شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
أنشأت حساباً وهمياً على سكايب لتتواصل مع جهادي، إليكم النتيجة

أنشأت حساباً وهمياً على سكايب لتتواصل مع جهادي، إليكم النتيجة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 8 أغسطس 201604:00 م

هو حب المغامرة إلى جانب الحس الصحافي الذي دفع الصحفية الفرنسية ميلودي (إسم وهمي) إلى التواصل مع الجهادي الفرنسي أبي بلال (38 عاماً) منذ ربيع العام الماضي. كانت ميلودي تعمل على تحقيق صحفي يتناول انضمام الشباب الأوروبي إلى دولة الإسلام وصفوف الجهادييّن، لذا قامت بإنشاء حساب وهمي، مستخدمةً صورة الأميرة ياسمين من فيلم علاء الدين في والت ديزني عوضاً عن صورتها الشخصيّة. بدأ الموضوع بأن شاركت في أحد تسجيلات الفيديو الذي صوره “أبو بلال”، وهو جهادي فرنسي، لتفاجأ بعد ذلك برسالة منه مضمونها “السلام عليكم يا أختي، أرى أنك شاهدتي الفيديو الذي سجلته. لقد انتشر على الإنترنت بصورة كبيرة، هل أنتِ مسلمة؟ ما رأيك بالمجاهدين؟”. فاتحة الحديث هذه ستنتهي بمغامرة عبر البلدان، نتيجة محاولة أبي بلال إقناع ميلودي بالهجرة إلى الشام والزواج منه. القصة منشورة في صحيفة الغاردين The Guardian البريطانية.

“علينا أن نتحدث عبر سكايب، سأعطيك اسم حسابي”، قال أبو بلال حين طلب من ميلودي مكالمتها. ترددت في البداية، إلا أنها وافقت لاحقاً، وهيّأت نفسها للقاء الافتراضي مع المجاهد. “كان عليّ أن أبدو أصغر بعشر سنوات، وأن أجد حجاباً، وأن أفكر كفتاة عمرها عشرون عاماً” تقول. بمساعدة مصور اختارته الصحيفة، تمكنت ميلودي من الحديث مع أبي بلال. طالت بينهما المحادثات والرسائل، إلى أن طلب منها المجاهد الفرنسي أن تهاجر إلى الشام لتتزوجه، وهذا ما فعلته بعد أن حصلت منه على التعليمات وقامت بالتنسيق مع رئيس تحرير الصحيفة التي تعمل فيها من أجل توثيق الرحلة. أقنعت أبا بلال بأن صديقتها ياسمين (اسم وهمي) سترافقها، حتى تتمكن تلك الأخيرة من تصوير الرحلة.

مقالات أخرى:

كيف تجنّد الحركات المتطرفة عناصرها؟

أمريكيون في ميليشيات مسيحية عراقية لمقاتلة داعش

المحطة الأولى في الرحلة كانت أمستردام. هناك اشترت ميلودي هاتفاً جديداً للتواصل مع أبو بلال الذي بدأ يدعوها بـ”حبيبتي”. من هناك، قال لها أن عليها الذهاب إلى تركيا حيث ستلاقيها إحداهن، وما إن وصلت حتى غير أبو بلال الخطة، وقال إن عليها استقلال طائرة إلى أورفة على الحدود التركية، إلا أن هذه المحافظة واقعة تحت سيطرة دولة الإسلام. لم تصدق ميلودي ذلك، وأخبرته بأن ذهابها إلى هناك مستحيل. ولكنها ما إن بدأت بمناقشته عن سبب إخلاله بوعده، حتى قال لها “هل تظنين أنني أحمق، من الآن فصاعداً ستخرسين، أنا جزء من منظمة إرهابيّة، لا يمكنك الحديث معي بهذه اللهجة، ألا تعلمين من أنا؟ كل يوم يخضع لأوامري مئة رجل، أنا لم أخبرك بعد ربع الحقيقة، أنا مطلوب دولي، ولا أستطيع الذهاب إلى مدن دولة الإسلام في تركيا، أتنقل فقط في العراق، عمري ثمانية وثلاثون عاماً ولا تستطيعين أنتِ وصديقتك الوقوف بوجهي، عليك التكلم بلطف واحترام”.

الهدف من الرحلة كان الحصول على معلومات صحفية، لكن نتيجة مسار مكالمتها مع أبي بلال، خلعت ميلودي حجابها، وتواصلت مع رئيس التحرير الذي قرر إنهاء المهمّة وطلب عودتها إلى فرنسا. هناك قامت ميلودي بإغلاق جميع حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي وأبقت على حساب السكايب. لم يكن أبو بلال راضياً وأرسل لها قائلاً “أين أنتِ أيتها العاهرة، أقسم الله بأنك ستدفعين الثمن”.

أثناء تواصلها مع أبي بلال، تحول حسابها إلى محط التساؤلات عن الهجرة إلى الشام من قبل الراغبات في الزواج من المجاهدين، وأصبحت تردها أسئلة عن طبيعة الحياة هناك ومدى توافر المستلزمات النسائية.

مصير أبي بلال غامض حسب الصحفيّة، إذ هناك أخبار عن مقتله، وأخبار أخرى عن كونه لا يزال حياً. وهو معروف لدى السلطات الفرنسية لارتكابه جرائم في فرنسا، بالإضافة إلى نشاطه الإرهابي في عدد من البلدان ولقائه مع أبي بكر البغدادي. أبو بلال متزوج ثلاث نساء كلهن معه في سوريا، ولديه على الأقل ثلاثة أطفال دون سن الثالثة عشرة، اثنان منهما يقاتلان إلى جانبه في سوريا.

الصحفية وجدت الفيديو الذي سجّلته أثناء محادثتها مع أبو بلال منشوراً في المواقع الجهادية، مع فتوى بهدر دمها مترجمة بالعربية والفرنسية.

النص الذي نشر في صحيفة الغارديان هو مقتطف معدل من كتاب سينشر تحت عنوان In the Skin of a Jihadist الأسبوع المقبل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image