أعلنت إسرائيل الثلاثاء المنطقة الحدودية مع لبنان "منطقة عسكرية مغلقة" وحذرت من الاقتراب منها، تزامناً مع إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية "درع الشمال" التي تستهدف "تدمير أنفاق حزب الله على الحدود من لبنان إلى الجليل في شمال إسرائيل"، بحسب مزاعم الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث باسم قواته، جوناثان كونريكوس.
وزعم كونريكوس في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن "أنفاق الهجوم" (التي يقول إن حزب الله أنشأها) "لم تكن قد بدأت العمل بعد” لكن الجيش الإسرائيلي يعتزم من خلال العملية سدها أو هدمها دون أن يحدد عدد الأنفاق التي يزعم اكتشافها. ويقول الجيش الإسرائيلي إن بعض هذه الأنفاق وصلت إلى العمق الإسرائيلي وإنه يتابعها منذ عام 2014.
"نورذرن شيلد” (درع الشمال) هو اسم العملية الإسرائيلية التي تقول تل أبيب إن هدفها كشف الهجمات الحدودية وإحباطها عبر أنفاق "حفرتها منظمة حزب الله الإرهابية من لبنان إلى إسرائيل” حسب وصف كونريكوس.
وأكد المتحدث أن جميع العمليات "ستجري على الأراضي الإسرائيلية”. وتأتي هذه العملية مباشرة بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناهيو بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاثنين، ومن المرجح أن تتسبب بتصاعد التوتر مع حزب الله الذي سبق له عام 2006 خوض حرب ضد إسرائيل.
وقال نتانياهو إنه كان يعتزم مناقشة بومبيو الخطوات التي يتخذها مع الجانب الأمريكي لصد عدوان إيران ووكلائها في الشمال" في إشارة إلى سوريا ولبنان، ما يلمح إلى طلب نتنايهو دعماً أمريكياً إذا ما قررت تل أبيب التصعيد في لبنان بشنّ هجوم في لبنان.
وتتزامن عملية “درع الشمال” مع ملاحقة القضاء نتنياهو بتهم الفساد، ما يرجح محاولة الالتفاف على القضية بتحريك جبهة شمالية ضد حزب الله.
وعبر حسابه على تويتر، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فجر الثلاثاء، عن إطلاق عملية "درع الشمال" في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بهدف تدمير " أنفاق حزب الله غير المنتهية والممتدة من لبنان إلى الجليل" على حد تعبيره.
وذكرت صحيفة هآارتس العبرية، نقلاً عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونين مانليس، أن "قوات الدفاع الإسرائيلية اكتشفت بالفعل مكان الأنفاق صباح الثلاثاء وشرعت في تدميرها".
مخاوف إسرائيلية منذ 2006
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يسعى لبناء أنفاق هجومية تمتد إلى داخل إسرائيل في عدة نقاط على طول الحدود مع لبنان منذ عام 2006، وفقاً لهآارتس ويستشهد في ذلك بتصريحات حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وقتذاك، عن "خطة للاستيلاء على أجزاء من الجليل، شمال إسرائيل، في معارك مستقبلية" على حد وصفها.
ويقول المتحدث الإسرائيلي إن “الجيش الإسرائيي يقوم حالياً بتقييم الموقف لقياس رد فعل حزب الله على تدمير الأنفاق"، وأردف: "نتوقع حدوث تطورات بالطبع، لكن اكتفينا في هذه المرحلة، بتحذير المزارعين بعدم الاقتراب من الحدود".
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي اكتشف أن حزب الله كان يحاول البدء في بناء الأنفاق في عام 2013، دون أن يتمكن من العثور على أي منها.
وتابعت: "في عام 2014، شكل الجيش "فريقاً خاصاً" لتحديد موقع هذه الأنفاق، وفي عام 2015، بدأ مشروعاً لبناء حاجز بطول الحدود اللبنانية، كما طور من تقنياته في مساعي أكيدة لتحديد موقع "أنفاق حزب الله".
وقال مانليس "حقيقة أن لدى حزب الله أنفاقاً تعبر الحدود اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية دليل على انتهاك صارخ للسيادة الإسرائيلية، ونحن نرى ذلك على أنه وضع خطير للغاية يضر بلبنان ومواطنيه”، موجهاً تحذيراً للحكومة اللبنانية محملاً إياها "مسؤولية ذلك”، معلناً “لدينا دليل لا يقبل الجدل بأن الحكومة اللبنانية لا تسيطر على حدودها، والمال الإيراني وراء إنشاء هذه الأنفاق ".
وتحدث عن تعزيز قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على طول الحدود، مؤكداً سيطرته "بشكل كامل على الوضع” قائلاً إن تل أبيب عازمة على "إزالة تهديد حزب الله من الحدود الشمالية”، زاعماً أن الأنفاق تعبر الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية، "لكن العمل عليها لم يكتمل".
وأشارت هآارتس إلى أن السلطات في شمال إسرائيل كانت تبلغ، على مدى السنوات القليلة الماضية، عن سماع أصوات تحت الأرض، إلا أن الجيش الإسرائيلي استمر في التأكيد على عدم وجود أنفاق أسفل الحدود الشمالية.
أعلنت إسرائيل الثلاثاء المنطقة الحدودية مع لبنان "منطقة عسكرية مغلقة" وحذرت من الاقتراب منها، تزامناً مع إطلاق الجيش الإسرائيلي عملية "درع الشمال" التي تستهدف "تدمير أنفاق حزب الله على الحدود من لبنان إلى الجليل في شمال إسرائيل".
اتهامات إسرائيلية متزايدة
وفي الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة اتهامات إسرائيل لحزب الله الذي تعتبره أحد أذرع إيران في المنطقة، ويبدو أنها كانت تمهد لعمليتها الحالية، ففي سبتمبر/ أيلول، اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، حزب الله بمحاولة إقامة بنية تحتية لتعديل الصواريخ في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول قال مسؤول عسكري إسرائيلي، لم يكشف عن اسمه، لفرانس برس إن حزب الله أقام مركز مراقبة عسكرياً جديداً على الجانب الآخر من الحدود تحت ستار أنشطة بيئية، معتبراً ذلك "انتهاكاً لقرار دولي يمنع وجود حزب الله في ذلك القطاع".
وقبل أيام زعمت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أن طائرات إيرانية "مدنية ظاهرياً"، تنقل معدات عسكرية "متطورة" إلى حزب الله، مع تصاعد حدة الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية لإيران بالقيام بدور تخريبي في المنطقة.
يشار إلى أن الصحافة الإسرائيلية تحدثت عن ”حرص" نتانياهو على عقد "اجتماع تنسيقي" مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بروكسل، بحضور رئيس الموساد، قبيل عملية درع الشمال، لمناقشة ما وصفته بـ "المخاطر الأمنية المتزايدة من ناحية لبنان".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...