شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
دايلي بيست: كيف حوّل السعوديون جيف بيزوس إلى عدوّهم الأول؟

دايلي بيست: كيف حوّل السعوديون جيف بيزوس إلى عدوّهم الأول؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 26 فبراير 201904:19 م

مُنذ نحو أسبوعين، ألمح أثرى أثرياء العالم جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أيادٍ سعودية في فضيحته الجنسية التي كشفت عنها مجلة National Enquirer يناير الماضي.

وعلّق الكاتب والناشط الحقوقي إياد البغدادي على تلميحات بيزوس في مقال تحليلي بعنوان "كيف حوّل السعوديون جيف بيزوس إلى عدوّهم الأول؟" في موقع دايلي بيست الأمريكي لافتاً إلى أن الحملة السعودية التي شنّها "الحاكم الفعلي للسعودية"، على حد تعبيره، محمد بن سلمان، ضد بيزوس بدأت مُنذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أي قبل شهرين من كشف المجلة فضيحته الجنسية.

وجاء تصريح بيزوس بعد أن طُلب منه إيقاف تحرّياته بشأن كيفية حصول المجلة على صوره ورسائله الجنسية وإصدار بيان عام يؤكد أن تغطية المجلة لا "دوافع سياسية خارجية" لها، مُقابل عدم نشر المجلة "صوراً حميمية" له مع عشيقته المُمثلة والمذيعة التلفزيونية السابقة لورين سانشيز. واكتفى بيزوس بالقول: "لأسباب لم تُكشف بعد تبدو الزاوية السعودية وكأنها تضرب عصباً حساساً".

وقال البغدادي في مقاله إن أدلة "عملية انتقام" بن سلمان واضحة للجميع لافتاً إلى أن مُراقبة "تويتر السعودي" وحده يكشف الكثير حول كيفية "تفكير القيادة السعودية" من خلال ما يُغرّد به الذباب الإلكتروني الذي تُديره الحكومة السعودية.

وأشار إلى أن صديقه خاشقجي كان ينوي العمل على مشروع لصدّ هؤلاء ولكن "ولي العهد أسكته" باغتياله في القنصلية السعودية في إسطنبول أكتوبر الماضي.

وتُعد السعودية من بين أكثر الدول استخداماً لموقع تويتر نظراً لغياب حُرية التعبير وحظر الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية، بحسب البغدادي، فلجأ المُواطن السعودي إلى تلك المنصة لأنها الوسيلة الوحيدة لمناقشة القضايا العامة حتى أُطلق عليه عام 2015 "برلمان العرب".

لكن الأمر تغيّر بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد عام 2016، بحسب البغدادي الذي يضيف أنّ ولي العهد السعودي حوّل تويتر مع مُستشاريه من مساحة للنقاش بين المواطنين إلى "أداة رئيسية للتحكم بالمُجتمع" لخوفه من أن تصل المملكة شُعلة الربيع العربي.

محمد بن سلمان يغزو تويتر

وأضاف الكاتب والناشط الحقوقي أن مع انتهاء عام 2018، كان "غزو" بن سلمان تويتر "كاملاً" موضحاً: سَجَن مُغردين مستقلين، واخترق هواتف آخرين أُجبروا على العيش في المنفى مُحاولاً اسكاتهم وإلّا يُقتَلون. وعلّق قائلاً: لم يعد هُناك أي صوت مُستقل في السعودية، عليك إما  أن تتوقف عن الإستقلالية أو أن تتخلى عن صوتك أو تُغادر المملكة.

وأشار البغدادي إلى أن تويتر أصبح مساحة للمؤيدين الذين ينشرون ما يُمثل الحكومة السعودية لا ما يُمثلهم كأفراد، مُقدماً أمثلة عن تفاعل هذه الحسابات مع الحملة التي شُنّت على بيزوس لافتاً إلى أن أول تغريدة أُطلقت لـ "مُقاطعة" بيزوس جاءت بتاريخ 15 أكتوبر 2018 أي بعد أيام قليلة من مقتل خاشقجي.

