وجد التدوين طريقه إلى أقلام الكثير من الشباب العرب، خصوصاً مع اندلاع حركة الربيع العربي عام 2011، التي ساهمت في ظهور عدد كبير من المدونات العربية، تتناول مختلف المواضيع السياسية والأدبية والاجتماعية.
لكن عدد المدونات الشخصية انخفض شيئاً فشيئاً، لأسباب يمكن القول إنها أمنية، أو قد تكون اجتماعية، أو مرتبطة بالاهتمام الذي حصدته وسائل التواصل الاجتماعي، ما لم نتطرق إلى الإحباط الذي قد يصيب الكثيرين نتيجة عدم الجدوى من الكتابة والاهتمام بالأحداث اليومية.
نعوض لكم هنا أبرز المدونات التي قدّمها عدد من الشباب السعودي. ما يتميز به الشكل الجديد للتدوين، هو أنه مشترك بين عدد من المساهمين، كما أنه يرحب بالمساهمين الجدد، والمشاركات المختلفة التي تتناسب مع الأسلوب، الذي تختلف فيه كل مدونة عن الأخرى.
ساقية
قد تكون أولى المدونات المشتركة. انطلقت في بدايات عام 2014، تحت قيادة المدوّن فهد الحازمي، وهي مشروعه الثالث، بعد مدونته الأولى som1، وموقع Transwikia الذي يمكّن المساهمين من ترجمة مقالات ويكيبيديا إلى العربية بطريقة ميسّرة. بدأ مشروع "ساقية" بعدد بسيط من المدونين السابقين، لا يتجاوز السبعة، بينما يتكون فريق ساقية من نحو خمسين من شتى بقاع العالم العربي. وقد يبدو في فكرته مشابهاً للموقع الشهير Brainpackings الذي تقوم عليه المدوّنة ماريا پوپوڤا، إذ تنشر ساقية الاقتباسات والمقولات من الكتب ليقدمها بعد ذلك كوجبة بسيطة للقارئ. أو كما يُعبر الموقع في صفحته التعريفية: "نركّز في ساقية على انتقاء جواهر الأدب وعيون الحكمة من بطون الكتب وأعماق الإنترنت لنكتبها في قالب يجعلها أكثر متعة واندماجاً مع القارئ المعاصر". كما يقوم فريق من المساهمين في الموقع بترجمة عدد من اللقاءات الصحفية أو المقالات المختلفة، مثل لقاء الروائي البرتغالي ساراماغو مع پاريس ريڤيو، أو لقاء ميلان كونديرا مع الصحيفة نفسها.قائمة ببعض أبرز المدونات التي يقدمها شباب سعوديتنشر المقالات في ساقية بشكل دوري، مقالتان إلى ثلاث أسبوعياً. أما سبب إطلاق هذا الشكل من التعاون بين المدونين، فيمكن تلخيصه بالجملة التالية: "في عالم اليوم نحن لا نعيش بجانب أنهار المعرفة فحسب بل نكاد نغرق فيها. فاحتاج الأمر من وجهة نظرنا إلى ساقية من نوع خاص لكي تحول من المعلومات السائحة في كل مكان إلى معرفة حقيقية ومُلهمة. ولا يتوقف الأمر على هذا الحد فقد تقود هذه المعرفة إلى توليد الطاقات الكامنة فينا".
حكمة
يمكن القول عن موقع "حكمة" إنه الأضخم بين المواقع المشابهة، يقوم عليه عدد كبير جداً من المساهمين والمترجمين. يترجم دراسات علمية وفلسفية وأدبية أكاديمية، من اللغة الإنجليزية غالباً إلى اللغة العربية، كما ينشر عدداً من المراجعات لبعض الكتب المنشورة، والعديد من أشكال المنشورات والمقالات المثيرة للاهتمام. وقد تكون "حكمة" المدونة الوحيدة التي تقدّم للمساهمين مقابلًا مادياً، علماً أن مؤسس الموقع هو يوسف الصمعان، صاحب ومؤسس دار جداول للنشر والترجمة. كذلك يتيح الموقع للمساهمين فرصة الوصول إلى عالم الكتب الورقية، وطباعتها بعد ذلك على هيئة كتاب ورقي، تنشره "جداول" في النهاية. انطلقت مدونة "حكمة" في منتصف عام 2015، لكنها تثبت نفسها كأحد الموقع الأضخم من ناحية المحتوى المعلوماتي، وكمية المقالات التي تنشر. بالإضافة إلى عدد المساهمين الكبير جداً من مختلف بلدان العالم العربي. ويشرف عليها فريق عمل احترافي للتحرير والدعم التقني.ما العمل؟
انطلقت هذه المدونة في منتصف عام 2015، وتعرف عن نفسها أنها "مدونة يسارية مختصة بالترجمة". تنشر عدداً من المقالات المترجمة من عدة لغات إلى العربية. يشارك فيها بعض المدونين من ذوي الفكر اليساري، وتقدم للقارئ محتوى معرفياً متميزاً عن بقية المواقع والمدونات. لكن عدد المساهمين وأسماءهم لا تزال في الظلال. أما المحتوى المعرفي في المدونة فهو بعيد كل البعد عن التنظير، إذ يهتم بشكل أكبر بالحراك العالمي، فتحافظ المدونة بذلك على ارتباطها الدائم بالواقع والأحداث اليومية. وتنقسم المواضيع فيها إلى الأقسام التالية: العالم العربي، نقد الرأسمالية، النسويّة، مناهضة الإمبريالية، حركات اليسار، مناهضة العنصرية.أعواد قش
أعواد قشّ مدوّنة أكاديميّة جماعيّة. قام بتأسيسها ثلاثة من أبرز المدونين السعوديين، هم: أحمد العوفي، وسلطان العامر، ونورة الدعيجي. انطلقت في أواخر عام 2015، لتنشر فيها مجموعة من طلاب الدراسات العليا، يصل عددهم حاليًا إلى 16 مدوّناً، مختلف المقالات التي تعكس آراءهم وأفكارهم، كلٌ في تخصصه الأكاديمي، من علوم اجتماعية وإنسانية. تهدف المدونة إلى المساهمة في الفضاء العام عبر الوصل بينه وبين المجال الأكاديمي، "من أجل تحسين وزيادة جودة مستوى الحوارات العامة، بالإضافة للتعريف بالمتخصصين الأكاديميين في هذه المجالات، وتمكينهم من مشاركة جهودهم وأبحاثهم في الفضاء العام". تقدّم المدونة مادة أكثر أكاديمية من غيرها، كما تتميز بأن مقالاتها مكتوبة بأقلام المساهمين، ولا تعتمد على الاقتباس أو الترجمة، كما هو الحال لدى بقية المدونات والمواقع المشابهة.نظَر
تُعد مدونة "نظَر" الأحدث على الساحة، فقد شهدت بدايات عام 2016 انطلاقها، لتقوم بنشر مقالة واحدة شهرياً تقريباً، لكن المقالات المنشورة ثريّة جداً. قام بتأسيسها أحمد العوفي، لجين اليماني، أحمد جمبي، خبيب عسيلان ومهند نجار. هي مدونة جماعية تهتم بترجمة الأعمال المهمة في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، و"تعنى بشكل أساسي بالأطروحات، من مقالات مطولة أو مختارات من كتب، ذات صلة بالهم الفكري والسياسي في عالمنا العربي، بهدف إثراء النقاش العام وتزويد المكتبة العربية بمواد كلاسيكية في متناول يد المتخصص والمهتم على حد سواء".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع