تحت عنوان "جانو-هيري" أي الشعر في شهر يناير، انطلقت من إنجلترا حملة فريدة من نوعها تدعو النساء في جميع أنحاء العالم إلى ترك شعر أجسادهن ينمو دون حلاقة أو إزالة بطرق أخرى لمدة شهر. وحظيت الحملة بترحيب واسع حتى الآن في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وروسيا وإسبانيا.
تسعى الحملة إلى تشجيع النساء على حب شعر أجسادهن الطبيعي وتقبله بعيداً عن المعايير الاجتماعية الجامدة والتقليدية للجمال، ولا تكتفي المشاركات بترك الشعر الزائد دون حلاقة بل يقمن بجمع التبرعات لجمعيات خيرية.
حملة واستجابة "عالمية"
وحققت الحملة استجابة واسعة حتى الآن بحسب مؤسستها لورا جاكسون، رغم أن فكرتها ليست مستحدثة إذ ظهرت دعوات مماثلة في أوروبا وأمريكا ودعمتها ممثلات وشخصيات نسائية بارزة.
لكن هذه الحملة تمتاز بحسب جاكسون بأنها: "ليست مجرد حملة غاضبة من أشخاص لا يرون الأنثى جميلة أو جذابة بشعر جسدها، بل هي مشروع تمكيني يهدف إلى أن يفهم الجميع المزيد عن أنفسهم وعن الآخرين وأن يتقبلوا ذلك".
وتقول جاكسون، 21 عاماً، إن الكثير من النساء حول العالم تواصلن معها للانضمام للحملة لافتةً إلى أن الفكرة نشأت بعد أن تركت شعر جسمها ينمو لمشاركتها في عرض مسرحي لكونها طالبة مسرح في جامعة إكسيتر البريطانية.
وأوضحت بشأن تلك التجربة: "شعرت بالتحرر وبزيادة الثقة بنفسي، لكن بعض الناس حولي لم يستوعبوا ما فعلت ولم يتفقوا معي"، وتابعت: "جعلني هذا أدرك أنه لا يزال هناك الكثير ينبغي فعله لنصبح قادرين على قبول بعضنا البعض بشكلنا الكامل والحقيقي".
وإلى جانب سعيها إلى التخلص من الوصمة التي تحيط بشعر جسم النساء، تأمل لورا بأن تتمكن الحملة من جمع ألف جنيه إسترليني لبرنامج تعليم خيري اسمه Body Gossip هدفه توعية الشباب حول تقبل الجسد وتؤكد "عندما نفعل الأشياء مراراً تصبح معتادة ومتقبلة".
وشاركت الكثير من النساء في الحملة ونشرن صورهن عبر انستغرام للشعر الظاهر تحت الإبط أو على الساقين والذراعين. وقالت إحدى المشاركات بالحملة وتدعى إنديا هولاند، 22 عاماً: "أعتقد أن وجود شعر طبيعي على الجسم يجب ألا يكون سبباً أبداً بجعل المرأة تشعر بالذنب" مردفةً "سمعت فتيات يخجلن من وجود الشعر على أرجلهن. لا ينبغي إجبار أحد على الحلاقة. يجب أن يكون هذا الأمر اختيارياً".
أما ليلا بوشيت، 21 عاماً، من كاليفورنيا فقالت إنها تتطلع إلى مشاركة بالحملة، في حين لفتت رويسين مكاي-هاين، 21 عاماً من كورنول في إنجلترا، إلى أنها كانت متوترة في بداية الأمر بخصوص مشاركتها في الحملة وتابعت: "لم أشأ المشاركة بسبب خوفي من أن أجذب انتباها سلبيا تجاهي. لكن هذه هي المشكلة بالضبط ولهذا السبب قررت تحدي نفسي والتغلب على خوفي".
"جانو-هيري" أي الشعر في شهر يناير، انطلقت من إنجلترا حملة فريدة من نوعها تدعو النساء في جميع أنحاء العالم إلى ترك شعر أجسادهن ينمو دون حلاقته أو إزالته لمدة شهر. وحظيت الحملة بترحيب واسع حتى الآن في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وروسيا وإسبانيا.
ظهرت العارضة العالمية من أصل فلسطيني جيجي حديد في إعلان ترويجي لإحدى الماركات الرياضية وهي تقوم بحركات رياضية وترفع يديها ليظهر شعر إبطها وهي تقول: "أنا جيجي حديد، اليوم يوم حرية. ابقي قوية" واعتبرت هذه من أقوى دعوات ترك شعر الجسد دون حلاقة.
دعوات سابقة لتقبل شعر الجسد
وفي العام 1999، أثارت الممثلة الأمريكية جوليا روبرتس ضجة كبيرة عندما لوحت بيدها عالياً وظهر شعر كثيف أسوء تحت إبطها إلا أن الأمر تغير قليلاً الآن، كثير من الفنانات العالميات يجرؤن اليوم على كشف شعرهن الزائد غير المحلوق.
وفي كثير من المناسبات تكرر رصد الكاميرات لشعيرات على وجه أو ذراع أو تحت إبط أكثر من امرأة مشهورة، فيما بادرت بعضهن بنشر صور لهن مُركزات على شعر جسدهن، في مساعي ربما لتغيير قواعد الجمال وأبرزهن مايلي سايروس ومادونا وابنتها لورد وعارضة الأزياء السويدية، أرفيدا بيستروم، التي ظهرت في إعلان لعلامة تجارية شهيرة بساق مغطاة بالشعر “الزائد”.
كما أنشئ نادي "الأرجل الشعرانية" قبل سنوات، وهو عبارة عن ملتقى عبر الإنترنت يشجع النساء على التخلص من شفرات الحلاقة. وأطلقت حملة "no shave" في فبراير 2017 لحث النساء على تقدير أجسادهن الطبيعية، كما دعت إلى حماية النساء من العنف معتبرةً أن احتفاظ المرأة بشعر الجسد أحد حقوقها.
وتعتبر نيكي سيلفر، صاحبة كتاب " Unshaven " أن الجمال الطبيعي يكمن في شعر الجسد. كما ترى أن الجمال النسائي يندرج تحت معايير عديدة ومختلفة منها عدم الحلاقة. كما تعتبر الاعتقاد السائد بضرورة التخلص من شعر الجسد نابعاً من أفلام البورنو التي قدمت نظرة ضيقة حول ما يجب أن تبدو عليه أجساد النساء وما هو شكل الجسد المثالي المفترض على حد قولها.
وظهرت العارضة العالمية من أصل فلسطيني جيجي حديد في 2017 في إعلان ترويجي لإحدى الماركات الرياضية وهي تقوم بحركات رياضية وترفع يديها ليظهر شعر إبطها وهي تقول: "أنا جيجي حديد، اليوم يوم حرية. ابقي قوية" واعتبرت هذه من أقوى دعوات ترك شعر الجسد دون حلاقة.
وهناك جدل واسع بين فريقين يرى أولهما أن إزالة المرأة شعر جسدها من أساسيات النظافة الشخصية بل أمراً يميزها عن الرجل، فيما يعتقد الفريق الثاني أن المرأة ليست مضطرة لتحمل طرق الحلاقة التي عادةً ما تكون مؤلمة ومرهقة ومكلفة لترضي معايير الجمال في المجتمع.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com