أطلق تلك الحملة حساب يحمل اسم "MBS SS99" وصورة محمد بن سلمان وقال فيها: "شعب المملكة العربية السعودية العظمى إن صاحب صحيفة الشر والغدر واشنطن بوست هو اليساري وقائد حملة الإطاحة بترامب مع ريتشارد برونسون، هو المالك للصحيفة، لذا وجب مقاطعة أمازون دفاعاً عن وطنا مطلب يا شعب السعودية العظمى"، مُطلقاً وسم #مقاطعة_أمازون.

ولفت البغدادي إلى تغريدة أُخرى أُطلقت يوم 3 نوفمبر 2018 أي بعد يوم من كتابة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالاً في واشنطن بوست حول مقتل خاشقجي، جاء فيها: "نحن كسعوديين وخليجيين لا نرضى إطلاقاً بأن تهاجمنا صحيفة واشنطن بوست نهاراً ونشتري من أمازون وسوق دوت كوم ليلاً. العجيب أن واشنطن بوست وأمازون وسوق دوت كوم تابعة للشخص اليهودي الذي يحاربنا في النهار، ويبيعنا في الليل"، مُطلقاً وسم#مقاطعة_أمازون_وسوق_دوت_كوم.

وتحدّث البغدادي عن إطلاق وسمي #مالك_أمازون_وسوق_يستهدفنا، و#بيزوس_يهددنا_وسوق_كوم_تبيع_لنا بعد يوم واحد من نشر واشنطن بوست مقال رأي لمحمد علي الحوثي، القائد في الحركة التي تُحاربها السعودية في اليمن مُنذ عام 2015.

وقال في مقاله إن الأمر لم يقتصر على أوسمة مُعادية لبيزوس على تويتر لافتاً إلى وجود صور كاريكاتيرية ورسوم بيانية وفيديوهات مُسيئة لبيزوس منها رسم كاريكاتيري بتاريخ 17 نوفمبر 2018 ظهر فيه أغنى رجل في العالم وهو يهرب من ضربات "الشعب السعودي" بالأحذية، حاملاً بيده نسخة من صحيفة واشنطن بوست وبها مقال "بقلم محمد الحوثي". وتُظهر الرسمة مقولة على لسان بيزوس يقول فيها: "طلع شعب غيّور كنت فاكرها بتمشي بكذا فلس". 

وسلّط البغدادي الضوء على مقاطع فيديو "تُحّذر" من جيف بيزوس الذي "جعل شغل صحيفة واشنطن بوست الشاغل هو محاولة ضرب السعودية وتشويه صورة قيادتها"، بحسب الإعلامي السعودي عبدالله البندر. وجاء في مقطع بتاريخ 21 نوفمبر 2018: هل تعلم أن بيزوس يستخدم أموالنا لمُهاجمة بلدنا؟

فيما تداول البعض رسماً بيانياً يوم 13 نوفمبر 2018 جاء فيه أن بيزوس: "رأس الحرب الإعلامية ضد السعودية"، و"مُتخصص في تشويه سمعة المملكة في العالم"، وأنه "أعطى الحوثي مساحة لكتابة مقال ضدهم" و"حاول إفشال مستقبل الاستثمار في الرياض". وخلص الرسم البياني إلى أن "المُقاطعة هي السلاح ضد هذا الحاقد".

ولـ "إقناع" بعض فئات المجتمع السعودي بضرورة مُقاطعة بيزوس، قيل عبر رسوم بيانية نُشرت على تويتر بتاريخ 12 نوفمبر 2018 إنه "يهودي" رغم أنه ليس يهودياً ويملك "أكثر الصحف عداوة للإسلام".

وقال البغدادي إن رغم تراجع هجمات الذباب الإلكتروني لفترة قصيرة إلا أن تغريداته عادت من جديد يوم 10 يناير الماضي حين كشفت مجلةNational Enquirer فضيحة جنسية تجمع بيزوس بالمُمثلة والمذيعة التلفزيونية السابقة لورين سانشيز.

ولفت البغدادي إلى أن إحدى التغريدات قالت: "بيزوس يدفع ثمن حملته ضد السعودية وسيخسر نصف ثروته في إجراءات طلاقه. من يُعادي السعودية سينكسر ويقتله الله". وعلّق البغدادي هُنا: لا أعتقد أن فضيحته صدفة إلهية..

