شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أعدّوا الطعام للاجئين

أعدّوا الطعام للاجئين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 28 يونيو 201702:22 ص

مليون لاجئ سوري مسجل في لبنان، ومئات الآلاف موزعين هنا وهناك. أرقامٌ رسمية تزعزع الخطط الاستراتيجية للمنظمات الدولية والسياسات الحريصة على الديموغرافيا، لكنها لا تمنع بعض المواطنين المجهولين من وضع خطة مثالية بسيطة تساعد في علاج أزمة النزوح السوري: إعداد الوجبات الغذائية الدافئة للاجئين.

تجمعات نسوية، مشاريع غذائية، وحصص لتعلم الطبخ السوري الأصيل، من دون أن ننسى تلك الرشة الإضافية من الملح والبهار... هذا كل ما احتاجه بعض الأفراد لاستقبال مليون لاجئ. الطبخ من أجل محاربة مشاعر الإحباط والفقر والقلق التي رافقت نساء سوريا لدى هروبهن من الموت إلى لبنان، هي الخطة التي دفعت الأفراد الذين يقفون خلف نجاح مشروع "طاولة سوق الطيب" في بيروت، على الانضمام إلى هيئات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لاحتضان بعض النساء السوريات واللبنانيات في مطبخهم العائلي.

 في مركز كاريتاس المخصص للاجئين، التقت بداية المشوار 13 امرأة سورية، لإعداد عشرات الأطباق من المطبخ السوري، بنكهةٍ تدعم المعنويات وتعيل عائلات اللاجئات. مجموعة الأطباق التي اختارت لنفسها سم "أطايب زمان"، جالت في عدة معارض محلية ليتعرف اللبنانيون أكثر على النكهة السورية الشعبية، في وقتٍ تفتخر بعض اللاجئات السوريات بالحلم الذي حققنه وبلقمة العيش تلك التي ستعيل أولادهن. إنها إحدى المشاريع التي أعطت الأمل للأمهات السوريات وعززت من قدراتهن على الاهتمام بأنفسهن وبعائلاتهن، إضافة إلى عقد صداقة حقيقية مع نساء لبنان.

 أكثر من 75 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان هم نساء وأطفال، قد نسوا طعم الأطباق الشامية والحلبية واللاذقانية التقليدية، واستبدلوها بمذاق اليأس الخالي من أي أعشاب مطيّبة، إلى أن عادوا لتحضير الهريسة الشامية والبرازق و"حراق إصبعو" والمحمرة السورية والكنافة المبرومة وعش البلبل من داخل الأراضي اللبنانية، في محاولة لإحياء الثقافة الوحيدة التي لن يتمكن من قتلها أي إرهاب.

 "أطايب فلسطين" هو حلمٌ آخر قد دخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، كمخيم عين الحلوة ومخيم نهر البارد، لانتقاء نساء مهمتهن تحضير الأطباق الفلسطينية الأكثر شهية، لجلسات غداء خيرية يعود ريعها لأطفال ونساء المخيمات نفسها. في سياق مماثل التقت 13 أمّ من مخيم عايدة ومخيم العزة للاجئين في بيت لحم لتأسيس منظمة NOOR Women’s Empowerment Group المختصة بتقديم حصص طبخ للزوار من مختلف الجنسيات العالمية، بهدف نشر ثقافة الحياة والمطبخ الفلسطيني، عوضاً عن الكتيبات الصغيرة التي تباع تحت عنوان Zaaki: Tasty Palestinian Recipes from Our Kitchen in Aida Camp. أعمال تطوعية نشرت نكهة الحياة في المخيمات، ودعمت أطفالها عبر مدّهم بأبسط الكماليات اليومية ومساعدتهم على تلقي علم يمكنهم من العيش بكرامة في المستقبل، حتى ولو داخل مخيم.

رشة حنونة من الصعتر والكمون والسماق والقرفة، تمحي الأمية من مخيم محاصر. مشاريع كتلك تبرهن أن روح المطبخ لها قدرة على تطوير الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في أقسى الظروف، إيمانٌ تبنته بربرا مسعد، المرأة التي تحضر حالياً كتاب طبخ يجمع عدة وصفات للحساء، ستبيعه نهاية العام لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان. أسوأ ما شاهدته تلك المرأة المتخصصة في علم الطهي منذ 25 عاماً، هو وضع اللاجئين في لبنان، ومن خلال كتاب Soup for Syria، ستحاول أن تعطي دعمها واهتمامها الكاملين لتدفئة قلوب اللاجئين. مشروع يقتصر على جمع الأموال من خلال بيع الكتاب لبناء مطبخ متنقل في البقاع، يمكن اللاجئين السوريين من تناول الحساء الساخن من جهة، في حين تذهب باقي الأموال لتأمين حاجاتهم الأساسية. طباخون ومزارعون وأصحاب مطاعم قد أعلنوا عن رغبتهم المشاركة بذلك المشروع الخيري، لأنه ثمة دوماً وسيلة لمساعدة المحتاجين.

 إذا انتقلتم إلى الولايات المتحدة الأميركية ستلتقون أيضاً بنساء من أصول سورية اجتمعن في مطبخ بسيط لدعم اللاجئين. في مطبخ كنيسة St. John of Damascus في ماساتشوسيتس التقت مجموعة من النساء لتحضير أصابع اللحم بهدف دعم أيتام النزاع السوري. مجموعة من التوابل السورية، ضمنها الفلفل الأسود وجوزة الطيب والقرنفل والقرفة، تمتزج مع اللحم بطريقة ساحرة لتعطيها ذلك الطعم الزكي، والثقافة السورية التي تقول "لا تقدم طبقاً دون تزيينه بالصنوبر وبذور الرمان والبقدونس"، هي المسؤولة عن الاهتمام بضحايا سوريا. نساءٌ قد عرفن سوريا وما زلن يتذكرن الطريقة التي كانت جداتهن يحضرن بها الأطباق التقليدية، بكل حب واهتمام.

 لدى مروركم بسياتل في واشنطن، بإمكانكم التسجيل بدروس طبخ مخصصة يعطيكم إياها طباخون لاجئون أو مهاجرون في الولايات المتحدة، لتسنح لكم فرصة التعرف على تلك المطابخ "المهاجرة" والاستمتاع بنكهاتها الغنية، إذ يتمكن هؤلاء الطباخون من نشر ثقافة بلادهم الفريدة والالتقاء بثقافات جديدة، ضمن مشروع يدعم اللاجئين والمهاجرين المشاركين به.

 تلك الثقافة الإنسانية المخبوزة بكل خبرة الطبخ التقليدي، لا حدود لها. هذا ما تحاول برهانه منظمة World Chefs Without Borders، مبادرة لا تميّز بين الأديان والثقافات والسياسات، هدفها إنقاذ حياة الجياع والمحتاجين، والعمل على تعزيز الحقوق الإنسانية عبر تأمين الطعام المغذي والمياه النقية في الحالات الطارئة حيثما تقع في العالم. طباخون متطوعون يعملون بمثابرة لتأمين اللقمة التي تنقذ شعباً في حالة الأزمة أو الحرب، فإن كنتم هواة أو أخصائيين في الطبخ، تطوعوا من أجل نشر تلك الثقافة التي لا تعرف لا الكراهية ولا الموت.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image