شهد سوق شراء الأسلحة في العالم العربي، عام 2014، صفقات مهمة أبرزها تلك التي أبرمتها كل من قطر والعراق والسعودية ومصر ولبنان. ولا يزال الدافع إلى زيادة التسلح في العالم العربي يرتبط بالوضع الإقليمي، وبالخوف من إيران. وأضيفت إليه التحديات العسكرية الأمنية التي فرضتها الحركات الإرهابية وفي مقدّمها الدولة الإسلامية.
فما هي أبرز هذه صفقات الأسلحة التي عقدتها الدول العربية في الـ2014؟قطر
مع ختام مؤتمر الدوحة الدولي الرابع للدفاع البحري (ديمدك)، في مارس الماضي، أعلنت الدولة الخليجية الصغيرة توقيعها اتفاقات مبدئية لشراء أسلحة تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار. وتشمل السلة اتفاقات مبدئية مع شركات أمريكية بقيمة 7.6 مليارات دولار لشراء أسلحة منها 24 مروحية أباتشي Apache وبطاريات صواريخ باتريوت Patriot الدفاعية المجهزة بقذائف من طراز "باك 3" PAC-3. وخلال مناقشة التفاصيل بدقة، ارتفعت قيمة الصفقة مع الشركات الأمريكية إلى حوالى 11 مليار دولار. كذلك عقدت اتفاقاً مع شركة إيرباص Airbus لشراء 22 مروحية من طراز NH90 بقيمة 2.76 مليار دولار.
ومن بين الاتفاقات التي أعلن عنها في مارس الماضي، برزت صفقة شراء قطر 62 دبابة متطورة من نوع ليوبارد-2، أهم الدبابات الهجومية الألمانية، و24 عربة "بي زيد اتش 2000" من شركة كراوس مافاي فيغمان Krauss-Maffei-Wegmann الألمانية. وقد أثارت هذه الصفقة سجالاً في ألمانيا إذ انتقدت المعارضة اليسارية في البرلمان سياسة تسليح المناطق المتوترة في الخليج. ولكن الحكومة الألمانية أجازت الصفقة.
السعودية
في فبراير، أعادت السعودية وبريطانيا إحياء صفقة "برنامج السلام" بعد توقف المفاوضات بين الجانبين منذ عام 2007. وكان الجانبان قد تحدثا عن اتفاق بقيمة 5.4 مليارات دولار عام 2005 ثم فشلت المفاوضات بعد طلب بريطانيا رفع قيمة الصفقة ورفض السعودية لذلك. واستمرت الأمور عالقة حتّى وافقت المملكة على زيادة سعر الصفقة من دون الإعلان عن قيمة هذه الزيادة. وبموجب الصفقة، ستحصل وزارة الدفاع والطيران السعودية على 72 طائرة قتالية من طراز يوروفايتر تايفون Eurofighter Typhoon.
وتوصلت السعودية إلى اتفاق لشراء عربات مدرعة خفيفة بقيمة 10 مليارات دولار من القسم الكندي لشركة جنرال داينامكس لاند سستمز General Dynamics Land Systems واتفاق آخر لشراء 100 زورق من ألمانيا بقيمة 1.9 مليار دولار. كما أقرّت السعودية صفقة أسلحة مع الولايات المتحدة تتضمن 202 صاروخ باتريوت Patriot وقطع غيار لمعدات عسكرية بقيمة 1.75 مليار وصفقة أخرى لتطوير نظام أسطولها الجوي للإنذار والتحكم بملياري دولار.الإمارات
عقدت الإمارات صفقة تسلح مع الولايات المتحدة، في مطلع العام، بقيمة 270 مليون دولار لشراء مدافع ميدان وأنظمة ملاحية ومعدات عسكرية، وهي جزء من صفقة أكبر لا تزال قيد النقاش بين شركة لوكهيد مارتن Lockhead Martin والدولة الإماراتية وتشمل 30 مقاتلة إف-16. وقد توصل الطرفان أيضاً إلى عقد صفقة تحصل الإمارات بموجبها على 4,569 مركبة مجدّدة مقاومة للألغام مقابل 2.5 مليار دولار. وتلتها صفقة أخرى في سبتمبر اشترت بموجبها الإمارات أنظمة صاروخية بعيدة ومتوسطة المدى بقيمة 900 مليون دولار. وفي الصفقة الأخيرة، وافقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية DSCA على تزويد الجيش الإماراتي بـ12 نظام صاروخي من طراز هيمارس HIMARS و100 نظام صاروخي من طراز أتاسمس ATACMS.
مصر
أجازت الولايات المتحدة صفقة بيع 10 طائرات أباتشي Apache لمصر بعد تعليقها في وقت سابق على إثر إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وما تبعه من أحداث قمع للمتظاهرين.
