شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
سورية تحرق نفسها وأطفالها لعجزها عن إطعامهم 

سورية تحرق نفسها وأطفالها لعجزها عن إطعامهم 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 14 يناير 201912:45 م

أقدمت نازحة سورية على إشعال النيران في الخيمة التي تأويها وأبناءها الثلاثة بعد أن عجزت عن سد جوعهم أياماً متعاقبة مسلطةً الأضواء على الأوضاع الكارثية التي يعانيها قرابة 40 ألف لاجئ سوري يقيمون بمخيم الركبان.

يقع مخيم الركبان في المنطقة المحرمة دولياً بين خطي الحدود السورية والأردنية على مساحة 4 كيلومترات أقصى شرق سوريا في منطقة صحراوية قاحلة لا تتوفر بها أي موارد طبيعية للعيش، ويبعد حوالي 13 كيلومتراً فقط عن قاعدة التنف إحدى قواعد التحالف الدولي بقيادة القوات الأمريكية إلى جانب عدد من فصائل المعارضة.

حادثة مروعة

وأضرمت سندس فتح الله، 28 عاماً، النيران في نفسها وأطفالها داخل خيمتها السبت الماضي. وتمكن الجيران من إخماد الحريق وإخراج السيدة وأطفالها من داخل الخيمة إلا أن إصابة سندس وطفلها الأصغر (عمره شهر واحد) كانت بليغة بينما تعرض طفلاها الآخران لحروق طفيفة واحترقت خيمة الأسرة بشكل كامل.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=747322648956406&id=744950572526947&__tn__=-R

وأفادت التقارير الأولية بأن إقدام السيدة على هذا الفعل مرده عدم تناول أطفالها الطعام لأكثر من ثلاثة أيام، بينما أكد بعض النازحين أن الحادث قدري وناتج عن انفجار أنبوب الغاز في الخيمة.

وحمل القائمون على المخيم المنظمات الإنسانية "المتقاعسة" عن أداء واجبها الإنساني مسؤولية المأساة، ولفتوا إلى الأوضاع البائسة التي يعاني منها نازحوه "الباحثون عن الحياة تحت النار وبين الرماد".

وشددت هيئة العلاقات العامة والسياسية للمخيم على أن "العالم تخلى عن نازحي مخيم الركبان حين أعرض عن تسجيله ضمن لوائح الأمم المتحدة لمخيمات اللجوء. كما تخلت عنه جميع الدول والمنظمات ولم تستمع إلى استغاثات النازحين المقيمين به" وأردفت "الموت يحاصرنا.. شاركنا زادنا سكن بيوتنا حاصصنا (قاسمنا) فراشنا. الموت بات أقرب إلى فم الرضيع من ثدي أمه".

أما الناطق باسم الإدارة المدنية في المخيم خالد العلي، فصرح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ( الأحد، بأن " السيدة التي أقدمت على حرق نفسها وأطفالها داخل خيمتها لعدم تناولهم الطعام منذ ثلاثة أيام، تم نقلها وأطفالها إلى النقطة الطبية ومنها إلى مستشفيات المملكة الأردنية".

ولفت العلي إلى أن: " أهالي المخيم الذين يزيد عددهم عن 40 ألف شخص يعانون البرد الشديد لعدم وجود أشجار في هذه المنطقة الصحراوية لاستخدامها للتدفئة. كما أنهم لا يستطيعون شراء المواد النفطية إذ يتراوح سعر لتر المازوت (السولار) الذي يصلهم عبر مناطق سيطرة القوات الحكومية بين 500 إلى700 ليرة سورية (1 إلى 1.5 دولار) في حين أن سعره الأصلي أقل من نصف دولار للتر".

العلي أشار أيضاً إلى "ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات عدة أضعاف مقابل سعرها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وإلى الغياب الكامل للمنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات لسكان المخيم".

أوضاع مزرية بالمخيم

يأتي حادث حرق اللاجئة السورية نفسها مع أطفالها عقب أيام قليلة من وفاة طفلتين بالمخيم بسبب البرد القارس وانعدام الرعاية الطبية في المخيم. وخلال العام المنصرم توفي أكثر من 20 شخصاً لعدم توفر الخدمات الطبية وعدم تمكنهم من الخروج من المخيم وتلقي رعاية طبية بالمستشفيات سواء داخل الأراضي السورية أو في الأردن.

ويعاني النازحون بالمخيم منذ أكثر من سنة من حصار قاسٍ  تتقاذف مسؤوليته أربع جهات هي، نظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا والأردن والولايات المتحدة.

أقدمت نازحة سورية على إشعال النيران في الخيمة التي تأويها وأبناءها الثلاثة بعد أن عجزت عن سد جوعهم أياماً متعاقبة مسلطةً الأضواء على الأوضاع الكارثية التي يعانيها قرابة 40 ألف سوري يقيمون بمخيم الركبان.
تكثر بمخيم الركبان حالات الوفاة، خصوصاً بين الأطفال، بسبب البرد ونقص الغذاء وعدم توفر رعاية طبية، ورغم ذلك أكد أعضاء المجلس المحلي بالمخيم، قبل أيام، رفضهم مغادرة المخيم والعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري الذي تسبب في تهجيرهم بشكل قسري لما يشكله ذلك من "خطر على أرواحهم وحريتهم".
يأتي حادث حرق اللاجئة السورية نفسها مع أطفالها عقب أيام قليلة من وفاة طفلتين بالمخيم بسبب البرد القارس وانعدام الرعاية الطبية في المخيم.

وتكثر بمخيم الركبان حالات الوفاة، خصوصاً بين الأطفال، بسبب البرد ونقص الغذاء وعدم توفر رعاية طبية، ورغم ذلك أكد أعضاء المجلس المحلي بالمخيم، قبل أيام، رفضهم مغادرة المخيم والعودة إلى مناطق سيطرة النظام السوري الذي تسبب في تهجيرهم بشكل قسري لما يشكله ذلك من "خطر على أرواحهم وحريتهم" على حد تعبيرهم.

 وتقوم الأمم المتحدة على فترات متباعدة بإدخال مساعدات طبية وغذائية للمخيم غير أنها لا تتناسب بأي حال مع عدد نازحيه، وتشير تقارير إعلامية وحقوقية محلية إلى أن السبب في ذلك هو أن نظام الأسد ومن خلفه روسيا يتحكمان بتوقيت دخول وخروج الأمم المتحدة للمخيم في إطار ضغوطهما على النازحين لقبول التسوية والعودة إلى مناطق سيطرة النظام.

وقبل نحو شهرين، شبه رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الروسية ميخائيل ميزينتسيف الأوضاع في مخيم الركبان للاجئين "بمعسكرات الاعتقال أثناء الحرب العالمية الثانية" مستنكراً ما وصفه بـ "صمت المجتمع الدولي أمام هذه الكارثة".

يشار إلى أن أغلب نازحي المخيم جاؤوا من مناطق سوريا الشرقية مثل تدمر والقريتين ومهيم ومناطق سوريا الشمالية منها الرقة ودير الزور والحسكة نهاية عام 2015 بشكل فردي بحثاً عن الأمان، وتجمعت خيامهم المتفرقة لتكون ثاني أكبر المخيمات على الحدود الأردنية من حيث العدد بعد مخيم الزعتري حيث كان يحوي قرابة 70 ألف لاجيء سوري إلى أن تقلص العدد مؤخراً إلى 40 ألفاً فقط.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image