شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
واشنطن تُعلّق التزامها باتفاقية الصواريخ النووية وتمنح روسيا مُهلة للتفاوض

واشنطن تُعلّق التزامها باتفاقية الصواريخ النووية وتمنح روسيا مُهلة للتفاوض

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 1 فبراير 201907:23 م

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تعليق التزام بلاده باتفاقية نزع الصواريخ النووية المتوسطة المُبرَمة إبان الحرب الباردة، وذلك بدءاً من يوم غد السبت 2 فبراير.

بموازاة ذلك، منح بومبيو روسيا، التي تتهمها الولايات المتحدة بانتهاك الاتفاق، مهلة 6 أشهر للتفاوض قبل الانسحاب النهائي من المعاهدة.

وكانت واشنطن هدّدت بالانسحاب، في ديسمبر الماضي، في وقت منحت روسيا مهلة 60 يوماً من أجل العودة لتطبيق المعاهدة.

وفي المؤتمر الصحافي، الذي عُقد في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن، قال بومبيو: "ينبغي أن يكون الأمن أهم أولوياتنا والاتفاقات التي التزمنا بها لا بدّ أن تخدم المصلحة الأميركية، أما الدول التي تنتهك القوانين فيجب أن تُحاسب".

الاتهامات الأمريكيّة لروسيا

شرح بومبيو قائلاً: "لسنوات، انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وتحدثنا مع المسؤولين الروس بأعلى مستويات الحكومة أكثر من 30 مرة، لكن موسكو لا تزال تنفي خرقها للمعاهدة".

وتابع: "الانتهاكات الروسية تضع حياة الملايين من الأمريكيين والأوروبيين في خطر وتُقلّل فرص تقاربنا سياسياً، وعلينا أن نردّ بطريقة ملائمة".

وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن تعليق التزام بلاده بالاتفاقية، التي أُبرمت عام 1987، سيبدأ اعتباراً من الغد، بينما ترك الباب مفتوحاً أمام إجراء مفاوضات مع الروس خلال المهلة المحددة، للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن معاهدة الصواريخ النووية التي يتراوح مداها بين 500 إلى5500 كيلومتر.

وفي أكتوبر الماضي، تحدّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن انسحاب مُحتمل لبلاده من المعاهدة التي وضعت حداً للأزمة التي اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ "إسإس-20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا.

اعتبرت موسكو أن هدف واشنطن الرئيسي من الانسحاب المُزمَع من المعاهدة هو الصين، فـ"الصين وفقاً للتقديرات الأمريكية أنتجت مجموعة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تضم أكثر من ألف صاروخ..."
"لسنوات، انتهكت روسيا بنود نزع الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، وتحدثنا مع المسؤولين الروس بأعلى مستويات الحكومة أكثر من 30 مرة"... هكذا برّرت واشنطن تعليق التزامها بالمعاهدة تمهيداً لانسحابها منها

وزعم ترامب أن النظام الصاروخي الروسي "9 أم 729" انتهك على مدى العامين السابقين المعاهدة التي تحظر الصواريخ متوسطة المدى، والتي كانت محور سباق تسلح في أوروبا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في الثمانينات.

وفي مقابلة مع "دويتشه فيله"، قالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الحدّ من التسلّح أندريا إل تومبسون إن آخر لقاء مع الجانب الروسي، وتحديداً مع نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، تمّ الأسبوع الماضي في جنيف لمناقشة الخلاف بشأن المعاهدة ولم يُسفر عن أي تقدم.

وأوضحت: "نُعلّق التزاماتنا بالمعاهدة بنيّة الانسحاب منها... رغم التزامنا بها طوال الوقت، لكننا سنصبح خلال تعليق التزاماتنا، قادرين على القيام بالأبحاث من أجل تطوير أنظمة مماثلة أنشأتها روسيا الآن ونشرتها بالكامل في الميدان".

موسكو تنفي وتستنكر

في المقابل، تنفي موسكو حدوث أي خرق لبنود المعاهدة التي ورثتها عن الاتحاد السوفياتي، كما تزعم أن واشنطن هي التي انتهكتها بنشر نظام صاروخي في رومانيا القريبة من حدودها.

من ناحية أخرى، تُصرّ روسيا على أن صواريخ كروز SSC-8 المُثيرة للجدل لا يمكن أن تطير إلا على مسافة 480 كيلومتراً، ما يعني أنها تقع ضمن الحد المسموح به (حدود 500 كيلومتر) بموجب المعاهدة.

وأعرب الكرملين، الجمعة، عن أسفه من الموقف الأمريكي، متهماً واشنطن بعدم الإنصات أو التفاوض لتجنّب مثل هذه النتيجة وحمّلها "العواقب" المُحتملة لذلك.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمام الصحافيين: "عدم رغبة الأمريكيين للإنصات إلى أية ذرائع وإجراء مفاوضات موضوعية معنا تُبيّن أن واشنطن اتخذت قرار نقض المعاهدة منذ وقت طويل".

"الصين هي السبب"

اعتبر السكرتير الأسبق لمجلس الأمن الروسي الأكاديمي أندريه كوكوشين أن هدف الولايات المتحدة الرئيسي من الانسحاب المُزمَع من المعاهدة هو الصين، فـ"الصين وفقاً للتقديرات الأمريكية أنتجت مجموعة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى تضم أكثر من ألف صاروخ، وتطال مياه بحري الصين الجنوبي والشرقي".

وأضاف: "هذه القوة الصاروخية لا تسمح للولايات المتحدة بنشر مجموعاتها الضاربة من حاملات الطائرات في هذه المناطق دون عقاب.. لقد تمكّن الجيش الصيني من تشكيل مجموعة كبيرة من الأسلحة عالية الدقة، وخاصة الصواريخ البالستية التي بإمكانها ضرب حاملات الطائرات الأمريكية والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة".

وفي أول رد فعلي دولي على الإعلان الأمريكي، أكد حلف شمال الأطلسي "الناتو" تأييده التام لقرار واشنطن، لافتاً في بيان إلى أن "الولايات المتحدة أقدمت على هذا الإجراء رداً على تهديدات كبيرة للأمن الأوروبي-الأطلسي الناجمة عن قيام روسيا سراً بتجربة وإنتاج ونشر أنظمة صواريخ كروز (9 إم 729) التي تُطلق من الأرض".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image