كذلك موّلت السعودية والإمارات اتفاقاً مبدئياً بين روسيا ومصر لشراء الأخيرة معدات عسكرية تشمل 24 طائرة "ميغ-29" MiG-29 وأنظمة صواريخ "بوك أم2" Buk M2 و"تور أم2" Tor M2. وأفادت بعض التقارير أن قيمة الصفقة بلغت حوالى 3.5 مليارات دولار، فيما أفادت تقارير أخرى أنها تراوح بين 2 و4 مليارات دولار.لبنان
قدّمت السعودية هبة قيمتها مليار دولار لدعم الجيش اللبناني تسلّمها رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري في أغسطس الماضي. وتجري مباحثات لصرف هذه الهبة لشراء طائرات مروحية ودفاعات جوية روسية ولشراء أسلحة من الولايات المتحدة التي كانت قد سلمت إلى الجيش اللبناني 480 صاروخاً محمولاً على الكتف وأكثر من 500 بندقية من نوع "إم16-إيه4" M16A4 وعدداً من مدافع الهاون.
كذلك وقّع الجانب اللبناني على اتفاق مع شركة أوداس ODAS الفرنسية لصناعة المعدات العسكرية تشمل سبع مروحيات غازيل Gazelle وصواريخ هوت HOT المضادة للدروع وغيرها من الأسلحة المتوسطة والخفيفة. وتموّل السعودية الصفقة البالغة قيمتها ثلاثة مليارات دولار، 2.1 مليار دولار لشراء الأسلحة و900 مليون دولار لصيانتها.عُمان
أعلنت سلطنة عمان عقد صفقة أسلحة مع شركة رايثيون Raytheon الأمريكية بقيمة 1.28 مليار دولار في يناير الماضي. وتقضي الصفقة بشراء نظام صواريخ أرض - جو المتوطر للدفاع الجوي "ناسامس" NASAMS. كما عقدت السلطنة صفقة مع شركة التكنولوجيا الإسبانية إندرا Indra لشراء أنظمة مراقبة جوية وأجهزة رادار "لانزا" الثلاثي الأبعاد Lanza 3D.
العراق
قام العراق بعقد صفقات أسلحة بقيمة قاربت ال15 مليار دولار . معظم هذه الصفقات عقدت مع الولايات المتحدة. ومن أبرزها صفقة بقيمة مليار دولار اشترى العراق بموجبها 24 طائرة حربية من طراز AT-6C Texan II وعربات مدرعة ومناطيد للمراقبة. وعقد العراق صفقة أخرى بقيمة 600 مليون دولار شملت 46,000 قذيفة لدبابات الجيش من طراز أم1 إي1 أبرامز M1A1 Abrams. كما أبرم العراق صفقة عسكرية مع روسيا بلغت قيمتها حوالى المليار دولار تشمل أنظمة صواريخ "بانتسير-إس1" Pantsir-S1 الدفاعية وقاذفات دزيغيت Dzhigit المحمولة. وكان قد تسلم طائرات هجومية روسية من طراز "سوخوي سو-25" Sukhoi Su-25 في يونيو.
الكويت
اشترت الكويت أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية في صفقة مع شركة رايثيون الأمريكية بلغت قيمتها 655 مليون دولار. وفي صفقة أخرى، اشترت قاذفات قنابل من ألمانيا بعد موافقة الجانب الألماني على الصفقة في أكتوبر.
الأردن
في فبراير، أعلنت هولندا نقل أول دفعة من فائض مدافعها المضادة للطائرات من طراز تشيتا Cheetah في صفقة بلغت قيمتها 29 مليون دولار. وشملت الصفقة أيضاً 350 ألف قذيفة مدفعية و22 مدفعاً مضاداً للطائرات من عيار 40 ملم من طراز بوفورز-40 إل-70 Bofors 40L70 و11 راداراً من طراز "ثالز فلايكاتشر" Thales Flycatcher و5 مدرعات من طراز "ليوبارد" Leopard.
وفي مايو، أعلن البنتاغون عقده اتفاقاً مع الأردن لبيعه 12 مركبة تكتيكية متوسطة الحجم تقدمها شركة أوشكوش Oshkosh للصناعات العسكرية خلال سنة ونصف السنة. وأصبحت المملكة الهاشمية أيضاَ أول دولة تشتري الصواريخ الموجهة بالليزر من النظام المتقدم للأسلحة عالية الدقة APKWS وذلك من شركة باي سيستمز BAE Systems. كما وقّعت الأردن في أكتوبر اتفاقاً مع ألمانيا لشراء مدافع رشاشة.
البحرين
زوّدت روسيا البحرين بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "كورنيت إيه إم" Kornet-EM. وعقدت المنامة عدداً من الصفقات الصغيرة مع بريطانيا مقابل مليون دولار. هذا وكانت كوريا الجنوبية قد ألغت صفقة بقيمة 28 مليون دولار كانت ستبيع البحرين بموجبها قنابل غاز مسيّل للدموع، وذلك بسبب وصول عدد كبير من الشكاوى عن استخدام الشرطة البحرينية هذا السلاح لفض التظاهرات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...