمين، النائب التنفيذي لرئيس مجلس إدارة بنك بيريوس، القاهرة. وأشارت أمين إلى "ضرورة أن توفّر الشركة أو المؤسسة فرص التدريب لتطوير مهارات الموظفين، بالإضافة إلى الإرشاد والمرونة".
الثقة، المثابرة، الشفافية والنزاهة… صفات أخرى تُضاف إلى لائحة المهارات والعوامل التي تساعد المرأة على تسلّق سلّم القيادة والنجاح، على الرغم من أن عقبات كثيرة ما زالت تقف أمامها، مثل الفروق بين الجنسين، والأفكار السائدة في المجتمعات، التي ما زالت تعتقد أنّ "المرأة لا تستطيع تحقيق أو تأدية المهمات"، على حدّ قول سليمان.
وفي رأي أمين إن مكوّنات النجاح لا تعرف جنساً محدداً، رجلاً أو امرأة. وقالت: "محنا قعدنا على نفس مقاعد الجمعة". أما د. مريم مطر، المؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للأمراضالجينية فختمت: "إذا لم نُمكّن أنفسنا، فلا أحد سيفعل ذلك نيابة عنّا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 19 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين