بعد إخفاق الحكومة اللبنانية في إيجاد حلّ لأزمة النفايات التي حصلت بعد إغلاق مطمر النفايات الرئيسي في منطقة الناعمة في 18 يوليو الماضي، وانتهاء عقد شركة "سوكلين" Sukleen المسؤولة عن جمع النفايات، دعت مجموعة من الشباب تحت شعار"طلعت ريحكتم" إلى الاحتجاج في الشوارع رداً على تلكؤ الحكومة في هذا الخصوص.
فبدلاً من إيجاد الحلول الجذرية، بدأت الحكومة تطمر النفايات في نهر بيروت ومطمر سنّ الفيل وغيرهما. وهذا ما أطلق أول تظاهرة احتجاج في الثامن والعشرين من يوليو الماضي، جمعت حشداً من الشباب وسرعان ما انضم إليها آلاف اللبنانيين من مختلف الانتماءات والخلفيّات السياسية والطائفية، وتخطت المطالب ملف النفايات. وقد غصت بهم ساحتا الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة بيروت، السبت في 29 أغسطس. نقدم هنا خطاً زمنياً للتحركات، سوف يتم تحديثه تدريجياً.
28 يوليو 2015
اجتمع بضعة ناشطين في ساحة رياض الصلح، أمام مدخل السراي الحكومي، وحدثت مناوشات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، وانتهت بسرعة. لكن تمّ اعتقال أعضاء من المجموعة، من بينهم طارق الملاح وفراس بو زين الدين، فأثار ذلك غضب رفاقهما الذين اعتصموا في اليوم التالي، في المكان نفسه للمطالبة بتخلية سبيل الموقوفين.
السبت 8 أغسطس 2015
بعد اعتراف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في البيان الصادر عن جلسة مجلس الوزراء في 5 أغسطس، بعدم قدرة الحكومة على إيجاد حلّ نهائي لأزمة النفايات، دعا شباب الحملة إلى التظاهر السبت 8 أغسطس 2015. وقد شارك في الحملة نحو ألف متظاهر، في ساحة رياض الصلح، وانتهت التظاهرة من دون حصول أي شكل من أشكال العنف، إلا أنّها لم تكن ذات تأثير قوي على الرأي العام اللبناني، وكانت المرّة الأولى التي يطالب فيها المتظاهرون باستقالة وزير البيئة.
السبت 22 أغسطس
الأحد 23 أغسطس 2015
اعتصم المتظاهرون في ساحة رياض الصلح بعد العنف الذي واجهتهم به القوى الأمنية في اليوم السابق، ووصل عدد المتظاهرين إلى 15 ألفاً مساء الأحد. وقد رفعوا سقف مطالبهم، فتجاوزوا ملف النفايات إلى ملفات أخرى كالفراغ الرئاسي واستقالة الحكومة الحالية، لأنّها غير قادرة على حلّ أي مشكلة من المشكلات العالقة. إلّا أنّ التظاهرة تفرقت بسبب أعمال عنف قام بها من المتظاهرين والقوى الأمنية، انسحبت على أثرها حملة طلعت ريحتكم من الشارع، ودعت إلى تعليق التظاهر حتّى السبت 29 أغسطس.
الثلاثاء 25 أغسطس 2015
شهدت الساحة أعنف ليلة منذ بداية الاحتجاجات. أبعدت وسائل الإعلام عن الشارع، وحصلت اشتباكات بين بعض المتظاهرين وقوى الأمن. استخدمت عناصر مكافحة الشغب عنفاً مفرطاً، بعد استخدام بعض المتظاهرين البنزين من أجل إحراق الأسلاك الشائكة. على الأثر، لاحقت قوى الأمن الناشطين المتظاهرين وطاردتهم في الشوارع، وشنت حملة اعتقالات تعسفية قبضت خلالها على نحو أربعين، فأثار ذلك غضب الشارع أكثر فأكثر.
السبت 29 أغسطس 2015
خرج نحو 80 ألف متظاهر إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، بعد أن تشكّلت بضع مجموعات منظمّة للحراك إلى جانب طلعت ريحكتم، أبرزها "بدنا نحاسب" و"عالشارع". كانت هذه التظاهرة سلمية، والأكبر منذ بداية التحركات في الشارع. في الليلة نفسها، أطلقت مجموعة طلعت ريحتكم بياناً حددت فيه مطالبها، وأمهلت الحكومة 72 ساعة حتّى تنفيذها قبل إعلان الخيارات التصعيدية. وهي:
- استقالة وزير البيئة محمد المشنوق.
- محاسبة وزير الداخلية وكلّ من أصدر الأوامر بإطلاق النار.
- إجراء انتخابات نيابية جديدة.
- حل بيئي مستدام لملف النفايات في لبنان يتضمن تحرير أموال البلديات من المجلس البلدي المستقل وإصدار نتائج تحقيق المدعي العام المالي.
