لا يمكن العيش من دون سيارة في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي. إنه الأمر الذي يتفق عليه جميع المقيمين هناك، في ظل الحرارة العالية التي تستمر فترات طويلة من العام. ونتيجة لذلك، أصبحت المنطقة سوقاً لشركات السيارات العالمية التي تؤكد الأرقام الواردة منها أن الكويت والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان تستحوذ على 15 إلى 20% من مبيعات العلامات العالمية سنوياً.
وتعمل السلطات الموكلة منح رخص القيادة للمقيمين في الخليج إلى فرض شروط قاسية أحياناً في سبيل الحد من الحوادث المرورية على طرقاتها، ومنها تكلفة الحصول على الرخصة التي تبلغ 300 دولار تقريباً في الكويت، وقد تصل إلى 1700 دولار في الإمارات. في ما يلي نظرة سريعة على شروط الحصول على رخصة قيادة سيارة للمقيمين في الخليج.
الكويت
تفرض الكويت العديد من الشروط لمنح المقيمين على أراضيها رخصة قيادة مركبة، وأبرزها بحسب عبدالله العيسى، مدير مكتب لتعليم السيارات، ألا يقل راتب الوافد عن 2000 دولار شهرياً، مع ضرورة أن يكون مقيماً في الدولة سنتين قبل تقديم طلب الحصول على الرخصة. في المقابل، يمنح الكويتي الرخصة من دون تحديد شرط الراتب، كما تعفي منه إدارة المرور في وزارة الداخلية المدرسين واللاعبين المحترفين في النوادي الرياضية والمتعاقدين في الإدارات العامة.
كذلك تفرض إدارة المرور على طالب الرخصة القيام بنحو 15 حصة للتدريب في مكاتب تعليم القيادة، بمعدل ساعتين للحصة الواحدة التي تصل تكلفتها إلى ما يقارب 20 دولاراً.
مقالات أخرى:
وبحسب العيسى، حددت إدارة المرور 3 مراكز لامتحانات القيادة، وقد تصل فترة الانتظار للحصول على موعد إلى 45 يوماً أو شهرين. في يوم الامتحان، يفرض على السائق استئجار سيارة لقاء 35 دولاراً وشراء طوابع بقيمة ما يقارب 34 دولاراً في المرة الأولى، على أن يقلص رسم الطوابع إلى 17 دولاراً تقريباً في حالة الرسوب في المرة الأولى. وعند النجاح، يجب على طالب الرخصة دفع رسوم أخرى بقيمة 90 دولاراً لإصدار الرخصة وطباعتها، وهي تكون صالحة لمدة 10 سنوات.
الإمارات
تعد الإمارات الدولة التي تتقاضى الرسم الأعلى لمنح المقيم على أراضيها رخصة لقيادة السيارات، لكنها تعد رخصة دولية وتتيح لحاملها القيادة في جميع أنحاء العالم. في هذا السياق، يوضح رشاد العبيد، موظف في شركة إماراتية، أن إدارة المرور في وزارة الداخلية الإماراتية تفرض شروطاً عديدة وتخضع طالب رخصة القيادة لبضعة امتحانات، كما تفرض عليه القيام بدروس نظرية من 10 حصص بمعدل ساعتين للحصة الواحدة، على أن يخضع بعدها لامتحان ويدفع نحو 600 دولاراً، ومن ثم يتابع عشرين ساعة من الدروس التطبيقية على الطرقات يدفع ثمنها نحو 600 دولار على أن يجري بعدها امتحاناً، قبل إجراء الامتحان النهائي بحضور شرطي من إدارة المرور. علماً أن وقت الانتظار لانتهاء هذه المراحل يصل إلى 75 يوماً، وقد يقل إلى 35 يوماً إذا كان طالب الرخصة من المتمرّسين وحاملاً رخصة قيادة من بلده.
بذلك تبلغ القيمة الإجمالية التي يدفعها طالب الرخصة ما يقارب 1700 دولار، تجعل من رخصة القيادة في الإمارات من الأغلى عالمياً، وهي تمنح لمدة تراوح بين 5 و10 سنوات، تجدد تلقائياً مقابل 350 دولاراً.
سلطنة عمان
تفرض إدارة المرور في وزارة الداخلية في سلطنة عمان على المتقدّم لامتحان القيادة القيام بنحو 40 حصة للتعليم في أحد المكاتب لقاء 300 دولار، واستصدار رخصة تعليم قيادة مقابل 13 دولاراً، على أن يقوم بعد انتهاء تدريبه بامتحان نظري وتطبيقي مقابل ما يعادل 104 دولارات. ثم يطلب طالب الرخصة موعداً لإجراء الامتحان وقد يدوم انتظاره 3 أسابيع أو شهراً.
البحرين
يعد الحصول على رخصة قيادة في المملكة البحرينية صعباً جداً، نظراً لتشدد الإدارة العامة للمرور في منحها، خصوصاً للوافدين المقيمين في الدولة. في المقابل، تعدّ رخصة القيادة بحسب ابراهيم رضي، المدير المالي في أحد المكاتب لتعليم القيادة، من الأقل تكلفة في منطقة الخليج، إذ يصل سعرها إلى 86 دولاراً تجدد سنوياً لقاء المبلغ نفسه، مبيناً أنه يشترط على المتقدم للحصول على الرخصة أن يكون قد أقام في الدولة 18 شهراً متتالياً. تراوح تكلفة تعلم القيادة في البحرين بين 20 و35 دولاراً للحصة الواحدة، ويصل عدد الحصص التي يحتاجها طالب الرخصة إلى 7.
السعودية
تصدر المملكة العربية السعودية رخص القيادة لمن أتم الحادية والعشرين من عمره، وأقام على أراضيها سنة كاملة، وتتقاضى رسوماً تصل إلى 300 دولار، شاملة تكلفة التعليم والطوابع وغيرها. وتتقاضى إدارة المرور في مناطق المملكة العربية السعودية رسماً يصل إلى 27.5 دولاراً عند إصدار رخصة القيادة للمرة الأولى، على أن تُجدد سنوياً مقابل 5.5 دولارات تقريباً.
قطر
تسمح قطر للمقيمين على أراضيها بالحصول على رخصة قيادة إذا كانوا يحملون رخصة من بلدانهم، وتفرض على طالبي الرخصة للمرة الأولى حضور 15 ساعة من التدريب النظري، و35 ساعة من التدريب العملي والقيادة على الطرقات، وتفرض عليهم التسجيل في مدرسة مرخصة لتعليم القيادة، على أن يتم تقديم الطلب لإجراء الامتحان عن طريقها.
وتصل قيمة إجراء التدريب العملي في مدارس القيادة المرخصة التي يصل عددها إلى 4 في جميع أنحاء الدولة إلى 467 دولاراً لنحو 35 ساعة، يضاف إليها نحو 220 دولاراً للتعليم النظري. كما يفرض على طالب الرخصة أن يكون عاملاً في مهن عالية الراتب، إذ استثنت الإدارة العامة للمرور في قطر نحو 140 مهنة من الحصول عل الرخصة في السنة الماضية، تجنباً لزيادة الازدحام في الشوارع.
وتمنح السلطات القطرية رخص القيادة للقطريين لمدة 10 سنوات، ولمدة 5 سنوات للوافد، وتصل قيمتها بالنسبة للقطري إلى 138 دولاراً، فيما يدفع الوافد نحو 200 دولار عند إصدار الرخصة للمرة الأولى، وتجدد بعد 5 سنوات مقابل 70 دولاراً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...