شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أرقام لوحات السيارات والهواتف تغيرّ حياتك في إقليم كردستان

أرقام لوحات السيارات والهواتف تغيرّ حياتك في إقليم كردستان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأحد 2 يوليو 201707:49 م

أبدى سوران رسول (40 عاماً(، الحائز ماجستير في الاقتصاد، استغرابه من الرغبة "البشعة" لدى بعض الناس في إربيل، بهدر الملايين لشراء لوحة مركبة أو رقم هاتف، من دون الأخذ في الاعتبار حاجة المئات للقمة العيش لا سيما أنّ الإقليم يُعاني من أزمة مالية حادة، بلغت ذروتها في عدم دفع رواتب الموظفين لأشهر عدة.

قال رسول لـرصيف22 إنّ "التفاعلات اللاإرادية لدى البعض، تعكس رغبتهم بجذب الأنظار لا غير". وأضاف: "نسمع عن دول عدة يتباهى بعض أفرادها بهذه الصفات، ولكن، في الإقليم، الأمر في تزايد وعمليات البيع والشراء مستمرة بأموال خيالية لا يتقبّلها العقل".

ويقول راميار عزيز، أحد العاملين في شركة لبيع السيارات إنّ "رقم 92 على لوحة مركبة في محافظة دهوك، يبلغ ثمنه 120 ألف دولار"، مشيراً إلى أنّ "الأمر يتعلّق برغبة البعض بالتفاخر والتعالي ويتعلّق بشريحة معيّنة من الناس ممن يمتلكون أموالاً طائلة".

ميزانيات خيالية مقابل أرقام اللوحات والهواتف 

يكشف عزيز أنّ "سعر رقم 3 بلغ مليون دولار، بينما رقم 1 يبلغ مليون و300 ألف دولار". ويؤكد أن "أرقام اللوحات التي تبدأ من 20 إلى 40، تصل قيمتها إلى 450 ألف دولار، وتراوح اللوحات التي تحمل أرقاماً دون الرقم 20 بين مليون و300 ألف دولار". إلا أنّه يشدّد على أنّ "لا أسعار محددة، بل كلّ يغنيّ على ليلاه". 

أرقام لوحات السيارات في كردستانسيارة-مارسيدس

ويروي صادق فريد، أحد الأساتذة من مدينة دهوك، أنّ "أحد أصدقائه قام ببيع رقم هاتفه، الذي يبدأ بـ445 بأكثر من 25 ألف دولار، ومسدسه بـ12 ألف دولار، واستطاع شراء منزل في ضواحي المدينة"، مستغرباً أنّ "رقم هاتف في إقليم كردستان قد يغيّر حياتك نحو الأفضل".

وفي السياق نفسه، تجد الآلاف من الدولارات تتحوّل إلى شريحة صغيرة، أي رقم هاتف، تصل قيمته إلى أكثر من 150 ألف دولار. ويقول هيرش فاخر، أحد العاملين في بيع وشراء أرقام الهواتف، إنّ "الأرقام التي تبدأ بـ445، تصل إلى أكثر من 150 ألف دولار، وغالبيتها يملكها المسؤولون والسياسيون ورجال الأعمال". 

الاعتراف بالتباهي والتعالي 

تقول ابنة رجل أعمال من أربيل، بشرى سيد أمين (وهو اسم مستعار)، إنّها "دفعت 20 ألف دولار مقابل رقم هاتف يبدأ بـ455 بهدف التفاخر بين صديقاتها، كون رقمها يشبه أرقام المسؤولين الكبار". وأضافت أنّ "موضة الموسم هي تشابه رقم الهاتف برقم السيارة، فالعديد من الناس يدفعون الملايين ليصبح رقم هاتفه مشابهاً للوحة مركبته".

مقالات أخرى

العراقيون يفضّلون المستثمرين العرب

ويؤكد مدير إعلام دائرة مرور أربيل، فاضل حاجي، أنّ "عملية توزيع الأرقام ما بين المواطنين تتمّ بحسب ما يختاره جهاز الكومبيوتر في دوائر المرور في محافظات إقليم كردستان، وعملية بيع وشراء أي رقم وتسجيله لدى الدائرة أمر خاص لا علاقة لنا به". علماً أنّ سعر كل لوحة جديدة تمنحها الحكومة يبلغ 850 دولاراً للمركبات الصغيرة بينما الكبيرة تصل إلى 1200 دولار. في المقابل، لا يتعدّى شراء أي رقم هاتف من الشركة 5 دولارات، ويتمّ شراء الأرقام المميزة عبر المتاجر الخاصة ببيع الأرقام.

مستثمرون لجني الأرباح 

يقول محمود فائق (اسم مستعار)، وهو رجل أعمال متخصص في بيع بضائع السيارات إنّه "عرض على صاحب سيارة قديمة الطراز، تحمل لوحة رقمها 77 مبلغ 350 ألف دولار". مشيراً إلى أنّ "عملية شراء رقم هاتف أو لوحة سيارة مميزة عملية ربحية مضمونة، لأنّ بيعه، في أي وقت، يجلب المبلغ نفسه من المال"، لافتاً إلى أنّ "البعض يستغلّ ذلك لغرض التجارة والربح".

وقال بابان أحمد، وهو متخصّص في بيع أرقام المركبات وتداولها إنّ "الأرقام الثلاثة المكررة للوحات المركبات، تبلغ قيمتها 150 ألف دولار، وكلما كان الرقم صغيراً كانت قيمته أعلى". وأضاف أنّ "العملية سلسة جداً ولا علاقة للحكومة بالأمر. فعندما ترغب بشراء أي رقم تذهب إلى دائرة المرور، وتقوم بتحويله إلى اسمك فيصبح ملكك".

عوامل نفسية وأسباب اجتماعية وحرية شخصية 

يشير الباحث الاجتماعي خليفة فاضل من السليمانية، إلى أنّ "العديد من الأسباب النفسية تقف خلف ظاهرة تبادل الملايين من الدولارات بين الراغبين بالأرقام واللوحات الخاصة بالسيارات، منها عادات سلبية وتقاليد اجتماعية قديمة".

واعتبر هاوري حسين، وهو ناشط مدني من أربيل، أنّ "البعض يستغلّ هذه الأرقام المميزة لتخويف الآخرين، بأنّهم أصحاب سلطة ومال".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image