الثلاثاء 1 سبتمبر 2015
بعد انتهاء المهلة المعطاة للحكومة اللبنانية لتنفيذ مطالب اعتصام 29 أغسطس، نجح ناشطون من حملة طلعت ريحتكم في الدخول إلى وزارة البيئة في مبنى اللعازرية وسط بيروت، وجلسوا في رواق الطابق الكائن فيه مكتب وزير البيئة محمد المشنوق، مطالبين باستقالته. وقد قطعت قوى الأمن المنتشرة في مبنى الوزارة الكهرباء عن المعتصمين، وأغلقت منافذ الهواء ومنعت إدخال المياه والطعام إليهم. فأدّى ذلك إلى بعض حالات الإغماء في صفوف المعتصمين، الذين ساندهم ناشطون كثر من خارج المبنى. وأخرجت القوى الأمنية الناشطين من مبنى وزارة البيئة بالقوة، بعد أن منعت وسائل الاعلام من تغطية الحدث من داخل الوزارة.
الخميس 3 سبتمبر 2015
قامت حركة "بدنا نحاسب" بتنظيم احتجاج على كورنيش بيروت في منطقة عين المريسة، مطالبين بوقف قرار محافظ بيروت بوضع عدادات وقوف السيارات Park Meter على الكورنيش. وقد حققت هذه التظاهرة أهدافها، حين تراجع المحافظ عن قراره، وألغي مشروع العدادات على الكورنيش. وتمّ تعطيلها.
في الوقت نفسه، أعلن الشاب وارف سليمان، وهو أحد الناشطين في الاحتجاجات، إضراباً مفتوحاً عن الطعام أمام وزراة البيئة في بناية اللعازرية وسط بيروت. فنصب خيمةً على الرصيف، معلناً إضرابه إلى حين استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، و لم يمض وقت حتّى انضمّ إليه عددٌ من الشبّان والشابات وصل عددهم إلى 14، ليتحول إلى اعتصام مفتوح.
الأربعاء 9 سبتمبر 2015
بعد تحركات خجولة متفرقة، كاعتصام دعت إليه مجموعة "بدنا نحاسب" أمام شركة كهرباء لبنان اعتراضاً على أزمة الكهرباء الاثنين 8 سبتمبر، وتحركات احتجاجية في مناطق عدة، دعت المجموعات المختلفة إلى تظاهرة حاشدة الأربعاء 9 سبتمبر في ساحة الشهداء، تزامناً مع انطلاق جلسات الحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية. واستبقت السلطةُ الاحتجاجات بسلسلة إجراءات أمنية لإغلاق وسط بيروت ومنع الدخول إليه.
السبت 12 سبتمبر
دعت حملة جايي التغيير وحركة 29 آب إلى اعتصام قرب "الزيتونة باي" في منطقة عين المريسة (بيروت)، كان شعاره: "كرمال نرجع نفتح شط البحر - الأملاك العامة لكل الناس، وخصوصاً الفقراء". وافترش المعتصمون الرصيف وأعدّوا الطعام وتناولوه أثناء الاعتصام، في خطوة رمزية هدفها مطالبة السلطة بإعادة الأملاك العامة إلى الشعب. فمنذ الحرب الأهلية، برزت ظاهرة سلب الأملاك العامة، حتى أنه لم يعد للبنانيين، ولأهالي بيروت خصوصاً، أي مساحة عامة للتنزه، أو السباحة، أو ممارسة الرياضة مثلاً.
الثلاثاء 15 سبتمبر
بعد 13 يوماً من الإضراب عن الطعام لمجموعة من الناشطين أمام وزارة البيئة في بناية العازرية، التقى أخيراً وزير البيئة محمد المشنوق الناشطين في أحد مكاتب الوزارة. بعد أن تعرّض عدد منهم لتوعّك، ونقل بعضهم إلى المستشفيات بسبب تراجع حالتهم الصحية. وصرّح الناشطون أنّ نتائج اللقاء كانت سلبية، لأنّ الوزير رفض الاستقالة، فوضعوا النفايات أمام مدخل الوزارة كحركة احتجاجية تعلن استمرارهم في الاعتصام إلى حين استقالته.
وفي الموازاة، اعتصمت مجموعتا "بدنا نحاسب" و"حلّوا عنا" أمام وزارة المال - مديرية الواردات، مطالبتين بعدم صرف رواتب النوّاب الممددين لأنفسهم. ورفعتا شعارات مثل "من أين لكم هذا"؟ وقد منعت قوى الأمن المعتصمين من دخول المبنى، وأرسلت تعزيزات أمنية إلى أمام المبنى. وطالب الناشطون في بيانٍ برفع السرية عن سلسلة رواتب النواب، وإجراء "قانون انتخابي عادل خارج القيد الطائفي على أساس النسبية، واعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة، وهو الحل الكفيل بالعبور نحو جمهورية جديدة".
الأربعاء 16 سبتمبر
اجتمع ناشطون من مجموعات الحراك المدني أمام مبنى جريدة النهار في وسط بيروت، تزامناً مع الجلسة الثانية للحوار في مجلس النواب، محاولين منع المشاركين في الحوار من الوصول، مهيئين أنفسهم للاعتصام. وحاولوا إزالة الحاجز الحديدي الذي وضعته القوى الأمنية، فحدثت بعض الاشتباكات مع قوى الأمن الذين استطاعوا إبعاد المتظاهرين إلى الوراء. ووردت أنباء عن اعتقال ما يقارب 30 ناشط، من بينهم وارف سليمان، المضرب عن الطعام منذ يوماً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com