بعد نحو عامين على وقوع أعنف هجومين إرهابيين تشهدهما تونس، استهدف الأولُ سياحاً في متحف باردو الملاصق للبرلمان واستهدف الثاني سياحاً كذلك على شاطئ فندق بسوسة (الساحل الشرقي)، أصدرَ القضاء التونسي في وقت متأخر من مساء الجمعة أحكاماً بالسجن المؤبد على سبعة متهمين في الهجومين.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة سفيان السليطي لفرانس برس إن متهمين آخرين في الهجومين صدرت بحقهم أحكام بالسجن تراوحت مدتها بين ستة أشهر و16 عاماً، في حين أخلت المحكمة سبيل 27 متّهماً آخرين.
ولم يصدر أي حكم بالإعدام في القضيتين اللتين قررت المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة إحالتهما إلى الاستئناف، بحسب ما أوضحه المتحدث.
وعلقت السلطات التونسية تنفيذ أحكام الإعدام في البلاد منذ سنة 1991، وسط ضغوط من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وأوقع الهجومان عشرات القتلى في صفوف السياح كما قُتل شرطي واحد في أحد الهجومين، وسببا صدمة كبيرة داخل تونس وخارجها. وأعلنت العديد من الدول تضامنها مع تونس في حربها ضد الإرهاب، وعلقت وكالات الأسفار العالمية رحلاتها السياحية إلى تونس بعد الهجومين وأصدرت عدة سفارات غربية تحذيرات لرعاياها من التوجه إلى تونس، ما أثّر بشكل حاد على قطاع السياحة الذي يمثل أكبر مورد للعملة الصعبة في البلد الصغير.
وشهدت جلسة الجمعة متابعة كبيرة من الصحافة الدولية ولا سيما البريطانية لكون بريطانيا فقدت أكبر عدد من الضحايا في الهجومين، بمقتل 30 بريطانياً في هجوم سوسة الدامي.
وتمت محاكمة المتهمين في القضيتين بموجب قانون مكافحة الإرهاب المعتمد منذ صيف عام 2015.
وذكرت فرانس برس أن بعد عشرات جلسات الاستماع على امتداد عام ونصف، عقدت آخر المرافعات صباح أمس الجمعة أمام الغرفة الخامسة في المحكمة الابتدائية في تونس.
وفيما يتعلق بقضية الهجوم على متحف باردو، حكم على ثلاثة متهمين بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهم "بالقتل العمد، والمشاركة في قتل متعمد واعتداء يهدف إلى تغيير الطابع المدني للدولة".
ونقلت فرانس برس عن مصدر لم تسمِّه قوله إنه في القضية نفسها صدرت عقوبات بالسجن لمدد تتراوح بين عام و16 عاماً بينما جرت تبرئة نحو عشرة متهمين.
وكان 25 متهماً ملاحقين في الاعتداء على متحف باردو بينهم 22 موقوفاً وثلاثة في حالة فرار.
وأسفر الهجوم الذي وقع يوم 18 مارس عام 2015 عن سقوط 22 قتيلاً، هم رجل أمن تونسي و21 سائحاً بينهم أربعة فرنسيين وأربعة إيطاليين وثلاثة يابانيات وإسبانيان.
وفي اعتداء متحف باردو الذي كان أول هجوم يتبناه تنظيم داعش في تونس، جرح 43 شخصاً قبل أن تعتقل الشرطة منفذَيْ الهجوم.
وكشفت التحقيقات وجود مادة الأمفيتامين في جسم أحد المهاجمين وهو ياسين العبيدي المولود في 1990، أما جابر خشناوي المولود في 1994 فقد توجه إلى سوريا في 2014 عن طريق ليبيا.
وفي هذه القضية قال أحد المتهمين، وهو محمود كيشوري إنه أعد خططاً واحتفظ بهواتف بطلب من شمس الدين سندي الذي كان صديقه، وأضاف أنه وضع خرائط للمتحف حددت عليها الأهداف بالتفصيل.
