سردت صحيفة مونتريال جازيت الكندية قصة طالب لجوء مثلي الجنس من السعودية، مؤكدةً أنه ترك رغد الحياة في كنف عائلته الثرية جداً باحثاً عن "السلام والحرية" لكنه لم يحظ بذلك بالقدر الكافي حتى عقب وصوله كندا.
عبد الله بن طالب (19عاماً) شاب سعودي، يقول إنه تخلى عن الإسلام وأعلن "مثليته الجنسية" فتبرأت منه عائلته، ما دفعه إلى التقدم بطلب لجوء إلى كندا "خشية على حياته إذا عاد إلى وطنه".
رعب الطفولة وتحول المراهقة
يؤكد بن طالب للصحيفة الكندية أنه أدرك أنه مثلي الجنس مذ كان طفلاً، كان يغلق غرفته على نفسه ويغمض عينيه ويصلّي ويدعو ألا يكون مثلي الجنس وأن تكون مجرد هواجس وأوهام برأسه.
ويلفت إلى أنه أخبر مراراً، من معلميه بالمدرسة، بأن المثلية أمر "مخزٍ وحرام"، وقيل له إن "المثليين يذهبون إلى جهنم بعد أن تهلكهم السلطات" بالطبع.
وفي المملكة العربية السعودية، يعاقب الإنسان على "ممارسة المثلية الجنسية" بالجلد أو بالسجن وربما الموت.
في سن المراهقة، حدث التحول في حياة بن طالب حين بدأ بالسفر إلى المملكة المتحدة كل صيف لتعلم اللغة الإنجليزية، وفي سن الـ15 شاهد أول مرة مسيرة الفخر المثلية في بريستل آنذاكو "اكتشفت أن هناك طريقة أخرى للعيش كمثلي" على حد تعبيره.
وبعد عامين، سار بن طالب في مسيرة الفخر المثلية بلندن، لكن لسوء الحظ، وصلت الصور إلى عائلته السعودية. وعندما واجهه والداه بشأن الصور، كذب عليهما زاعماً أنه "يدعم القضية فقط"، وأقسم أنه ليس مثلياً، قائلاً "كنت فقط أتسلى".
لم يقتنع الوالدان وعندما عاد إلى السعودية، تعرض المراهق للضرب على يد والده الذي هدده باصطحابه إلى مركز الشرطة بينما اقترحت والدته خضوعه لعلاج لتعديل الهرمونات، وفي نهاية الأمر أحضر والداه شيخاً لإخراج "الشيطان بداخله".
الصيف الماضي، أرسل عبد الله مع شقيقته للدراسة بولاية مينيسوتا الأمريكية، وسعى للانتحار بابتلاع 30 حبة من المهدئات لكنه لم يمت، وعندما خرج من المركز الطبي اكتشف أن شقيقته أبلغت والديه بأنه "شاذ" وتخلى عن الإسلام.
هروب اضطراري إلى كندا
قطعت الأسرة الدعم المالي عن ابنها تمهيداً لإلغاء تأشيرته الدراسية وترحيله إلى السعودية، ولم يعد أمام عبد الله خيار آخر غير الهرب، فجمع أغراضاً قليلة واتجه إلى الحدود الكندية.
عبر بن طالب إلى مدينة وندسور (جنوب غربي كندا) حيث احتجزه موظفو الخدمات الحدودية يومين لإنهاء فحصه الأمني.
يوم 24 يناير، فتح عبد الله حسابه على تويتر بعد وصوله مونتريال ونشر تغريدة قال فيها "أنا لاجئ سعودي مثلي الجنس بكندا.. أطلب اللجوء وأحتاج إلى المساعدة"، وأرفقها بحساب تمويل جماعي عبر الإنترنت عُطِّل حالياً.
سعى بن طالب لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة قصته وحشد الدعوات لمنحه اللجوء حرصاً على حياته أسوةً بما حدث في حالة السعودية رهف القنون (18 عاماً) التي هربت هي الأخرى وقالت إنها تركت الإسلام ومنحتها كندا اللجوء عقب اهتمام عالمي بقضيتها عبر حسابها على تويتر.
لكن قصة رهف لم تلهم بن طالب وحده، بل حذا الكثيرون حذوها وباتت السلطات تتعامل بتمهل أكبر مع الحالات المشابهة للمراهق السعودي المثلي، ومع صعوبة التحقيق في الحالات الحقيقية وتلك المدعية لم يلقَ عبد الله دعماً واسعاً.
اكتسب المراهق مصداقية ودعماً عندما أعادت إنصاف حيدر، الناشطة السعودية وزوجة المدون السعودي المسجون رائف بدوي، نداءه بطلب المساعدة إلى متابعيها البالغ عددهم 74 ألف شخص.
يؤكد بن طالب للصحيفة الكندية أنه أدرك أنه مثلي الجنس مذ كان طفلاً، كان يغلق غرفته على نفسه ويغمض عينيه ويصلّي ويدعو ألا يكون مثلي الجنس وأن تكون مجرد هواجس وأوهام برأسه.
سعى بن طالب لاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة قصته وحشد الدعوات لمنحه اللجوء حرصاً على حياته أسوةً بما حدث في حالة السعودية رهف القنون (18 عاماً) التي هربت هي الأخرى وقالت إنها تركت الإسلام.
تشبث بالحياة
قد يضطر بن طالب للانتظار 24 شهراً، بدأت 1 يناير الماضي، قبل أن يستمع إليه مجلس الهجرة واللجوء الذي سيحدد مصيره في النهاية، في الأثناء سيعيش حياةً غير مستقرة.
لكن بن طالب اتخذ خطوات جادة لتأسيس حياته في مونتريال، فعثر على سكن بواسطة مركز لمجتمع الميم في قرية المثليين بمونتريال وحصل على مساعدة اجتماعية حكومية وسيقدم طلباً للحصول على تصريح عمل كما بدأ بتعلم الفرنسية ويحلم بدراسة البرمجة.
وتشير الصحيفة الكندية إلى أن بن طالب الذي ترك حياةً باذخة في كنف عائلته وصل كندا قبل 6 أيام تقريباً عاشها مشرداً ولم يذق طعم النوم. في البرد القارس بقي طالب في الشارع مرتدياً معطفاً شتوياً وقفازين عطف عليه غريبان فمنحاه تلك الملابس ليتقي برودة مونتريال الشديدة في هذا الموسم.
ولم يتحدث الشاب مع عائلته منذ فراره ولا ينوي ذلك رغم أنه لا يزال متأثراً بسبب "الانفصال المفاجئ عنهم” تقول الصحيفة.
رغم كل ما عاناه، يقول بن طالب "أشعر بسلام أكبر من أي وقت مضى...لم أتمسك بالحياة مثلما أفعل الآن...أصبح عندي أمل".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين