كشفت دراسة بريطانية نشرتها "سي إن إن" السبت أن الوفيات الناتجة عن الاستعمار الأوروبي للقارة الأمريكية تسببت في ازدياد برودة مناخها مُرجحةً أن قتل 56 مليون شخص من السكان الأصليين نتيجة الحروب والأمراض التي نقلها الأوروبيون معهم أدّى إلى إهمال مساحات زراعية شاسعة ونتيجة ذلك استهلاك الأشجار والنباتات مستويات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون مُتسببة في انخفاض ملحوظ في درجة حرارة الأرض.
وقال بروفيسور الجغرافيا مارك ماسلين، أحد باحثي الدراسة في "يونيفرسيتي كوليدج لندن"، إن قبل هذه الدراسة، كان بعض العُلماء يرجحون أن "الظواهر الطبيعية" هي التي أدّت إلى هبوط درجات الحرارة بين القرنين الـ 15 والـ 16 والتي تُسمّى بـ"العصر الجليدي الصغير" في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ولكن من خلال الجمع بين الأدلة الأثرية والبيانات التاريخية وتحليل ودراسة نسبة الكربون الموجودة في جليد القارة القطبية الجنوبية، أكد الباحثون أن إعادة زراعة المنطقة التي تزامنت مع وصول الأوروبيين هي العُنصر الرئيسي الذي ولّد البرد وتسبب بهبوط درجات الحرارة.
وأضاف ماسلين لسي إن إن: استطعنا لأول مرة أن نجمع كل معلوماتنا ونؤكد أن السبب الوحيد وراء العصر الجليدي الصغير هو القتل الجماعي الذي راح ضحيته ملايين السكان الأصليين في القارة الأمريكية.
كيف غيّرت إبادة السكان الأصليين في القارة الأمريكية مناخ الأرض؟
المنهجية
يقول باحثو الجامعة البريطانية إن تحليلهم لنسبة الكربون الموجودة في القطب الجنوبي مكّنتهم من الكشف عن نسبة ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الغلاف الجوي منذ قرون.
ولفت ألكسندر كوخ، كبير الباحثين في الدراسة بحسب سي إن إن، إلى أن "النوى الجليدية أظهرت انخفاضاً أكثر من المعتاد في ثاني أكسيد الكربون في عام 1610. وكان ذلك بسبب الأرض وليس المحيط".
وأضاف أن تحولاً بسيطاً في درجات الحرارة (نحو عشر درجات في القرن السابع عشر) أدى الى ظهور فصول شتاء باردة وصيف بارد ومواسم زراعية فاشلة.
اقتصاد أوروبي ناجح
يؤكد بروفيسور مارك ماسلين أن الدراسة تجاوزت علوم المناخ وجعلتهم يبحثون في الجغرافيا والتاريخ ، لافتاً إلى أن عدد القتلى ساهم بشكل مُباشر وكبير في "نجاح" الاقتصاد الأوروبي.
وقال إن الموارد الطبيعية والأغذية المشحونة التي وصلت من "العالم الجديد"، بحسب تعبيره، ساعدت سكان أوروبا على التوسع وأتاحت لهم فرصالتوقف عن الزراعة وبدء العمل في مجالات صناعية للحصول على الأموال.
وأضاف: "الشيء الغريب حقاً هو أن هجرة سكان القارة الأمريكية سمحت للأوروبيين بالسيطرة على العالم، رُبما عن غير قصد". ولفت إلى أن الهجرة سمحت بالثورة الصناعية وسمحت للأوروبيين بـ "مواصلة" السيطرة على العالم.
وكانوا الباحثين قد درسوا بيانات السكان مُنذ عام 1492 للتعرف على تأثيرات الحروب عليهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...