وبرر المتهم البالغ من العمر 33 عاماً مساعدته هذه "بواجب المشاركة في ظهور الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش عام 2014، حسب اعترافاته التي تلاها دفاع الضحايا خلال الجلسة.
أما بخصوص قضية الاعتداء على فندق في سوسة والذي وقع بعد ثلاثة أشهر من هجوم باردو وقتل فيه 38 شخصاً بينهم 30 بريطانياً وإيرلندي وألماني وبلجيكي، فقد حكم على أربعة متهمين بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهم "بالقتل العمد والمشاركة في قتل متعمد واعتداء يهدف إلى تغيير الطابع المدني للدولة".
وفي 26 يونيو 2015، قام سيف الدين رزقي وهو طالب، بقتل سياح على الشاطئ قبل أن يتوجه إلى داخل الفندق ليواصل إطلاق القنابل اليدوية والرصاص من رشاش كلاشنيكوف، قبل أن يُقتل.
وحكم على خمسة متهمين بالسجن لمدد تتراوح بين ستة أعوام وستة أشهر، وتمت تبرئة 17 متهماً، وكان 26 شخصا ملاحقين في إطار هذه القضية بينهم 18 موقوفين وثمانية لم يتم توقيفهم.
واعتداء سوسة الذي قتل فيه ثلاثون بريطانياً هو موضوع محاكمة جارية أمام المحكمة الملكية في لندن، بهدف إعادة تحديد الوقائع المثبتة.
بعد نحو عامين على وقوع أعنف هجومين إرهابيين تشهدهما تونس، استهدف الأولُ سياحاً في متحف باردو الملاصق للبرلمان واستهدف الثاني سياحاً كذلك على شاطئ فندق بسوسة (الساحل الشرقي)، أصدرَ القضاء التونسي في وقت متأخر من مساء الجمعة أحكاماً بالسجن المؤبد على سبعة متهمين.
ثلاثون بريطانياً قتلوا في هجوم سوسة (الساحل الشرقي التونسي) قبل عامين. بثت جلسة الاستماع مباشرةً في قاعتين في فرنسا وبلجيكا، فيما نقلت ثلاث جلسات سابقة مباشرةً في باريس بحضور مدعين بالحق المدني.
رابط بين الهجومين
وأظهرت شهادات المتهمين في جلسات الاستماع السابقة وجود ارتباط بين الهجومين اللذين تبناهما داعش.
وتحدث بعض المتهمين عن رجل واحد هو شمس الدين سندي، بصفته مدبر الاعتدائين، وقال محامون إن سندي ملاحق في القضيتين مثل متهمين آخرين بينما ذكرت وسائل إعلام تونسية أنه قُتل في فبراير 2016 في ضربة جوية أميركية في ليبيا.
لكن في المقابل عبر البعض عن تعجبهم من إصدار حكم موحد في القضيتين، ونقلت فرانس برس عن محامي أحد الضحايا الفرنسيين قوله: "أحس بمرارة كبيرة، الضحايا لم يتمكنوا من لعب دورهم في مراقبة مسار العدالة"، واصفاً صدور حكم موحد في القضيتين بأنه أمر غير مفهوم، لكنه من ناحية أخرى عبر عن رضاه "لأن القضاء لم يصدر أحكاماً بالإعدام".
وتقول مصادر تونسية إن بعض الضحايا ملاحقين لاتصالهم عبر تطبيق للرسائل النصية مع مشتبه بهم آخرين فارين.
وبثت جلسة الاستماع الجمعة مباشرةً في قاعتين في باريس وبلجيكا، فيما نقلت ثلاث جلسات سابقة مباشرةً في باريس بحضور مدعين بالحق المدني.
وشهدت تونس بعد 2011 بروز تنظيمات مسلحة استهدفت قطاع السياحة الحيوي في الاقتصاد وتسببت في مقتل عشرات الأمنيين والعسكريين.
ورغم تحسن الأوضاع نسبياً، إلا أن السلطات التونسية تدعو دائما لليقظة كما يستمر فرض حال الطوارئ منذ العام 2015.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع