قررت منظمات نسوية سويدية إطلاق أول تحالف نسوي ضد مصنعي وبائعي الدمى الجنسية الآلية، التي تتخذ من ملامح النساء شكلاً لها، مؤكدة أن ما بات يعرف عالمياً بالروبوتات الجنسية ترسخ فكرة أن المرأة أداة لممارسة الجنس فقط، وتجعل قضايا عالمية مثل العنف ضد النساء أمراً عادياً ومسموح به.
وناشدت ثلاث منظمات سويدية السلطات بتشريع قانوني يستهدف منع الدمى الجنسية الآلية، وحظرها تماماً في السويد، لأنها تولد أفكاراً تشجع على استغلال أجساد النساء.
ويتكون التحالف النسوي من لوبي نساء السويد، والمنظمة السويدية لحماية النساء والنساء الشابات المعروف اختصاراً باسم روكس، وكذلك منظمة يونيزون.
وبحسب ما نشره موقع إكسبريسن السويدي فإن التحالف قرر اتخاذ موقف بعد إعلان أحد المصانع في سان دييغو بجنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، أنه أصبح جاهزاً لشحن العشرات من الروبوتات الجنسية إلى الرجال الراغبين في شراء روبوتات تشبه النسا، مبرمجة على تنفيذ وإطاعة كل الأوامر الجنسية لمالكيها، حتى لو كان الرجل يرغب في ممارسة عنف ضد هذه الدمى.
وفي نوفمبر الماضي افتتح في فنلندا أول بيت دعارة يسمح بممارسة الجنس مع الدمى الجنسية، يمكنها إطاعة كل أوامر الرجال أياً كان نوعها.
ورغم أن المنظمات السويدية تقول إن هذه ظاهرة قد تبدو للبعض غير ضارة لأن الروبوتات هي مجرد منتجات وليست أشخاصاً حقيقيين، إلا أنها تحذر من أن هذه الدمى الجنسية ترسخ فكرة أن النساء أدوات لممارسة الجنس فقط، وتطرح سؤالاً مهما: لماذا يرغب الرجال في دفع عشرات الآلاف من الدولارات لشراء إنسان آلي يطيع أوامرهم الجنسية؟
مثلها مثل الأفلام الإباحية
وشبهت المنظمات عواقب استخدام الدمى الجنسية الآلية، بعواقب إنتاج الأفلام الإباحية، التي يتسبب إدمان الرجال مشاهدتها في تحيز جنسي وعنف حقيقي ضد النساء في الواقع، لأن نزع صفة الإنسانية عن النساء قد يحوّل الرجل الرجل إلى ممارسة عبودية ضدهن، ويستغل أجسادهن.
وتقول المنظمات السويدية إن الدمى الجنسية الآلية لم تبرمج على رفض أي طلبات جنسية غريبة من الرجال، ولا تعترض على أي ممارسة من ضدهن، ما يمكن أن يجعل الرجال يعتقدون أن ممارسة عنف ضد النساء أمر يمكن أن تتقبله النساء في الواقع أيضاً.
تقول المنظمات السويدية إن الدمى الجنسية الآلية لم تبرمج على رفض أي طلبات جنسية غريبة من الرجال، ولا تعترض على أي ممارسة من ضدهن، ما يمكن أن يجعل الرجال يعتقدون أن ممارسة عنف ضد النساء أمر يمكن أن تتقبله النساء في الواقع أيضاً.
يعتقد بعض الرجال أن ممارسة عنف ضد نساء في الحقيقة يمكن أن يجعلهن يتلذذن مثلما يحدث في الأفلام ما يساهم في انتشار العنف ضد النساء.
وتُذكِّر هذه المنظمات بأن بعض شركات إنتاج الأفلام الإباحية تنتج أفلاماً تظهر فيها النساء وهن يتلذذن بضرب الرجال لهن، وهي نوعية أفلام يطلق عليها العبد والسيد، ويعتقد بعض الرجال أن ممارسة عنف ضد نساء في الحقيقة يمكن أن يجعلهن يتلذذن مثلما يحدث في الأفلام ما يساهم في انتشار العنف ضد النساء.
وتطالب المنظمات الثلاث بوضع قيود على افتتاح بيوت الدعارة التي تسمح بممارسة الجنس مع الدمى الجنسية في السويد، والتي ترى أن مخاطرها لا تقل أهمية عن مخاطر الدعارة التقليدية.
وأضافت المنظمات المتحالفة أن "السويد أقرت منذ 20 عاماً إطاراً تنظيمياً يعاقب مشتري الجنس، وهو الإجراء الذي قلص الطلب على الدعارة، أما اليوم، فعلى السويد اتخاذ خطوة إضافية تستهدف تقنية الدمى التي تديرها شركات صناعة الجنس على حساب النساء والفتيات".
وطالبت المنظمات النسوية بفتح تحقيق رسمي للخروج بمقترحات "حول حجب التقنيات والأنشطة التي تجعل الاعتداء ضد النساء أمراً طبيعياً".
وفي بريطانيا أيضاً
وفي العام 2017، طالبت المحامية البريطانية والناشطة كيت باركر بحظر الدمى الجنسية الآلية في بلادها، معتبرة هذه الدمى تطوراً شريراً ضمن مسعى الشركات لإعادة تشكيل العلاقة الحميمية.
وأوضحت باركر أن بعض الدمى الجنسية الآلية تم برمجتها لتلبية خيالات مالكها، ما يجعل بعض الرجال يقومون بممارسة عنف واغتصاب ضد هذه الدمى، إضافة إلى أن صناعة دمية على شكل أنثى يجعل المرأة سلعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...