شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
Meetup

Meetup "استخدام الإنترنت لترك الإنترنت"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

السبت 13 أغسطس 201605:18 م

إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي حيّزاً للتعارف مع أشخاص آخرين وتبادل "شيء ما" معهم، كما يشير إسمها، فإن موقع meetup هو أكثرها جدارة بهذا الإسم. الشبكة التي انطلقت عام 2001 وتضم اليوم أكثر من 13 مليون مشترك ومشتركة، لا تتوسل التواصل الافتراضي أساساً لها فحسب، كما هو الحال مع فايسبوك وتويتر؛ بل تسعى إلى دفع أعضائها إلى "استخدام الإنترنت لترك الإنترنت" عبر إتاحة الفرصة لهم ليتعرفوا إلى أناس يقاسمونهم الاهتمامات ويلتقون بهم في الواقع، وربما بشكل دوري.

عقب تفجيرات 11 سبتمبر، لمعت فكرة الشبكة في رأس مؤسسها ومدير شركتها التنفيذي Scott Heiferman، بعد أن رأى "الطريقة التي اجتمع بها الناس في نيويورك ليتبادلوا أطراف الحديث بعد الكارثة". "لقد تحوّلت المدينة إلى مكان في غاية اللطف"، يقول سكوت في تصريح أدلى به عام 2011 في مؤتمر عقده في كاليفورنيا. ويضيف: "في الفترة التي تلت 11/9، تحدثت إلى جيران في نيويورك أكثر مما فعلت طيلة السنوات الماضية التي قضيتها في المدينة". انطلاقاً من هذا كله، ومن أجل "أن يصبح تواصل الناس مع الغرباء" أو مع الذين يشبهونهم متاحاً وأكثر سهولة، قرر سكوت إنشاء موقعه الذي يضم اليوم أكثر من 140 ألف مجموعة موزعة على أكثر من 200 بلد حول العالم.

فضلاً عن أنه يتخطى حدود الجغرافيا الافتراضية إلى تلك الواقعية، فإن meetup يختلف عن فايسبوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل كونه يستند أساساً إلى فكرة المجموعة، التي غالباً ما يقيم أفرادها في نفس المدينة (حيث فرص اللقاء أكثر)، لا إلى فكرة الفرد. فأن تكون عضواً في الموقع لا بد أن يعني أنك عضو في مجموعة أو أكثر من مجموعاته، وإلا فإن عضويتك لا تعني شيئاً، بعكس بقية مواقع التواصل التي يرتكز خطابها إلى مركزية كل فرد لوحده، وإلى علاقته بالآخرين بوصفهم، قبل شيء، أفراداً في صفحاتهم الشخصية. يختلف الموقع عن أقرانه، أيضاً، بأنه، الوحيد ربما، الذي يطالب مؤسسي مجموعاته، فقط، بدفع مبالغ تترواح بين 12 و19 دولاراً شهرياً.

يطلب بعض مؤسسي المجموعات من الأعضاء أن يدفعوا مبالغ لتغطية نفقات الاجتماعات، ما يسمح لهم، في كثير من الأحيان، باستعادة المبلغ الرمزي الذي دفعوه للشركة. وتشكّل هذه القضية نقطة سلبية يسجلها كثير من المشتركين ضد نظام الدفع الخاص بالشبكة أو ضد مؤسسي المجموعات الذين يتحول بعضهم تجاراً جشعين يسعون إلى ملء جيوبهم على حساب الآخرين، مستخدمين بذلك الموقع وفكرته لأغراضهم الشخصية.

بطبيعة الحال، تختلف اهتمامات المجموعات باختلاف أذواق الناس التي لا تحصى؛ من مجموعة مخصصة للفن والأدب أو التكنولوجيا أو الرياضة إلى أخرى أعضاؤها يجتمعون لتبادل اللغات أو النقاش حول قضية سياسية إلى أخرى يحب المشتركون فيها الاجتماع للحديث في الفلسفة أو تسلق الجبال سوياً أو شرب النبيذ أو غير ذلك.

يقتصر وجود الموقع، عربياً، على عدد ليس بكبير من المجموعات الموزعة في غالبية المدن الكبرى والعواصم، لاسيما دبي وأبو ظبي والقاهرة والاسكندرية وبيروت. وتحضن هذه المدن، تحديداً، عدداً من المجموعات أكبر من مدن أخرى لارتفاع نسبة السياح والعاملين الأجانب فيها، والذين يستخدمون الشبكة للعثور على من يشبهونهم في "المغترب". وفي المقابل، انطلاقاً من المبدأ ذاته، يستخدم عدد لا بأس به من العرب المقيمين في أوروبا وأميركا شبكة meetup كوسيلة للاجتماع مع بعضهم البعض بهدف تبادل الأشياء المشتركة كالحديث عن همومهم هناك، بلغتهم الأم، إضافة إلى شرب الأركيلة مثلاً، فيما يشبه، أحياناً، زيارة إلى بلدك الأصل من دون مغادرة بلد المغترب.

لكن رغم ذلك، تبقى أرقام العرب، أو المجموعات العربية المتاحة على meetup، قليلة بما لا يدع مجالاً للمقارنة مع أعداد العرب مستخدمي شبكتي التواصل الزرقاوين. يمكن الوقوف على أسباب عدم شهرة meetup بين العرب بالعودة إلى سبب تأسيسه. أي أن القطيعة الاجتماعية، والفردانية الطاغية التي وصلت إليها المجتمعات في ظل الأنظمة الرأسمالية (كما هو الحال في أميركا)، والتي ألهمت سكوت هايفرمان فكرة الموقع، يكاد يندر وجودها في البلدان العربية التي ما تزال مجتمعاتها، حتى اليوم، منبنية على أساس "الجماعة أولاً"، عائلة كانت، أم قبيلة، أم إثنية عرقية أم حتى طائفة دينية. وهذا ما يقلل فرص شعبية الموقع الذي لا يبدو أن فكرته تلائم مجتمعات ما زال كثير من أفرادها يبحثون عن فردانيتهم المنتظرة، لا عن جماعتهم، أو عن أقرانهم، فيما يفسر الشعبية الهائلة التي يحظى بها "فايسبوك" على سبيل المثال، لما يقدمه من "مملكة" للفرد نفسه، بغض النظر عن انتمائه الجماعي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image