يقول الكاتب والناشط الحقوقي إياد البغدادي إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حوّل تويتر مع مُستشاريه من مساحة للنقاش بين المواطنين إلى "أداة رئيسية للتحكم بالمُجتمع" لخوفه من أن تصل المملكة شُعلة الربيع العربي.
يقول الكاتب والناشط الحقوقي إياد البغدادي إنه في الوقت الذي تستطيع فيه السعودية اختراق هواتف أعدائها إلا أن لا أحد ذكر اسمها في اختراق هاتف جيف بيزوس والحصول على صوره ورسائله الجنسية.
الكاتب والناشط الحقوقي إياد البغدادي يُحلل "كيف حوّل السعوديون جيف بيزوس إلى عدوّهم الأول؟"

ديفيد بيكر يدفع ديونه

وسلّط الكاتب في مقاله الضوء على رئيس شركة American Media Inc وناشر مجلة Enquirer ديفيد بيكر الذي كانت شركته قبل قضية خاشقجي مدينة بـ 1.3 مليون دولار وتخسر 70 مليون دولار في العام، إلا أن وضع الشركة المالي "تحسّن بشكل غامض" في الفترة الأخيرة، بحسب بغدادي.

وأشار إلى أن للسعودية دوراً في هذا التحسّن المالي مذكراً بما قامت به American Media Inc العام الماضي حين نشرت عدداً خاصاً من مجلةNational Enquirer واضعةً على غلافها صورة بن سلمان ومجدت في ذلك العدد إصلاحاته طابعةً نحو مئتي ألف نُسخة من العدد، قبل زيارته للولايات المُتحدة في مارس الماضي، فيما قال بيكر لوكالة بلومبيرغ إن شركته نجت من "خلال استثمارات جديدة وصلت إليها" نافياً أن تكون من السعودية.

فضيحة بيزوس "مالك واشنطن بوست"

تحدّث البغدادي كذلك عن تفاصيل فضيحة بيزوس الجنسية التي كشفت عنها المجلة في يناير الماضي كاتبة على غلافها "مالك واشنطن بوست"، وهو ما يجهله الكثيرون، بحسب البغدادي، لافتاً إلى أن الغالبية العُظمى تعرفه على أنه مالك "أمازون" وأغنى رجل في العالم، في محاولة للانضمام للحملة السعودية ضده.

وقال البغدادي إنه في الوقت الذي تستطيع فيه السعودية اختراق هواتف أعدائها إلا أن لا أحد ذكر اسمها في اختراق هاتف بيزوس والحصول على صوره ورسائله الجنسية. وأضاف: لم يستخدم أحد عبارة "دوافع سياسية خارجية" سوى American Media Inc المُستعدة للاحتفاظ بصور بيزوس الجنسية بمُجرد اعترافه بأن لا "دوافع سياسية خارجية" وراء تغطية المجلة لفضيحته.

وكان بيزوس قد رفض عرض الشركة الأمريكية (إيقاف تحرّياته بشأن كيفية حصول المجلة على صوره ورسائله الجنسية وإصدار بيان عام يؤكد أن تغطية المجلة ليس لها دوافع سياسية خارجية) رغم أن نتيجة رفضه قد تكون "مُحرجة" و"باهظة الثمن"، حسب قوله.

وختم البغدادي مقاله قائلاً إنه لا توجد أدلة ثابتة عن علاقة سرية بين  American Media Inc والسعودية، ولكن هُناك بعض الأسئلة التي "يُمكننا الإجابة عنها بثقة"، بحسب قوله، منها: هل لدى الشركة الأمريكية علاقات قوية مع المملكة؟ (نعم)، هل كانت الشركة مدينة بـ 1.3 مليون؟ (نعم)، هل كانت الشركة بحاجة لأموال من السعودية؟ (نعم)، هل شنّ السعوديون حملة إعلامية لأشهر ضد بيزوس وواشنطن بوست؟ (نعم).

وكان بيزوس قد تلقى رسالة تهديد في 5 فبراير من مدير قسم المحتوى ديلان هاوارد بعنوان "صور جيف بيزوس والسيدة لورين سانشيز".جاء فيها:  إلى جانب صورة السيلفي المأخوذة من تحت السرّة أو كما نقول بالعامية "صورة القض*ب"، حصلت مجلة National Enquirer على تسع صور أُخرى.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard