شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
سائقو الدراجات النارية يسعون إلى توحيد العراق ونبذ الطائفية

سائقو الدراجات النارية يسعون إلى توحيد العراق ونبذ الطائفية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 21 يناير 201912:25 م

الرياضة ليست فقط مجهوداً جسمانياً، بل قد تحمل رسالةً وإن لم تكن مجبرة على ذلك، وقد ترسم الرياضة أهدافاً نبيلة لخدمة المجتمع ونشر الوعي الجماعي بقضية ما، كأن تُجنّد مشاهير في الرياضة لتَبَني حملات تحث الشباب على الإقلاع عن التدخين أو التحذير من تعاطي المخدرات. وقد تحمل الرياضة على عاتقها هموماً وطنية بما يؤكد التحامها بالقاعدة الشعبية، كاسرةً الصور النمطية عن بعض رموز الرياضة الذين يصورهم الإعلام كذوات خارقين فوق الهمّ الشعبي وخارج السياق العام. فريق "عراق بايكرز" المكون من مجموعة من الشباب العراقي بارقة أمل في عالم الرياضة، وبارقة أمل في المجتمع العراقي، جعلوا هوايةَ ركوب الدراجات النارية سبيلاً لنبذ الطائفية وتوحيد شباب العراق على قلب واحد: الوطن.

في عام 2010 أسس بلال البياتي (42 عاماً) الموظف الحكومي فريق الدراجات النارية، كان يهدف في البداية إلى تحسين صورة فرق الدراجات النارية واجتذاب الشباب العراقي إلى هذه الهواية بعيداً عن الصراعات السياسية والحزبية والعنف، وتطورت أهدافه بعد ذلك بالدعوة إلى وحدة العراق بعد سنوات من الصراع الطائفي ورفع اسم بلاد الرافدين في كل المحافل الدولية من خلال مشاركته في المسابقات والمهرجانات الدولية.

من هم "عراق بايكرز"؟

يقول البياتي "هدفنا تحقيق الأخوة وجمع الشباب العراقي على قيم الإنسانية"، لذا أول قاعدة لفريقنا هي عدم التحدث في السياسة مردفاً "ممنوع منعاً باتاً داخل الفريق أي شخص أو أي عضو يتكلم في السياسة".

ويتابع البياتي قائلاً " أعشق ركوب الدراجات النارية منذ صغري، وهذا الحب الكبير دفعني إلى تأسيس الفريق  عام 2010، واستطعنا تسجيل اسم الفريق (عراق بايكرز) في شبكة البايكرز العالمية، واستلامنا وكالة البايكرز نت وورك، فضلاً عن تسجيل الفريق رسمياً عام 2012 في وزارة الشباب والرياضة-المركز الوطني للعمل التطوعي الدولي".

ويلفت البياتي الذي يطلق عليه أعضاء الفريق لقب "الكابتن"، إلى أن أي عضو بالفريق يتحدث في السياسة ينذر مرة أو مرتين، ثم يتم طرده بعدها إذا تكرر الأمر مضيفاً "ما عندنا بعد حيل إنه نتحمل هاي المآسي واللي نرجع عليها (نكررها)" في إشارة للأحداث الطائفية التي عانى منها العراق سابقاً.

شكلياً، يبدو أعضاء الفريق بملابسهم كما لو كانوا نتاج الثقافة الأمريكية، بملابسهم الجلدية وعصابات الرأس السوداء واللحية الصغيرة، لكن الدراجين يرفعون علم العراق على دراجاتهم  ويزينون بها ملابسهم أيضاً.

الفريق الذي اجتذب قرابة 710 دراجاً في البداية، من تسع محافظات هي بغداد وأربيل وكركوك وديالى وصلاح الدين وواسط وبابل وكربلاء والبصرة، يقتصر عدد أعضائه حالياً على 380 فرداً جميعهم من الرجال من مراحل عمرية مختلفة وطبقات اجتماعية متنوعة وعقائد دينية متعددة كذلك، ما يعكس قدرة الفريق على تحقيق أهدافه.

وقد انضم للفريق بعض أفراد الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي التي شاركت في المعارك لطرد تنظيم داعش من العراق في السنوات الثلاث الماضية.

القلة المحظوظة في العراق هي التي تمتلك دراجات من طراز هارلي ديفيدسون فهو طراز نادر وباهظ الثمن بينما تكتفي الغالبية بدراجات عادية تدخل عليها تعديلات لتبدو كالتي ظهرت في فيلم ومجلة (إيزي رايدر).

 وتعد الدراجات الكلاسيكية الرئاسية والهارلي ألكترا بمختلف أصنافها أبرز الأنواع التي يستخدمها أعضاء "عراق بايكرز” حسب ما يوضحه البياتي، الذي يعتبر "ترقيم لوحات الدراجات بمديرية المرور العامة بالعراق، والحصول على الموافقات الداخلية والخارجية للسفر بدراجاتنا الخاصة إلى العالم أسوة ببقية الدول العربية والأجنبية الأخرى" أبرز الصعوبات التي تواجه فريقه.

وتختلف قيادة الدراجات النارية في فريق "عراق بايكرز" عبر شوارع العاصمة بغداد وقد يضطر الدراجون إلى السير ببطء عند الكثير من نقاط التفتيش العسكرية المقامة في أنحاء المدينة بهدف منع وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات. و لا يمكن للكثير منهم تحمل تكلفة دراجات نارية من طراز هارلي دفيدسون.

وتفرض قواعد الانضمام إلى الفريق ألا يقل عمر الشخص المتقدم لعضويته عن 20 سنة، وأن يخضع هذا العضو الجديد لدورات تدريبية في قيادة الدراجات النارية وأن يتعلّم قواعد المرور العامة وأن يحمل إجازة خاصة بقيادة الدراجات النارية".

فريق "عراق بايكرز" المكون من مجموعة من الشباب العراقي بارقة أمل في عالم الرياضة، وبارقة أمل في المجتمع العراقي، جعلوا هوايةَ ركوب الدراجات النارية سبيلاً لنبذ الطائفية وتوحيد شباب العراق على قلب واحد: الوطن.
تختلف قيادة الدراجات النارية في فريق "عراق بايكرز" عبر شوارع العاصمة بغداد وقد يضطر الدراجون إلى السير ببطء عند الكثير من نقاط التفتيش العسكرية المقامة في أنحاء المدينة بهدف منع وقوع المزيد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات.

رُسل سلام داخلياً ودولياً

يقوم أعضاء الفريق الذي يتخذ من "هويتنا ركوب الدراجات النارية وبث الوعي للشباب العراقي" شعاراً له، بتثقيف الشباب العراقي حتى يصبح قدوة لبقية الشباب وأفراد المجتمع من خلال حملات التوعية المرورية، وحملات التبرع بالدم، وزيارة دُور الأيتام ودور المسنين وغيرها من الأنشطة الاجتماعية.

ومن أهم مشارَكات الفريق دولياً الاشتراك في منصة "جدة باي ويك" بالمملكة العربية السعودية ومهرجان تحرير لبنان وافتتاح فرع هارلي ديفيدسون في أذربيجان، والقيام بجولات استكشافية في سلطنة عمان وتركيا.

أحمد حيدر (36 عاماً) أحد أعضاء الفريق يعمل بمنظمة إغاثة دولية، يؤكد أن "(عراق بايكرز) نجح في جمع أفراد من كافة شرائح العراق: الطبيب والضابط والموظف والمهندس والمحامي والعامل” وأضاف: "يعني هو عبارة عن عراق مصغر".

أما كاظم ناجي، صاحب ورشة للإصلاح والتعديل تخصص في تحويل الدراجات النارية العادية إلى دراجات مميزة، فيشير إلى أنه "هنا ما عندنا وكالة شركة هارلي نقدر مثلاً بالعراق نستورد منها أو نجيب أغراض منها..." وأضاف " نعدل بالدراجة هنا .. نغير شكلها حتى يصير شي مقارب للهارلي يعني شغلتها رخيصة... وهذا أرخص من المستورد".

وكثيراً ما غرق العراق في صراعات طائفية، أبرزها ما حدث بين عامي (2006 و2007) من عنف طائفي بين السنة والشيعة عقب تفجير مرقدَي سامراء في 22 فبراير/شباط 2006، وأطلق عليها الحرب الأهلية العراقية الأولى وإن جادل بعض العراقيين بأن هذا التوصيف ليس دقيقاً، إلى جانب الموجة الثانية من الحرب الأهلية الناجمة عن الخلافات الطائفية التي نشبت بين عامي (2014 و2017).

وأسهمت العديد من العوامل الخارجية بتأجيج النزاع الطائفي في العراق لكن أبرزها وأولها هو الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 وما نتج عنه من تدخلات إيران الجارة الشيعية اثم استيلاء داعش على مساحات واسعة من البلاد، إلا أن الخاسر الوحيد كان ولا زال الشعب العراقي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard