وافقت لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة في مجلس الشورى السعودي على مقترح بتعديل نظام حماية الطفل، يضمن عدم انخراط المدانين في قضايا التحرش الجنسي في مهن التعليم، بحسب ما نشرته صحيفة الرياض السعودية.
وتقول اللجنة إن التعديل الذي اقترحه عدد من أعضاء المجلس، يستهدف حماية الأطفال السعوديين في مدارس التعليم العام والخاص، والأندية والمراكز الرياضية والمواقع والبرامج الترفيهية والتثقيفية، وكذلك حماية الفئات الضعيفة من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام في دور الرعاية والتربية والتأهيل من التعرض للتحرش الجنسي من قبل بالغين.
ويؤكد أعضاء المجلس الذين تقدموا بالمقترح أن أهميته تأتي بسبب ارتفاع نسبة بلاغات جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، وتردد الطفل في التبليغ عن المتحرش بسبب خوفه ونتيجة ما يحيط بهذه السلوكيات في ثقافة المجتمع من خجل ونظرة سلبية، والتي لا تشمل في الغالب الجاني بل الضحية.
ويرى الأعضاء أن آثار التحرش الجنسي النفسية والجسدية ليست وقتية، ولكنها تمتد على المدى الطويل وتؤثر على معظم جوانب حياة الأطفال، مضيفين أن غياب البرامج العلاجية للمتحرشين، يجعل خطرهم على الأطفال قائماً حتى بعد معاقبتهم.
وتنص المادة الجديدة المقترح إضافتها لنظام حماية الطفل المعمول بها "على الجهات ذات العلاقة إنشاء قاعدة بيانات لضمان عدم انخراط المدانين بالتحرش الجنسي بالأطفال في مهن ومواقع تسمح لهم بالتعامل مع الأطفال في المستقبل، وتحدد اللائحة المدة اللازمة لبقاء المدان في قاعدة البيانات حسب درجة الجسامة ومدة العقوبة".
طفل من كل أربعة أطفال عرضة للتحرش
وفي العام 2014 نشرت صحيفة الرياض نتائج دراسة تؤكد أن من بين كل 4 أطفال طفلاً يتعرّض للاعتداء أو التحرّش الجنسي في السعودية، وهو نفس الرقم الذي أكده في العام 2016 مؤسسو مبادرة "كفى بي" الذين أخذوا على عاتقهم العمل على التوعية بهذه القضية ومساعدة الآباء والأبناء على التعامل مع قضية التحرش الجنسي بالأطفال في المملكة.
وبحسب دراسة أعدتها الباحثة وفاء محمود، الأستاذة المساعدة بجامعة الملك سعود في كلية التربية قسم علم النفس، حول التحرش الجنسي بالأطفال في السعودية، فهناك 61% من حالات التحرش كانت من أحد أقرباء الطفل أو ممن يرتبطون معهم بعلاقات عائلية، بينما رفض 62% من الأطفال الإفصاح عن الأشخاص الذين تحرشوا بهم.
دراسة: 49.23% ممن هم في سن 14 عاماً من إجمالي عدد السكان السعوديين تعرّضوا للتحرش الجنسي. السعودية أقرت إجراءً يمنع المتحرشين من العمل في التعليم.
السعودية: 61% من حالات التحرش بالأطفال كانت من أحد أقرباء الطفل أو ممن يرتبطون معهم بعلاقات عائلية. 62% من الضحايا يرفضون الإفصاح عن الأشخاص الذين تحرشوا بهم.
بينت دراسة أخرى للباحثة السعودية منيرة بنت عبدالرحمن حول إيذاء الأطفال جنسياً، أن 49.23% ممن هم في سن 14 من إجمالي عدد السكان السعوديين تعرّضوا للتحرش الجنسي.
ويقول باحثون سعوديون إن نسب الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال تظل غير دقيقة، لتكتّم المجتمع على أكثرها خوفاً من الفضيحة، أو من المعتدين في ظل اعتبارات مجتمعية.
وفي وقت سابق أظهرت إحصاءات لوزارة الداخلية السعودية أن منطقة الرياض تحتل المرتبة الاولى في جرائم الاعتداء على الأطفال المبلٰغ عنها في المملكة، بنسبة 47% ثم جدة تليها الطائف، وتحتل الدمام المرتبة الرابعة محلياً، لكن يرى مراقبون أن الفروق بين المدن ربما لا تعكس سوى مدى قبول بعض الأسر في المنطقة الأكثر حضرية بإبلاغ السلطات عن حوادث من هذا النوع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...