شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
مصير النساء الإيزيديات اللواتي في قبضة داعش

مصير النساء الإيزيديات اللواتي في قبضة داعش

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 23 مايو 201611:52 م

عندما هاجم تنظيم داعش محافظة نينوى شمال العراق، في أغسطس 2014، أوقعت ببلائها الأكبر على قضاء سنجار، الذي يبعد 120 كم غرباً عن مدينة الموصل.

يومذاك، قتل التنظيم من سكانّها المسيحيين السريان والإيزيديين الأكراد، وهجّر قسماً كبيراً منهم، واختطف نحو 2000 امرأة من نسائهم. وبعد عامٍ على هذه الواقعة، لم تتمكن إلا بضع مئات من الإيزيدات من الفرار، وبقيت الكثيرات تحت رحمة داعش، يتاجرون بهنّ ويرسلونهنّ بين سوريا ومناطق العراق، لتقاسمهنّ كسبايا حرب. وقد أدلت النساء اللواتي فررن بشهادات مرعبة عما تعرضن له عند الدولة الإسلامية. 

في 30 أغسطس 2014، صدر تقرير عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يقول إن داعش وزّع على مقاتليه 300 من الفتيات والسيدّات الإيزيديات في سوريا، تحديداً في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي، وريف الرقة، وريف الحسكة، مناطق النفوذ الأكبر للدولة الإسلامية.

واعتبر التنظيم أنهنّ سبايا الحرب مع الكفّار، وبيعت الفتاة منهنّ بنحو 1000 دولار، غير الفتيات التي تم توزيعهن مجانّاً لشخصياتٍ مهمة في التنظيم.

لم يمضِ وقتٌ طويل، حتّى أكدّ داعش الأمر، فأصدر من خلال مجلته "دابق"  في عددها الرابع، في أكتوبر 2014، بياناً يعترف فيه أنّ مقاتليه قدّموا الفتيات للمقاتلين كسبايا حرب، وأنّ ذلك "يعدّ أمرأ مشروعاً  بما أنّهن من "المشركين" أو "الكفّار". إذ قام علماء الشريعة المختصين التابعين للتنظيم، بدراسة منطقة جبل سنجار، والتقسيم الديموغرافي لها، قبل غزوها، وقد قرر هؤلاء العلماء أنّ "غزو وقتل الإيزيديين حلال، ونساؤهم ملكٌ للمقاتلين، لأنّهم جماعةٌ غير مسلمة، وبالتالي سيسأل الله عنهم يوم الحساب". وقد نشر البيان  تحت عنوان The revival of slavery before the hour ، أي "إحياء العبودية قبل وقت الحساب".   

ويفتتح كاتب التصريح مقاله باستشهاد من سورة التوبة، وهي آية السيف التي تقول: فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

مقالات أخرى

عن سبي النساء في الإسلام

من مجالس العزاء إلى زيارة القبور، داعش يغيّر طقوس الموت

وعلى هذا الأساس كان لا بد من قتل الرجال الإيزيديين، وسبي النساء، ومن لم يقتل من الرجال، اختطف ووضع في معزلٍ عن النساء، حتّى يتمّ اختيارهنّ وتجهيزهنّ للبيع. وجرى تقسيمهن حسب الشريعة، وإرسال خمس منهن إلى سلطات الدولة الإسلامية، بناءً على قانون غنائم الحرب. بينما بيعت الباقيات مقابل المال. وفي الوقت نفسه، صدر تقرير عن الأمم المتحدة يشير إلى أنّ عدد النساء الموجودات في قبضة داعش يقارب الثلاثة آلاف، وأنّ داعش قتل ما يقارب الخمسة آلاف رجل من الإيزيديين.

حياة الإيزيديات عند داعش 

في ديسيمبر 2014، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً عن حياة النساء الإيزيديات عند داعش، اعتبرت فيه أنّ "الممارسات التي يقوم بها داعش في حق النساء والفتيات الإيزيديات، يمكن تصنيفها ضمن جرائم الحرب، فالعنف الهائل المطبق على النساء، والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب والعبودية الجنسية، هو عنف شديد غير مقبول. إذ بعد أن يجبر التنظيم المرأة الإيزيدية على تغيير دينها، واعتناق الإسلام، يقوم ببيعها أو يزوجها. وقد يقتل المقاتلون النساء بعد الانتهاء منهنّ". كما ذكر التقرير أنّ "العديد من الإيزيديات المستعبدات جنسيّاً، هنّ من أعمار صغيرة جداّ، أربعة عشر وخمسة عشر عاماً". 

في أبريل الماضي، شهدت 20 سيدّة من الهاربات من قبضة داعش لمنظمة هيومان رايتس ووتش، بما جرى معهنّ أثناء احتجازهنّ. فجاءت الشهادات صادمة ومذهلة، إذ تشير إحداهن إلى أنه "تشاركها سبعة من المقاتلين، واغتصبت بعض النساء وهنّ معصوبات الأعين، مكبّلات الأيدي والأرجل، وضربت النساء كلّما حاولن الفرار. غير العنف النفسي المطبّق بشدّة، كأن يقولوا لهنّ أن ينسين أقرانهنّ وأولادهنّ، لأنّهن الآن زوجات لمقاتلي التنظيم وسيحملن أطفالهم، أو أن يسوقوهن إلى الخارج مهددين بقتلهنّ، ثمّ يطلقون طلقاتٍ في الهواء، فتذعر النساء من لحظة الموت".

محاولات التحرير 

دفع أحد إخوة السجينات خمسين ألف دولار لأحد المقاتلين، كي يعيد أخته، ولم يوافق المقاتل على إعادتها. إلّا أنّ حوادث فرار كانت تحصل بين الحين والآخر، كالحادثة التي نشرتها البي بي سي عن المهربين الذين يساعدون النساء في الهروب من قبضة داعش بعدّة طرق.

يشير التقرير إلى أنّ رجل أعمالٍ عراقياً يدعى عبدلله، اعتاد التجارة بالمواد الزراعية في سوريا، ويعرف الكثير من الناس في محافظة الرقّة. حرر الرجل ما يزيد عن 300 من النساء الإيزيديات عن طريق تواصله مع شبكة من العلاقات في شتى أرجاء سوريا والعراق، وهو يقوم بـ"شراء" النساء ودفع ثمنهنّ لداعش، ثم يعيدهن إلى أهلهنّ.

هناك أيضاً رجل الأعمال اليهودي من مدينة مونتريال الكندية، يدعى ستيف مامان، الذي عرف في الفترة الماضية بسبب تخصيصه مبلغ مئتي ألف دولار لدفعها إلى الخاطفين لتحرير النساء. ووعد تنظيم داعش بإطلاق عشر نساء في الفترة المقبلة، بعد أن ساعد القس أندرو وايت، راعي إحدى أهمّ الكنائس في بغداد، الرجل اليهودي في خلق شبكة تواصل مع السكان المحليين في سبيل تحرير الفتيات، إلّا أنّ هذه المحاولات تبقى في نطاق فردي. وما زال العدد الأكبر من النساء مجهول المصير، وفي حاجة إلى حركة مجتمع دولي لتحريرهنّ.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image