عبّر ناشطون تونسيون ومدافعون عن البيئة عن اعتراضهم على منح السلطات التونسية تراخيص صيد حيوانات مُهدّدة بالانقراض لسياح أجانب، من الجنسيّة القطريّة تحديداً، بعدما شوهد هؤلاء في رحلة صيد في منطقة توزر (صحراء الجنوب التونسي) حيث تعيش حيوانات عديدة مُهدّدة بالانقراض، من بينها غزال السماتي وغزال الريم وطائر الحبارى. وأشارت وسائل إعلام محلية، كما العديد من النشطاء التونسيين، إلى استيائها من تكرار قيام أمراء خليجيين، وخاصة من قطر، ممارسة هواية الصيد في الجنوب التونسي منذ عهد الرئيس زين العابدين بن علي.
صيد مُحرّم بحماية أمنية
بدأت القصة عندما بثّ سكان محليون مقاطع مُصوّرة تُظهر عدداً من سيارات الدفع الرباعي وهي تجوب صحراء توزر، لافتين إلى أن من كانوا على متن هذه السيارات كانوا في رحلة صيد بدعم مروحي يُساعدهم في عمليات القنص ويُرشدهم إلى مكان الطرائد. وظهر أحد السكان، عند الحديث مع مواطن قطري مشارك في موكب الصيد، وهو يعترض على انخراط الموكب في صيد حيوانات ممنوع على الأهالي صيدها. وقال المُتحدث في الفيديو إن "الأمير" (شقيق أمير قطر) موجود في الموكب ويرافقه الحرس الرئاسي التونسي.غليان في تونس
على الفور، وجّهت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان رسالة للهيئات الرئاسية الثلاث في البلاد حول ما وصفته بـ''الاعتداء على الثروة الحيوانية من طرف قوافل الإبادة القطرية". واستنكرت الرابطة ''المرافقة الرسمية من قبل الأمن ومسؤولي حماية الغابات" لهذه القوافل، موضحةً في بيان رسمي أن شهود عيان أكّدوا وجود قافلة من السيارات القطرية رباعية الدفع في المناطق الصحراوية الواقعة شمالي وشرقي ولاية توزر (العودية وقرعة الحصان والقبقاب والحناك ووادي الزريزير). وقالت الرابطة إن القافلة المدعومة بطائرة هليكوبتر كانت تُلاحق الغزلان والأرانب وطيور القطا والحباري باستخدام "الصقور القانصة والأسلحة والمناظير الدقيقة"، داعيةً إلى "تدخّل عاجل" لإيقاف الاعتداء على الثروة البيئية واتخاذ التدابير الكافية لمنع تكرارها مستقبلاً وفق ما ينص عليه الفصل 45 من دستور 2014.بدأت القصة عندما بثّ سكان محليون مقاطع مصوّرة تُظهر عدداً من سيارات الدفع الرباعي وهي تجوب صحراء توزر التونسيّة، معترضين على انخراط الموكب القطري في صيد حيوانات ممنوع على الأهالي صيدها...
اعترضت جهات بيئية رسميّة على وجود ما وصفته بـ"قوافل الإبادة القطرية" في تونس، بينما سعت جهات رسمية للتقليل من حجم الموضوع نافية منح تراخيص صيد للقطريينمن جهتها، ندّدت الجامعة الوطنية لجمعية الصيادين والجمعيات المختصة بالصيد في تونس بـ"احتجاز" رئيس جمعية الصيادين في توزر والأعضاء المرافقين له من قبل الأمن المرافق للقافلة القطرية ومصادرة هوياتهم الشخصية وهواتفهم المحمولة ووسائل نقلهم، أثناء محاولتهم توثيق "جرائم الصيد المحظور التي كان الخليجيون يمارسونها في الصحراء التونسية". وأوضحت الجامعة، في بيان، أن رئيسها فتحي النوري ومرافقيه تم الاعتداء على حريتهم الشخصية و"إشهار الأسلحة" في وجههم من قبل أفراد زعموا أنهم من "الأمن الرئاسي التونسي"، في وقت صرّح النوري للصحافة المحلية بأن هذه ليست المرة الأولى التي "يستبيح فيها صيادون قطريون الصحراء التونسية ويصطادون طائر الحبارة والغزال المحظور صيدهما، محلياً ودولياً". ولفت النوري إلى أن جامعة الصيادين ستعقد اجتماعاً عاجلاً، يوم غد السبت، لمناقشة التحركات لمواجهة هذا الأمر. كما أكد كاتب عام الجمعية الجهوية للصيادين في توزر عادل العرقي أن عمليات الصيد "تواصلت يوم الخميس شمالي الولاية، على الحدود مع ولاية قفصة، وكذا على الحدود مع الجزائر في منطقة التعمير"، متجاهلةً الغضب الشعبي.
تصريحات رسمية متضاربة
من جهته، نفى والي توزر صالح مطيراوي، في مداخلة ضمن برنامج "أكثر من رأي" عبر "إذاعة قفصة"، خبر "وجود أدلة وإثباتات مؤكدة على انتهاك أجانب لتراب البلاد من خلال الصيد غير القانوني في الجنوب التونسي لأنواع الحيوانات". وفي الإطار، أكد أن "الصور التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي قديمة"، مشدداً على أنه "من المستحيل السماح لأي شخص بدخول البلاد دون ترخيص"، ونافياً في الوقت نفسه وجود غزال في الصحراء التونسية. وأشار الوالي إلى أن شقيق أمير قطر هو ومجموعة من مرافقيه يزورون البلاد منذ السبت الماضي، وتم التنسيق مع رئاسة الجمهورية لحمايتهم خلال جولاتهم لـ"الاستمتاع بالطبيعة" في الصحراء التونسية. كما نفى سليم الطريقي، المدير العام لإدارة الغابات في وزارة الفلاحة التونسية، منح أي ترخيص لأمراء قطريين من أجل الصيد في الجنوب التونسي، مشيراً إلى أن هناك قوانين واتفاقيات تنص على منع صيد الحبارى. وفي الأثناء، خرجت وزارة الدفاع التونسية لتوضح أن طائرة الهليكوبتر المرافقة للقافلة مُرخّص لها من قبل الهياكل الرسمية وتحترم قواعد الطيران الجوّي المدني وسلامة الطيران، لافتةً إلى أن بقيّة الأنشطة الترفيهية المرتبطة بها خارج صلاحيات وزارة الدفاع. وفي سياق متصل، أكد الناشط البيئي ورئيس جمعية تونس إيكولوجيا عبد المجيد دبار أن الصحراء التونسية تم اقتسامها بين السعوديين والقطريين منذ عشرات السنين، حيث تُعتبر مناطق شط المرسى وصحاري قابس ومدنين وتطاوين خاضعة للقطريين، في حين قبلي وتوزر ( أو أجزاء منهما) مناطق السعوديين المفضلة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين